Рет қаралды 784
في القصص القصيرة لخيري شلبي سوف تلتقي بالعديد من المهمشين الذين التقيت بهم في رواياته, في عشوائيات المدن والقري, وسوف يسردون لك حكاياتهم باللهجة نفسها التي يتكلمون بها بعضهم لبعض أو لأنفسهم, وهذه سمة من السمات المميزة لروايات خيري شلبي وقصصه القصيرة علي السواء ولكن نزعة الحكي القوية في روايات خيري شلبي تتراجع قليلا أو كثيرا في قصصه القصيرة ربما خضوعا لقانون القصة القصيرة التي يقول عنها الناقد وكاتب القصة الإيرلندي فرانك اوكونورفي الصوت المنفرد إنها الأدب الخالص, يعني الذي لا يحتمل الثرثرة أو الغنائية التي يمكن أن تحتملها الرواية, ويقدم أوكونور نموذجا مقتبسا من حياة بارنيل ومن قصة ج.د. سالينجر للإيجاز الذي ينبغي أن تكون عليه القصة القصيرة فيقول:
إنها قصة زوج مخدوع يسأل تليفونيا أعز صديق له عن زوجته التي تأخرت في الخارج دون أن يشك للحظة في أن الزوجة موجودة في فراش أعز الأصدقاء هذا ويسري أعز الأصدقاء عنه بطريقة جافة معدة, وأخيرا يتصل الزوج المخدوع مرة أخري, ذلك الرجل الطيب الذي ربما خجل من اعترافه المتسرع, وربما من إزعاجه لصديقه ليقول إن زوجته عادت إلي المنزل مع أنها كانت لا تزال في الفراش مع عشيقها فالقصة القصيرة باختصار هي التي تحدث أعمق الأثر بأقل قدر من الكلمات.
وحين نلقي نظرة طائرة علي القصص القصيرة الموزعة في مجموعات خيري شلبي القصصية التي من أهمها أسباب للكي بالنار الدساس, سارق الفرح, عدل المسامير, تقليب المراجع, ما ليس يضمنه فلعلنا نلاحظ أن هذه القصص يمكن أن تتوزع بين ثلاثة مستويات مستوي يستجيب لشروط القصة القصيرة كما حددها أكونور وتستحق أن يقال عنها إنها الأدب الخالص ومستوي يحاول الاستجابة لشروط القصة القصيرة, ولكنه يقع في غواية الحكي الآسرة عند خيري شلبي فتبدو القصة القصيرة وكأنها جزء سقط سهوا من رواية كان يكتبها خيري شلبي ثم لم يستكملها لأي سبب ومستوي ينجح فيه خيري شلبي في أن يوظف نزعة الحكي في خدمة شروط القصة القصيرة حيث يصبح الحكي أدبا خالصا لأنه يجسد لحظات صحو ذاكرة مقموعة لم تجد طريقا للنجاة من عصف الألم سوي النسيان.
ابو المعاطي أبوالنجا