خالق الارض له الحق في تخصيص جزء منها لشعب واحد يحمل الأسفار ويأتي منه الفادي عوضا عن عجز البشر . شعوب ارض كنعان سمعوا عن سدوم وعمورة وعبور بني إسرائيل إلى برية سيناء ولكن لم يتعظوا بل بقوا على وثنيتهم وحاربوا بني إسرائيل عند دخولهم الارض التي وعد الله بها ابراهيم ونسله قبل ٤ قرون، فكانت العدالة وفق قاعدة عين بعين وسن بسن . لو شاء الله نشر الإيمان بقوة البشر لما وقفت جيوش البشر بسبب جبال أو مستنقعات كالتي عند حدود الصين وفرنسا ، لكن حروب العهد القديم كانت دينونة من الله على الشعوب الوثنية وشعبه المختار ايضا بلا تمييز ولا محاباة وليست لنشر اليهودية ، كذلك المسيح وتلاميذه ورسله لم يستخدموا السيف والجزية ومغريات الدنيا لنشر الإيمان قبل صدور مرسوم ميلان ٣١٣م . لو شاء الله تقييد حرية البشر لكان الأولى تقييد حرية آدم لئلا يعصي الوصية الوحيدة التي تلقاها من ربه . الشر ضريبة الحرية، والألم ضريبة الكرامة، والحرية والعدالة شرطان لكرامة بني الإنسان في الدنيا قبل يوم الحساب بلا عذر من أي إنسان عاقل حر في القراءة والقرار والعمل . ماذا لو ان الله أمر بني إسرائيل بنشر اليهودية بقوة السيف والجزية ومغريات الدنيا ؟ هل ستقف امام جنوده جبال فرنسا والصين ؟ ماذا لو ان المسيح استخدم قوته لنشر المسيحية كما أسكت البحر والريح ؟ هل سيسمح لليهود والرومان بمحاكمته وصلبه ؟ ماذا لو ان مملكة المسيح من هذا العالم ؟ هل سيجعل اتباعه مسالمين متسامحين ؟ هل أخطاء البشر حجة على رب البشر ؟ تخيل ان الصين البوذية هاجمت دولة اسلامية وفرضت عليها الجزية او الموت او ترك الاسلام ، هل ستكون البوذية من الله دينا حنيفا ؟ الجزية التي يدفعها الذين اوتوا الكتاب صاغرون بحسب سورة التوبة ٢٩ ليست مثل ضرائب تستوفيها الدولة من الشعب بلا تمييز ، ولا توجد كرامة لبني آدم بدون حرية الفكر وعدالة في الحقوق والواجبات، لهذا السبب كان دفع الجزية صاغرون اهون من الموت، وكان الموت على الإيمان اهون من جحد محبة الله المعلنة في صليب ابنه الفادي يسوع المسيح .