Рет қаралды 7,922
فرّوا من براثنِ الحربِ و الدم..
و اتجهَتْ بوصلتُهم نحو #الجزائر
على أنها بلادٌ تحملُ هويّةَ "العروبة"
خمسون ألفِ #سوري
تقطّعت بهم السُّبل
و غابت ملامحُ الإياب....
بعدَ أحد عشرَ عاما من الثورةِ #السورية...
كيفَ يعيشُ #السوريون_في_الجزائر؟
بدأت القصة معَ بدايةِ #الثورة_السورية حين وجدَ كثيرٌ من #السوريين أنفسَهم مضطرينَ لمغادرةِ البلاد بحثا عن الأمانِ الذي غاب، فحملوا آمالَهُم و آلامَهُم و تعدد الوجهات،
فلماذا كانت #الجزائر؟
في الوقتِ الذي بدأت أغلبُ الدولِ بإغلاقِ أبوابِها في وجهِ السوريين كانت لازالت الجزائرُ من الدولِ العربيةِ القليلةِ تستقبلُ السوريين بدونُ الحصولِ على تأشيرةِ دخول، بالإضافةِ للأوضاعِ الأمنيةِ المتوترةِ في أغلبِ البلادِ العربية كلّ هذه العوامل رجَّحَتْ كفّةَ الجزائر لتكون مقصدا لأعدادٍ كبيرةٍ من #السوريين، بعضُهم اتخذَ من الجزائرِ محطةً يعبرُ خلالها نحو المغرب ثمّ دولِ اللجوءِ الأوروبية، و بعضهم الآخر فضّلَ الإقامةَ في دولةٍ عربيةٍ عُرِفَت بمواقِفِ شعبها العروبيّ ريثما تتحسن الأوضاعُ السياسيةُ و الأمنيةُ و المعيشيةُ في سوريا، لكنّ الوضعَ لم يستمر كما كانَ عليه
فما الذي تغيّرَ في السياسةِ المتبعةِ تجاه السوريين؟
عام ألفينِ و خمسةَ عشرَ فرضتِ #الحكومةُ_الجزائرية شرطَ الفيزا لدخولُ السوريين إليها، لكن منذ ذلك الحين لم تُمنَح الفيزا لأيِّ سوريّ بسبب شروطِها التعجيزية من إيداعٍ بنكيٍّ كبير إلى الحجزِ الفندقي وصولا إلى عقدِ العمل... و هنا تحديدا تكمنُ الغرابة، فكيف يمكنُ للسوريِّ أن يحصلَ على عقدِ عمل بعد أن اتخذت وزارةُ العملِ الجزائرية قرارا بمنعِ السوريين من العمل، حيثُ يخضعون لقانونِ عملِ الأجانب كونه لا يوجدُ قانونٌ للاجئين....
إذا كيف سيستطيعُ السوريون تأمينَ كفافِ عيشِهم؟
ربما تكون هذه من أكبرِ العقباتِ التي يواجهُها السوريون في الجزائر، حيث أنهم مضطرونَ للعملِ بطرقٍ تجعلُ حقوقَهم مستباحةً وغيرَ مضمونة..
فحملةُ الشهاداتِ العليا والمؤهلاتِ التعليمية يواجهون مشكلةً في الاندماجِ معَ مجتمعِ الأعمالِ الجزائري و المرتكزِ على اللغةِ الفرنسيةِ بشكلٍ أساسي أما أصحابُ المهنِ و الحرفيّون فلا يملكون الحقَّ في فتحِ مشاريعَ خاصةٍ بهم أو حتى الحصولَ على تأمينٍ اجتماعيّ، لكن كلّ هذه العقبات لم تثنِ السوريين عن كسبِ رزقِهم بل كانوا كمن يحفرُ في الصخر وأسسوا آعمالَهم الخاصة على مستوياتٍ عدة من المعاملِ والصناعات وصولاً إلى المطاعمِ و ورشِ البناء و بيعِ الألبسةِ وغيرِها من المنتجات السورية التي تلاقي رواجا كبيرا في الأسواقِ الجزائرية حتى أنّ حيا في الجزائرِ العاصمة كان يسمى " بابا حسن" أصبح بعد أن غزته البضائع السورية يطلق عليه " بابا حلب أو باب الحارة" ،أما عن الوسيلة فبعضُهم لجأَ لاتخاذِ شريكٍ جزائريّ ليستطيع استصدارَ السجلِّ التجاريّ و الأوراقِ الرسميةِ على اسمه، و بعضهم لجأ للزواجِ من زوجةٍ جزائرية ليستطيعَ الحصولَ على أبسطِ حقوقهِ الإنسانيةِ بالعمل....
و هنا لابدّ أن نسألَ عن الأوضاعِ الاجتماعيةِ للسوريين،
هل استطاعَ السوريون التعايشَ والاندماجَ بالمجتمعِ الجزائري؟؟؟
في الحقيقةِ... إنّ الشعبَ السوري هو شعبٌ متعايشٌ بطبعِه، كما أنّ تجربةَ التعاملِ مع الجزائريين لم تكن الأولى في تاريخِ السوريين فبعودةٍ بسيطةٍ إلى زمنِ الاحتلالِ الفرنسي و تحديدا عامَ ألفٍ وثمانمئةٍ و خمسةٍ و خمسين حيثُ اتخذَ الأميرُ عبد القادر الجزائري الذي عانى ماعاناه من بطشِ الاحتلال سوريا ملجأً له و تبعته أعدادٌ كبيرةٌ من شيوخِ الجزائرِ وعلمائها مع عائلاتهم، فما كان من السوريين إلا أن فتحوا لهم بيوتَهم وقلوبَهم، لكن هذه المرة و بعدَ أن دارت دورةُ الزمانِ على السوريين فقد أصبح اسمُهم "لاجئين و أجانب" و مع ذلك فإن الكثيرَ من السوريين اتخذوا زوجاتٍ جزائريات، إما لتسهيلِ أمورِ العمل أو بسببِ المغالاةِ في مهورِ الفتياتِ من الأسرِ السوريةِ الموجودةِ هناك، بعضُ هذه الزيجات كان موفقا ونسبةٌ كبيرةٌ منها تصطدمُ بعدَ مدةٍ باختلافِ العاداتِ و التقاليد وأسلوبِ العيش ... أما عن التعليمِ فهو الوجهُ المشرقُ الوحيد... حيث يستطيعُ السوريون تسجيل أبنائهم في المدارس الجزائرية والحصول على التعليم المجاني بإجراءاتٍ سهلةٍ جدا...
ليس هذا كلَّ شيء... بل هناك الأكثر...
فبعدَ أن أصبحَ الوصولُ للجزائرِ عبرَ المطاراتِ أشبه بالمستحيل، اضطرَ بعضُ السوريين لأن يسلكوا طرقا بريةً وغيرَ شرعية عبر صحراءِ ليبيا وموريتانيا رغم خطورةِ الطريق و وقوعه تحت سيطرةِ المافياتِ البشرية، إلا أنّ الرغبةَ في الاجتماعِ مع الأهلِ والعائلة كانت دافعا كافيا للمخاطرة، فمن غير المنطقي ألا يستطيعَ السوريُّ إحضارَ زوجته أو عائلته للعيشِ معه، لكن هذا الدخولَ غير الشرعي شكلَ تهديدا دائما للسوريين بالترحيل، وقد حدثَ هذا فعلا ففي عام ألفين وعشرين رحلتِ الحكومةُ الجزائريةُ بعضَ السوريين الذين وصلوا بشكلٍ غير شرعي إلى صحراء مالي... ليكون مصيرُهم هو المجهول...
لكن... ماذا عن موقفِ السفارةِ السوريةِ في الجزائر... هل حاولت حمايةَ رعاياها؟؟؟
لم تكن السفارةُ السوريةُ أرحمَ على السوريين ، فما إن يدخلَ السوريُّ لسفارته حتى يُقابَلَ بأسوءِ معاملة، لاسيما وأنّ العقليةَ المسيطرة هي عقليةُ تخوينِ كلِّ من غادر سوريا دون استثناء، عدا عن المبالغِ الكبيرة التي تفرضُها السفارةُ على رعاياها مقابلَ استصدارِ أيِّ وثيقةٍ رسمية كتسجيل المواليدِ الجدد أو الوكالات أو تجديدِ وثائقِ السفرِ و غيرِها...
اليوم و بعد أحد عشر عاما من الوجعِ السوريِّ تعيشُ الجاليةُ السوريةُ في الجزائر بلا إقامات و لا حقوق ولا آمال لتصبحَ هذه البلادُ الواسعة سجنا كبيراً يضيقُ على قلوبِ السوريين المتعبة...
ما هي الوجهة الأفضل للاجئ السوري بعد أن أغلقت الأبواب كلها؟
تابعونا على السوشال ميديا :
/ aivinews
/ aivinews
/ aivi.news