Рет қаралды 106,724
من أهم المواضيع التي تكلم فيها الشيخ خالد الراشد ودائماً يذكرنا فيها وهي الثبات على الأستقامة. وحتى في سجنه كانت رسالته لمحبيه :
(من كان يحبني فليدعوا لي بالثبات على الحق ).
الاستقامة نعمة عظيمة ومنحة جليلة.
ومن وفق للاستقامة على دين الله, فهذه من أجل نعم الله عز وجل عليه, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : غاية الكرامة لزوم الاستقامة, فلم يكرم الله عبداً بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه, ويزيده مما يقربه إليه ويرفع درجته, وقال رحمه الله : الكرامة لزوم الاستقامة, وإن الله لم يكرم عبده بكرامة أعظم من موافقته فيما يحبه ويرضاه, وهو طاعته وطاعة رسوله, وموالاة أوليائه, ومعاداة أعدائه, وهؤلاء هم أولياء الله الذين قال الله فيهم: {إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} أمر الشارع بسلوك طريق الاستقامة والترغيب في ذلك قال الله عز وجل : {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير } [هود:112] قال الشيخ أبو بكر الجزائري : من هداية الآيات : وجوب الاستقامة على دين الله تعالى عقيدةً عبادةً وحكماً وأدباً. وعن سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه قال : قُلتُ : يا رسول الله قُل لي في الإسلام قولاً لا أسال عنه أحد بعدك. قال:«قُل آمنتُ بالله ثم استقم »
يبقي الإنسان عبداً ضعيفاً, قد تغلبه نفسه حيناً, وشيطانه حيناً آخر, وقد تصيبه الغفلة, فيوجد لديه التقصير في استقامته, فمن رحمة الله عز وجل أن جعل له ما يجبر ذلك التقصير, وذلك في دوام التوبة والإنابة إلى الله, وكثرة الاستغفار, قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : وفي قوله عز وجل : {فاستقيموا إليه واستغفروه } [فصلت:6] إشارة إلى أنه لا بُدَّ من تقصيرٍ في الاستقامة المأمور بها, فيجبُرُ ذلك الاستغفار, المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة, فهو كقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذٍ :« اتَّق الله حيثما كنت, واتبع السيئة الحسنة تمحها »وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس لن يطيقوا الاستقامة حق الاستقامة, كما خرجه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «استقيموا ولن تحصوا, واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة, ولا يُحافظُ على الوضوء إلا مؤمن»وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى اله عليه وسلم قال : «سددوا وقاربوا» فالسدادُ هو حقيقة الاستقامة, وهو الإصابة في جميع الأقوال والإعمال والمقاصد, قال العلامة ابن القيم رحمه الله : المطلوب من العبد الاستقامة, وهي السداد, فإن لم يقدر عليها فالمقاربة, فإن نزل عنها فالتفريط والإضاعة...وأخبر في حديث ثوبان أنهم لا يطيقونها, فنقلهم إلى المقاربة, وهي أن يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم"
فينبغي لمن رام الاستقامة أن يعتني بصلاح قلبه واستقامته, قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : أصلُ الاستقامة استقامة القلب على التوحيد...فمتى استقام القلب على معرفة الله, وعلى خشيته, وإجلاله, ومهابته, ومحبته, وإرادته, ورجائه, ودعائه, والتوكل عليه, والإعراض عما سواه, استقامت الجوارح كلها على طاعته, فإن القلب هو ملك الأعضاء, وهي جنوده, فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه...وأعظم ما يراعي استقامته بعد القلب من الجوارح : اللسان, فإنه ترجمان القلب والمعبر عنه..وفي مسند أحمد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال« لا يستقيم إيمان عبد, حتى يستقيم قلبه, ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه » وفي الترمذي عن أبي سعيد الخدري, مرفوعاً, وموقفاً : ( إذا أصبح ابن آدم, فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان, فتقول : اتق الله فينا, فإنما نحن بك, فإن استقمت استقمنا, وإن اعوججت اعوججنا ) الملائكة أولياء للمستقيمين على طاعة الله في الدنيا والآخرة وعند الاحتضار من استقام على دين الله فليبشر بكل خير, في الدنيا وفي الآخرة, قال الله عز وجل: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نُزُلاً من غفور رحيم } [فصلت:30-32] فالملائكة أولياء لعباد الله الصالحين, في الدنيا والآخرة, ففي الدنيا يحثونهم على خير, ويحذرونهم من كل شر, ويحفظونهم بأمر الله, وهم معهم في الآخرة, عند الموت وشدته, والقبر وظلمته, ويؤمنونهم يوم البعث والنشور, وفي القيامة وأهوالها, ويجاوزنهم الصراط إلى جنات النعيم, قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : وقوله تعالى : { نحن أولياؤكم في الحياة وفي الآخرة } أي تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار, نحن كنا أولياءكم أي قرناءكم في الحياة الدنيا, نسددكم ونوفقكم ونحفظكم بأمر الله, وكذلك نكون معكم في الآخرة, نؤنس منكم الوحشة في القبور, وعند النفخة في الصور, ونؤمنكم يوم البعث والنشور, ونجاوز بكم الصراط المستقيم, ونوصلكم إلى جنات النعيم. الجزاء من جنس العمل في الثبوت على الصراط في الآخرة قال ابن القيم من هُدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيم الذي أرسل به رسله, وأنزل به كتبه هُدي هناك إلى الصراط المستقيم الموصل إلى جنته ودار ثوابه وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوتُ قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.
شارك الفيديو وانشره, فالدال على الخير كفاعله.
#قناة_الشيخ_خالد_الراشد #الشيخ_خالد_الراشد #خالد_الراشد
صفحة الفيس بوك : / 2006.khaled.rashed
قناة الشيخ خالد الراشد الثانية : / alrashed1231