Рет қаралды 124,320
"على نَبِرَة"
.
.
قلبي وأعرفُهُ.. لا تأمَني خَطَرَهْ
قبلَ التورُّطِ بي عُدّي إلى العَشَرَة
.
قد لا أُحبُّ وقد أُفنيكِ عاطفةً
لكِ القرارُ، ولا تستصغري كِبَرَه..
.
حُبّي اضطرابٌ، وأحلامي مُقامرةٌ
ومن يُغادرُني.. لا أقتفي أثَرَه
.
خافي النِّهاياتِ مهما كنتِ واثقةً
من ابنها الفأسِ تلقى حتفها الشَّجرَة
.
أقولُ ما قلتُ لا ثُقلاً عليكِ، ولا
زُهداً بحُبّكِ، لكن رحلتي وَعِرة..
.
يُغري الكثيراتِ أنّي لستُ منتظراً
حُباً لأحيا.. ولا نصراً لأنتصِرَه
.
ظواهرُ العشقِ أرواحٌ مُخلَّدَةٌ
وليسَ إلا عظاماً كلُّها نَخِرَة
.
فإن عزمتِ، فلا تستعجلي سُحُبي
كما ترينَ.. ببابي ألفُ مُنتَظِرة!
.
تحاولينَ.. وما يُغريكِ من رَجُلٍ
بصدرهِ هِمَّةٌ علياءُ.. مُنكسِرَة
.
مُستضعَفٌ مُذ رُمي في غيرِ موضِعِهِ
كهمزةِ السَّطرِ إنْ جاءَت على نَبِرَة
.
يظلُّ مُضطرباً.. مستوحِشاً.. قلِقاً
من كلِّ شيءٍ، كما هيْ عادةُ الشُّعَرَه
.
ولي حُطامٌ يُسمّى العُمْر.. كنتُ إذا
نظرتُ فيهِ.. رأيتُ الرّوحَ مُحتضَرَة
.
ولي طموحٌ بلا حظٍّ.. أُقيمُ بهِ
عزاءَ حُلمٍ عليهِ حسْرتي حَسِرةِ!
.
ولي مِزاجٌ عراقيٌّ، على مَلَلٍ
في كلّ شبرينِ من أحلامِهِ.. عَثَرَة
.
يقولُ قرّاءُ شِعري المُنصفونَ: بَخٍ
إنَّ الخلودَ الذي أمّلتَ سوفَ تَرَه
.
أمّا العُداةُ، فلا أكفاءَ.. أعظمُهُم
نوَيقدٌ خاملٌ، أو ناظِمٌ نَكِرة
.
ضاقوا وما نَقَمَوا منّي سوى ذَهَبٍ
مِنَ القصائدِ والأبياتِ مُنتشِرة
.
ولا أضيقُ بهم، هُمْ سَقطُ ذاكرتي!
وفي النهايةِ كلٌّ آخذٌ قدَرَه..
.
يبكي الغريبُ حنيناً إن رأى وطناً
للآخرينَ، فما يُبكيكَ أنتَ تُرَه؟
.
أبكي بلادي.. وشعباً صامداً بطلاً
ما ظلَّ شيءٌ بهذي الأرضِ ما قَهَرَهْ
.
وجهُ الحياةِ علينا بعدَ غُربَتنا
كوجهِ فرعونَ لمّا أُلقيَ السَّحرة!
.
يا ربُّ من حرَقَ الأحلامَ في يدنا
من أجلِ كُرسيِّهِ، عجِّل لهُ سَقَرَه..
.
تدهورَ الحالُ منذُ احتلَّ عالمَنا
أبناءُ من أُمِروا أن يذبحوا بَقَرَة
.
وما تطيَّرتُ إلا بعدما فُقِدَت
فينا الرِّجالُ، وما من عادتي الطِّيَرَة
.
نم يا جُرَيج.. وجوهُ المومِسَاتِ بها
بعضُ الحَياء! برغم الشؤمِ والغَبَرَة
.
ماذا فعلنا فعُذّبنا برؤيتنا
لقومِ لوطٍ وآلِ الوحشِ والفَجَرَة؟
.
طغى ابنُ آدمَ مفتوناً بُقدرتِهِ
ولم يعد مُدركاً من حجمِهِ، صِغَرَه
.
فكيفَ ترجو من الدنيا حلاوتَهَا
إن كنتَ ذا خُلقٍ.. في زُمرَةٍ قَذِرة!
.
يا قومُ عيني لبعضِ الشَّرِ عاشقَةٌ!
وإن تلوموا، فمنهُ يولدُ البَرَرَة
.
قضى الحكيمُ بما نخشى، ويُصلحُنا
وإن قضى اللهُ.. ما للمرءِ من خِيَرَة
.
الحلُّ في عودةِ الإسلامِ ثانيةً
إلى الوراءِ.. وأن يُحيي لنا عُمَرَه!
.
إحساسُهُ بالذي تلقاهُ أُمّتُهُ
لاشيءَ يبقى منَ الإنسانِ إن خَسِرَه..
.
وحُبُّهُ الأمنَ قد يُعمي بصيرَتَهُ
عن النجاةِ، كما يُعمي لهُ بَصَرَهْ
.
يهوّنُ البعضُ ما في العيشِ من نكدٍ
بأنّ في الصّبرِ أرضاً خصبةً خَضِرَة
.
وإنَّ عُمراً يسيرٌ أن ننالَ بهِ
كلَّ الحرامِ، عسيرٌ أُمّهُ عَسِرة!
.
أُخفي اكتئاباتيَ الكُبرى، وتُظهرُها
قصائدٌ مُرَّةٌ.. قتّالَةٌ.. ضَجِرة..
.
إن كانَ ثمَّةَ ما يدعو إلى أملٍ
فوعدُ ربّيَ أنَّ الشّامَ مُنتَصِرة..
.
#حذيفة_العرجي
19/6/2022