مع ابراهيم عيسى | مصر بين نظرية المؤامرة والاستقرار الهش

[@alberttoma8229]

شكرا سيد ابراهيم عيسى you say it as it is you telling the truth even when the truth might hurt

[@رامىوبس-ل1ع]

انت راجل محترم وتحليلك محترم

[@wissembouabidi6687]

بسبب عدم يوجد سند سياسي و شعبي للحكومة و بسبب علمهم لكونهم مستولون على الحكم هذا ما يولد هذا التوجس و الريبة و عدم القدرة على السيطرة على الشأن السياسي و الإجتماعي في مصر

[@aym9869]

مصر لم تتهم روسيا بأنها تتآمر عليها، و بالتالي فكلام إبراهيم عيسى عن مشروع مفاعل الضبعة النووي كلام خارج الموضوع تمامًا. أما عن موقف روسيا بعد سقوط الطائرة الروسية فهو موقف غير متعاون، لأن روسيا منعت السياح الروس من زيارة مصر لمدة سنة كاملة، في حين أن روسيا لم تمنع السياح الروس عن زيارة تركيا إلا لتسعة أشهر، رغم العداوة بين تركيا و روسيا و رغم التفجيرات الإرهابية الكثيرة في تركيا. اسمحوا لي توضيح الفرق بين الاعتقاد بوجود مؤامرة، و الاعتقاد بنظرية المؤامرة. فكلنا ندرك أن المؤامرة موجودة، لكن نظرية المؤامرة تبالغ و تسرف في تفسير جميع المشاكل و الاخفاقات على أنها نتيجة مؤامرة، و ترفض الاعتراف ببعض الحقائق إذا تعارضت مع ذلك التفسير. نظرية المؤامرة كانت مطبقة في النصف الثاني من الخمسينيات و عقد الستينيات، و كانت مصر تتهم أمريكا بالتآمر عليها، لكن المفاجأة أن مصر في عام 1959 وقعت مع الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية معونة بمقدار 162 مليون دولار، كانت في الأساس معونة قمح. و كانت مصر و سوريا في ذلك الوقت في أشد الحاجة إلى القمح، لأن سوريا كانت تعاني من نقص الأمطار الذي أثر على الزراعة، و مصر كانت تعاني من زيادة استهلاك رهيبة بسبب إهدار القمح المدعم إلى درجة أن الفلاحين كانوا يطعمون الطيور و الدواجن من خبز الحكومة. و كانت مصر تستفيد من جزء من المعونة في شراء القمح الأمريكي، و يبقى جزء يسمى فائض المعونة. و من فائض المعونة الأمريكية أنفقت مصر على إنشاء مبنى الإذاعة و التليفزيون ( بالإضافة إلى مصادر تمويل أخرى) في عام 1961 كما كتب عبد القادر حاتم في مذكراته، كل ذلك كان في عهد أيزنهاور. أما في عهد كينيدي تضاعفت المعونة الأمريكية إلى درجة أن خبير الاقتصاد جلال أمين يقول أن مصر حصلت على مليار دولار معونة أمريكية في تلك الفترة (في الستينيات). لكن في عهد جونسون تدهورت المعونة بشدة، لكنها لم تنقطع. و يذكر خبير الاقتصاد صلاح جودة أن في شهر أبريل 1967 استقبلت مصر شحنة قمح معونة أمريكي بقيمة 10 مليون جنيه مصري. فهل معنى ذلك أننا نتوهم وجود مؤامرة؟ لا ليس هذا هو المعنى و ليس هذا هو المغزى، و لكن المقصود أن العلاقات بين الدول تكون أحيانا معقدة جدا و متشابكة و تبدو متناقضة أو تكون بالفعل متناقضة. فالحقيقة أن المؤامرات الأجنبية كانت موجودة و ما زالت موجودة، لكن العلاقات الدولية تكون أحيانا في المنطقة السوداء و أحيانا في المنطقة البيضاء و أحيانا في المنطقة الرمادية. و بالنسبة لعلاقتنا بأمريكا، فإن كل دولار تمنحه لنا أمريكا يقابله عشرات أو مئات الدولارات تمنحها أمريكا لإسرائيل. و خطيئة نظرية المؤامرة أنها تعتبر أن العلاقات بين مصر و أمريكا طوال الوقت في المنطقة السوداء، و أن المؤامرة تتحرك طوال الوقت في اتجاه واضح واحد، و أن أمريكا إما أن تكون ضدنا طوال الوقت أو لا تكون. و بذلك تكون نظرية المؤامرة ذات نظرة سطحية و ضحلة جدا، خاصة و أنها تتجاهل كل أخطاء السياسة المصرية ( أخطاءنا نحن ) و تصر على تفسير كل الأزمات والمشاكل بأنها نتيجة بحتة لمؤامرات خارجية .