Рет қаралды 22,416
الحسد من الآفات الأخلاقية، وتعني تمني زوال النعمة عن الآخرين، وقد جاء ذمه في القرآن الكريم والروايات الكثيرة، وله آثار سلبية وانعكاسات نفسية على الإنسان والمحيطين به، وقد ذكرت كتب الأخلاق عدة طرق لعلاجه والتخلص
منه.جاء ذكر الحسد في مواضع عدّة من القرآن الكريم أبرزها في قصّة ابْنَي نبيِّ الله آدم (ع) عندما تقبّل الله من هابيل ولم يتقبل من أخيه قابيل، فاشتعلت نيران الحسد في قلبه فسوّلت له نفسه قتل أخيه :
﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.[4]
وكذلك قصة سيدنا يوسف (ع) وإخوته، حيث من المعلوم شدّة حب نبي الله يعقوب له، لذا تجرأوا بسبب حسدهم أن يتهموا أبيهم بالضلال وأيضا قاموا بإبعاد أخيهم يوسف وتسببوا بحزن أبيهم الشديد:
﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾[5]
وأيضا حسد اليهود الذي منعهم من الإيمان بنبوّة نبيّ الله محمد(ص)[6]:
﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا﴾[7].
وكذلك وردت آيات عن اليهود أيضا الذين تجذّر الحسد في قلوبهم لدرجة أرادوا بها سلب نعمة الإيمان بالله من المسلمين رغم اطلاعهم على نبوّة رسول الله :
﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾[8][9].
ومن جهة أخرى هناك آيات تتحدث عن صفات أهل الجنة التي من بينها أنّ الله نزع من قلوبهم الغل الذي هو شكل من أشكال الحسد، مما جعلهم يعيشون في الجنة مطمئنين آمنين[10]:
﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾[11]
الحسد في الروايات
تناولت الأحاديث المروية عن طريق النبي الأعظم(ص) وأئمة أهل البيت(ع) الحسد وآفاته ، منها:
ماقاله الإمام علي (ع):
«رأس الرذائل الحسد».
«لله دَرُّ الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله».
«الحسد مقنصة إبليس الكبرى»[12].
وعن الإمام الباقر(ع):« إنّ الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب».[13].
وكذلك تناولت الأخبار الحاسد وأحواله:
روي عن الإمام الصادق(ع) قال لقمان لابنه: «للحاسد ثلاث علامات: يغتاب إذا غاب، ويتملق إذا شهد، ويشمت بالمصيبة».[14]
وعن أمير المؤمنين (ع):« ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحاسد: نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم»[15].
وأيضا جاءت روايات تشير إلى أنّ الحسد أساس الكفر:
فعن أبي عبدالله (ع): «إياكم أن يحسد بعضكم بعضاً، فإنّ الكفر أصله الحسد»[16]