Рет қаралды 2,056
اختلف المحدِّثون والمؤرِّخون في تاريخ ولادة فاطمة الزهراء عليها السلام بين القول بكونها قبل البعثة أو بعدها. فالمشهور عند علماء الإمامية أنّ ولادتها كانت يوم الجمعة في العشرين من جمادى الآخرة، في السنة الخامسة بعد البعثة، أي بعد الإسراء بثلاث سنين، مستندين في ذلك إلى روايات أهل البيت عليهم السلام، ومنها ما رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّها وُلدت لخمس سنين بعد مبعث النبي صلى الله عليه وآله (الكافي 1:457). وفي رواية الإمام الصادق عليه السلام أنّها وُلدت في العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وآله (دلائل الإمامة:79).
أمّا جمهور علماء العامة، فذهب كثيرون إلى أنّها وُلدت قبل البعثة بخمس سنين، وبعضهم قال قبل البعثة بسبع سنين وستة أشهر، مستدلّين بما رواه سبط ابن الجوزي وغيره. لكنّ نصوصاً عدّة تؤكّد ولادتها بعد ظهور رسالة الإسلام، منها: أنّ نساء قريش قاطعن خديجة عليها السلام حينما طهرت من ولادة فاطمة، بحجّة زواجها من النبي صلى الله عليه وآله (مستدرك الحاكم 3:161)، وأنّ النبي اعتذر لأبي بكر بأنّها صغيرة حين طلبها للزواج بعد الهجرة (تذكرة الخواص:306).
وقد احتُجّ كذلك بما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: «إنّما سُمّيت فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبيها عن النار» (ذخائر العقبى:26)، وبقوله عن فاطمة عليها السلام: «فهي حوراء إنسيّة، كلما اشتقتُ إلى الجنة قبّلتُها» (تاريخ بغداد 5:87). ويتناسب هذا مع وقوع الإسراء والمعراج في السنة الثالثة بعد البعثة، ثم ولادة الزهراء عليها السلام لاحقاً.
أمّا مسألة عُمر السيدة خديجة عليها السلام عند ولادة فاطمة، فقيل إنّها كانت أربعين سنة، وقيل ثماني وعشرين (كشف الغمة 2:510)، وعلى القول الأخير تسقط شبهة الاستبعاد؛ لأنّ عمرها حين الولادة يكون ثمانيًا وأربعين سنة، وهو سنّ ممكن للحمل، لا سيّما أنّها قرشية، وقد نصّ كثير من الفقهاء على إمكان الحَمْل في هذا العمر (الكافي 3:107). وبذلك ترجّح أكثر روايات أهل البيت عليها السلام أنّ الزهراء ولدت بعد البعثة لخمس سنين.