Рет қаралды 13,116
محكمة المهداوي
بعد ثورة 14 تموز 1958 التي قام بها تنظيم الضباط العراقيين الاحرار بزعامة عبد الكريم قاسم دخل العراق مرحلة سياسية جديدة غيرت شكل الحكم من ملكي الى جمهوري وفتحت ابواب الانقلابات والصراعات على كرسي الحكم.
ومعلوم ان النظام الملكي استمر 38 سنة تعاقب خلالها على تاج العراق ثلاثة الملوك فيصل الاول ونجله غازي ثم حفيده فيصل الثاني.
وطبيعي بعد كل هاي السنوات صار للعراق نظام وسياسيين وقادة وعسكريين ورموز للحكم الملكي كان لابد من مسألتهم وربما محاكمتهم وفق المواد القانونية العسكرية والمدنية.
وحال مرور ايام قليلة على الثورة وبالتحديد يوم 20 تموز امر الزعيم قاسم بتشكيل محكمة رسمية عرفت بإسم محكمة الشعب واتخذت من القاعة المجاورة لوزارة الدفاع مقراً لها وهاي القاعة ما زالت قائمة حتى اليوم ، وشكلت المحكمة في حينها بموجب المرسوم الجمهوري المرقم (18) والذي تم تعديله بمرسوم اخر برقم (164) والمؤرخ في 15 آب 1958، والقاضي بتعيين العقيد فاضل عباس المهداوي رئيساً للمحكمة العسكرية العليا الخاصة .
وبعضوية كل من المقدم عبد الهادي الراوي، والمقدم فتاح الشالي، والمقدم شاكر محمود السلام، والرائد إبراهيم عباس اللامي، ثم الرائد كامل الشماع، كعضو احتياطي.
واشتهرت هاي المحكمة بين الاوساط الشعبية باسم محكمة المهداوي وكانت تبث وقائع المحاكمات تلفزيونياً واذاعيا على الهواء مباشرة .
والمهداوي هذا هو فاضل عباس المهداوي ولد ببغداد عام 1915 وسط عائلة فقيرة مكونة من 6 اخوة ذكور و 4 من الاناث عاشوا في محلة المهدية البغدادية والتي اخذوا لقبهم منها ، كان والده عباس المهداوي يعمل قصاباً .. اما والدته فهي عكاب حسن يعقوب وهي شقيقة كيفية حسن يعقوب والدة الزعيم عبد الكريم قاسم ، يعني المهداوي وقاسم هم اولاد خالة.
اكمل المهداوي دراسته ببغداد وتخرج من الكلية العسكرية الدورة 17 ويقال انه دخل قبلها كلية الحقوق فيما اجتاز دورة القادة عام 1940 ، وكان قد شارك في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 41 ، وفي معارك تحرير فلسطين عام 1948 ، وكان عضواً في تنظيم الضباط الاحرار ايضا .
عام 1958 وبعد سقوط الحكم الملكي تولى المهداوي منصب امر اللواء الاول ثم رئيس المحكمة العسكرية العليا وبقي في هذا المنصب حتى سقوط حكومة عبد الكريم قاسم في 8 شباط 1963 .
اتسم المهداوي بشخصية جدلية وحب الظهور في الاعلام وكان كبغدادي يعشق الشعر والطرب والكيف ويحفظ الكثير من النوادر ويروي الفكاهات .
ادار المهداوي محكمة الشعب في جلساتها الاولى بمهنية عالية استطاع من خلالها اثارة انتباه الشارع العراقي واعجاب الشخصيات السياسية لا سيما ان جلسات المحكمة كانت تبث على الهواء مباشرة عبر الراديو والتلفزيون ، ثم تحولت بعدها الجلسات الى ما يشبه المنابر الخطابية والاعلامية وعلت فيها الهتافات فيما اتهم البعض المهداوي والقائمين عليها بالعمل على تصفية الحسابات السياسية بعيداً عن بنود القانون.