ما لذَّةُ العيشِ إلّا صحبةُ العلماء هم السلاطينُ والساداتُ والأمرا فاصحبهُم وتأدَّب في مجالسهِم وخلِّ حظَّك مهما خلّفوكَ ورا واستغنم الوقتَ واحضر دائماً معهم واعلم بأن الرضى يختص من حضرا ولازِم الصمتَ إن سُئِلت فقُل لا علم عندي وكُن بالجهلِ مستتِرا ولا تر العيب إلّا فيكَ معتقِداً عيباً بدا بيناً لكنَّه استتَرا وحُطّ رأسك واستغفر بلا سببٍ وقُم على قدم الإنصافِ معتذِرا وإن بدا منك عيبٌ فاعترف وأقم وجه اعتذاركَ عمّا فيك منكَ جرا وقُل عبيدُكُم أولى بصفحِكمُ فامحوا وخُذوا بالرفقِ يا فقَرا هم بالتفضُّلِ أولى وهوَ شيمتُهُم فلا تخف دركاً منهُم ولا ضَرَرا وبالتفتي على الإخوانِ جد أبداً حار ومعنى دركا منهم ولا ضرَرا وراقب الشيخ في أحواله فعسى يرى عليك من استحانهِ أثَرا وقدم الجدَّ وانهض عند خدمتهِ عساهُ يرضى وحاذِر أن تكُن ضجِرا ففي رضاه رضى الباري وطاعتهِ يرضى عليك وكُن من تركها حذِرا واعلَم بأن طريق القوم دراسة وحال من يدّعيها اليوم كيف ترى متى أراهم وأنّى لي برؤيتهم