عاصم الجندي صديق كارلوس

  Рет қаралды 18,850

 الأرشيف الفلسطيني Palestinian Archive

الأرشيف الفلسطيني Palestinian Archive

Күн бұрын

وداعاً عاصم الجندي - عن جريدة الحياة اللندنية.
عاش عاصم الجندي سنواته الأخيرة، طافحاً بحب الحياة، وهو الذي شهد الموت على مسافة لا تتجاوز رهافة السيف. فهو ظل يؤمن أن ما له من عمر بعد تلك الرصاصة التي دخلت جمجمته، ليس إلا عمراً اضافياً، أو هو كما كان يردد "الوقت بدل الضائع في مباراة عبثية مع حياة عربية تغرق بدورها في العبث".
عاصم الجندي "أبو الريم"، رفيق غرفتي الصغيرة في مجلة "الأفق"، أو هو كما كان يحلو له أن يسمي تجاورنا "أبو شريك"، حيث الشراكة تتجاوز شكلية اقتسام الغرفة الى اقتسام المجلة ذاتها: عاصم مدير تحرير المجلة للشؤون السياسية، فيما أنا مدير تحريرها لشؤون الثقافة والمنوعات والرياضة، وهي قسمة فعلية، إذ تبدأ مسؤوليته من الغلاف الأول وحتى الدبابيس في منتصف المجلة، بينما تكمل مسؤوليتي منذ الدبابيس وحتى الغلاف الأخير، وهي قسمة كنا نتندر بأنها واضحة وضوح الشمس، أو هي كما كان يقول رئيس التحرير الصديق محمود الزايد "وضوح الدبابيس". انها في كل حال قسمة في الأيام العادية، أما حين يغيب أحدنا لأي سبب، فعلى الثاني أن يقفز من فوق تلك "الدبابيس الحدودية" وأن يتورط في الإشراف على المجلة كلها من الغلاف الى الغلاف.
كان عاصم في تلك الأيام، يقيم مثلنا في نيقوسيا، لكن قلبه وفكره، كانا في بيروت، حيث عاش منذ منتصف الستينات، وعمل في صحافتها، عبر أكثر من جريدة ومجلة وان ظلت تجربته في مجلة "شهرزاد" هي الأقرب الى قلبه والأكثر حياة وحيوية في ذاكرته حين يتحدث عن صحافة بيروت ومقاهيها الثقافية ورموزها من المبدعين، كتاباً وشعراء وصحافيين، فيروي لنا حكـايـات صغـيرة حدثت على هامش هذه الواقعـة الثقافية أو تلك، لنكتشف ان تلك الحكايات الصغيرة لم تكن هامشية أبداً، قدر ما كانـت روح تـلك الأيام ونبضها، وأيقاع الحياة الدافق في عروقها.
حين صدرت مجموعتي الشعرية الثالثة "ما لم تقله الذاكرة"، أصرّ أبو الريم ان يكتب عنها... تجادلنا طويلاً، وكان اعتـراضـي ينصب على النشر في "الأفق"، حيث نعمل كلانا، ولكنه أصرّ، فاقترحت ان تذهب مقالته عن كتابي الى المطبعة مباشرة من دون ان أراها. هكذا عرفت ذائقة عاصم الشعرية، فاختلفت معها، وأنا أدرك ان كل واحد منا ينتمي الى رؤى فنية تدفعنا - أغلب المرات - الى جدلٍ طويل، لا ينتهي، الا بأن نتواطأ معاً على ايقاف ذلك الجدل، والحديث عن أخيه الشاعر علي الجندي، وما قاله من طرائف عن شعر عاصم.
كان عاصم في نيقوسيا، يحب أن يسكن في "وسط البلد"، قريباً من "الأفـق" حيث يعمل، وقريباً من منزل صديقه الأثير علي اسحق المشرف العام على المجلة، والذي كنا نداعبه فنسميه "المصرف العام"، ولا ننسى خلال تلك الدعابات البريئة، أن علي هو المشرف العام الوحيد في صحافة المقاومة كلها الذي يتمتع بروح ديموقراطية حقيقية، تجعله يأتمننا على كل صفحات المجلة فيسافر، ويغيب، ولا يقرأ الأعداد إلا بعد عودته، أي بعد أن تكون قد نزلت الى الأسواق. حب عاصم للسكن في المنطقة التجارية، سببه عدم رغبته في التنقل كثيراً، فهو كما كان يردد باستمرار يحمل جمجمة خربة، لا تحتمل خراباً آخر مهما كان ضئيلاً، إذ تكفلت الرصاصة القديمة بما يكفي.
أجمل أيام عاصم في نيقوسيا، كانت بالتأكيد حين تزوره زوجته، أو واحدة من بناته الثلاث، ريم، وديما ودارينا، أما العيد الحقيقي فهو حين تجتمع من حوله العائلة كلها، فترى الغبطة ظاهرة على حديثه وحركات يديه ووجهه، وكأنه كان يرى في حضور العائلة، نوعاً من وطن آخر تحتويه حجرات بيته الصغير، حول "الشيمينيه" وجمرها المتوقد في شتاءات نيقوسيا الماطرة دوماً.
لا أعرف مبدعاً يتحدث عن نفسه كجزء من عائلة مبدعة، يعدّد أفرادها، وما يحفظ عنهم من وقائع وذكريات، مثلما هو حال عاصم الجندي وإخوته عرفت منهم اثنين هما المرحوم الدكتور سامي والشاعر علي الجندي، فهم كما يبدون لي شخصاً واحداً في رجال متعددين، وعاصم كان باستمرار يتحدث عنهم، أو بالأدق يتحدث عن نفسه من خلالهم تماماً كما لو أنه لم يغادر بلدته "سلميه" على أطراف البادية السورية.
منذ عام 1992 لم أر عاصم الجندي، وان كنا نتبادل التحيات الشفهية مع المسافرين بين دمشق وبيروت، حتى رأيته يتحدث في قناة الجزيرة عن محاولة اغتياله في الثمانينات في بيروت. كان يمضي مع محاوره الى تلك البقعة الصغيرة من الشارع، حيث فاجأته رصاصات مسدس القاتل غير بعيد من بيته، حيث ظل يرى تلك البقعة من شرفته صباح مساء، ويتذكر مع الرؤية وقع دبيب الموت يدخل الى رأسه.
رحل عاصم الجندي قبل أيام، سكنت روحه بعد حياة عريضة، كان فيها يتنقل بين المرّ والمرّ، أما الحلو فلم يكن إلا صحبة الأصدقاء، ومتعة استعادة حياة الأدب والشعر وبيروت ودمشق وبغداد ونيقوسيا، وما مرّ في تلك المدن.

Пікірлер: 5
@alielhelou8724
@alielhelou8724 4 жыл бұрын
تحيه اجلال واكبار لكفاح هذا المناضل الشهم البطل عاصم الجندي..(أبو الريم), الذي قدم شبابه وعمره من أجل الدفاع عن الشرف والكرامه والارض العربية... بوركت وبيض الله وجهك وحفظك ورعاك......... وألف تحيه للمناضل الاممي الفلسطيني الفينزولي ...اليش كارلوس...وسالم ...قاهر الصهاينه الاوباش الغاصبين..... وكيف لا وهو الذي دافع عن القضيه الفلسطينيه ومازال يعاني الامرين في سجون الاستعمار الفرنسي البغيض وحليف الصهاينه الانجاس ...... وألف لعنه ولعنه على النظام السوداني الحقير، التافه التعيس والعميل والذي تآمر عليه في اخس واتعس واوسخ واحقر عمليه تآمريه، يندى لها الجبين خجلا وقرفاً ، حيث قاموا بتخديره وتسليمه للاوباش الفرنسيين مقابل ثمن بخس.... ودراهم معدوده.....وااسفاه... لذا نطالب كل الثوريين الحقيقين والمناضلين الأحرار من أجل التضامن مع المناضل الاممي كارلوس واطلاق سراحه .... والسماح له للعودة إلى وطنه الثاني فينزويلا...... Solidaridad con el combatiente y revolucionario internacionalista : Ilich Ramírez Sánchez(Carlos)...."El Palestino-Venezolano, secuestrado y encarcelado ilegal e injustamente por los malditos colonos Franceses... y también exigimos su inmediata repatriación a su amada Venezuela.... ya que su única crimen o delito,fue haber defendido y apoyado a la justa y noble causa Palestina...
@جمالصالح-ح3ك
@جمالصالح-ح3ك 2 жыл бұрын
بطل كارلوس نفتخر به
@ananbnt6672
@ananbnt6672 5 жыл бұрын
ارجوك حافظ على هذا الارشيف
@laleszerdust1499
@laleszerdust1499 6 жыл бұрын
مساء الخير لو سمحت متى أو في أي وقت كان هذا اللقاء مع عاصم الجندي
@palestinianarchive2377
@palestinianarchive2377 6 жыл бұрын
في اواخر التسعينات
Bike vs Super Bike Fast Challenge
00:30
Russo
Рет қаралды 23 МЛН
At the end of the video, deadpool did this #harleyquinn #deadpool3 #wolverin #shorts
00:15
Anastasyia Prichinina. Actress. Cosplayer.
Рет қаралды 18 МЛН
나랑 아빠가 아이스크림 먹을 때
00:15
진영민yeongmin
Рет қаралды 17 МЛН
أنيس النقاش في سرد تاريخي عميق عن أسرار الصراع على منطقتنا العربية.
1:55:48
الأرشيف الفلسطيني Palestinian Archive
Рет қаралды 32 М.
... إكمال الوصية"وصية الش♡يد المجا/هد محمد علي موسى قميحة (لواء)
1:42
شبكة ابناء الامام الصدر الاوفياء
Рет қаралды 16 М.
الشيخة مع محمد صالح حلقة ممتعة محمد صالح
59:01
ديانات Religions
Рет қаралды 7 М.
فرقة زمن - ميدلي فلسطيني
3:46
الأرشيف الفلسطيني Palestinian Archive
Рет қаралды 289
تل الزعتر- ما بعد المجزرة لم تسمعه من قبل
39:52
الأرشيف الفلسطيني Palestinian Archive
Рет қаралды 2,7 М.
Bike vs Super Bike Fast Challenge
00:30
Russo
Рет қаралды 23 МЛН