Рет қаралды 16,744
في أواخر سنة 1942 قرر الأستاذ مالك بن نبي التوجه إلى ألمانيا لعله يحظى بوظيفة تُعِينه على كسب لقمةِ العيش بعيدا عن الجَوِّ العَدائي الذي وجده في فرنسا. وهناك بدأ في تأليف كتابه الظاهرة القرآنية.
وعند خروج مالك بن نبي من السجن في أفريل من سنة 1946 وجد عائلته في حالة بؤس كبيرة فبدأ يبحث عن مصدر عيش لعائلته، وفي النهاية خطرت له فكرة طبعَ كتابه الظاهرة القرآنية كما قال: لكي أنقذ عائلتي من البؤس الذي وجدتهم فيه"
عند انتشار كتابه الظاهرة القرآنية اشتهر الأستاذ مالك بن نبي ليبدأ في طرح فكرته عن الحضارة الإسلامية.
في نهاية سنة 1948 قام الأستاذ مالك بن نبي بطبع كتابه: شروط النهضة والذي وُفّق فيه أيضا إلى حدّ بعيد.
في شهر أكتوبر 1955 بدأ الأستاذ مالك بن نبي بتحرير كتابه الخاص بالنزعة الإفريقية الأسيوية، ولم يطل به الأمر حتى وصلته دعوة من رئيس وزراء الهند نَهرو جواهِر للسفر إلى الهند من أجل طبع الكتاب والذي كان بعنوان: فكرة الإفريقية الآسيوية في ضوء مؤتمر باندونغ، وبعد جهد وتخطيط استطاع في أواخر شهر أفريل 1956 الخروج من فرنسا.
وعند وصوله إلى القاهرة في 8 ماي 1956وجد أنّها بلد تعجّ بالمثقفين والمفكرين من كلّ أصقاع العالم، ووجد أنّ سمعته قد سبقته إليها.
في تلك الأثناء كانت القاهرة مقَرَّ تجمُّع مختلف التشكيلات السياسية الجزائرية التي التحقت بالثورة التحريرية، ولذلك كان أوّل عمل قام به الأستاذ مالك بن نبي عند استقراره هو محاولة الاتصال بأعضاءٍ من الثورة التحريرية ومن جمعية العلماء، فذهب إلى مركز تَجَمُّعهم أين التقى بالشيخ المؤرخ أحمد توفيق المدني الذي أصبح عضوا في الوفد الخارجي الممثل للثورة التحريرية، فرحّب به ودعاهُ لحضورِ اجتماع لجنة المغرب العربي بحضور: صالح بن يوسف من تونس، وعلاّل الفاسي من المغرب، ومن الجزائر محمد خيضر وفرحات عباس ولامين دباغين وآخرين ...
لم يمر على استقرار الأستاذ مالك بن نبي في القاهرة إلا حوالي شهرَين، حتى جعل كُتّابها وأُدَباءها ومُفَكِّريها يسألون عنه ويستفسرون عن أحواله، وقد كانت له فرصة الظهور إعلاميا في إحدى المجلات الأسبوعية المشهورة وهي مجلة "روز اليُوسُف" التي فتحت له باب الشهرة هناك، حيث التقى بالصحفي الأديب إحسان عبد القدّوس وجرى بينهما حوار أعلن فيه الأستاذ مالك بن نبي عن فكرته في كيفية محاربة الاستعمار. ......