Рет қаралды 161,785
حجر كنعاني في البحر الميت
لا بابَ يَفْتَحُهُ أمامي البَحرُ...
قُلتُ: قَصيدتي
حَجَرٌ يَطيرُ إلى أبي حَجَلاً أتَعْلَمُ يا أَبي
ماحَلَّ بي ? لا بابَ يُغْلقُهُ عَلَيَّ الْبحْرُ, لا
مرْآة أكْسرُها لِيْنتشرَ الطّريق حَصىً.. أَمامي
أو زَبَدْ...
هل مِنْ أَحَدْ..
يبكي على أحد لأحْمل نَايَهُ
عنْهُ, وأْظْهر ماتَبطَّن مِنْ حُطامي?
أنا مِن رُعاة الْملح في الأَغْوارِ. يَنْقُرُ طائرٌ
لُغتي, ويَبْني عُشَّ زُرْقَته المُبَعْثَرَ في خِيامي
هل مِنْ بَلَدْ
يَنْسَلُّ منّي كي أراهُ, كما أُريدُ وكَي يَراني
في الشاطئ الْغرْبيِّ من نَفْسي على حَجَر الأبَدْ?
هذا غيابُكَ كله شَجَرٌ, يُطلُّ عليكَ مَنك
ومِنْ دُخاني
نامَتْ أريحا تَحْتَ نَخْلَتها ا لقديمةِ, لَمْ أَجدْ أَحَداً يَهُزُّ سَريرَها: هَدأتْ قَوافلُهُم فَنامي..
وَبَحثْتُ لاسْمي عن أب لاسمي, فشقنني عَصاً سحْريةٌ, قتْلاي أمْ رؤياي تَطْلُعُ منْ مَنامي?
الأنْبياءُ جَميعُهُمْ أهْلي, ولكنَّ السَّماءَ بَعيدةٌ عَنْ أرْضها, وأنا بعيدٌ عَنْ كَلامي
لا ريحَ تَرفَعُني إلى أعْلى من الماضي هُنا
لا ريحَ تَرفعُ موْجةً عن ملْح هذا البحْر, لا
رايات للموْتى لكي يسْتسْلموا فيها, ولا
أصْوات للأحْياء كي يَتبادلوا خطب السَّلامَ..
الْبحْرُ يَحْملُ ظلِّي الفضّيَّ عند الْفَجْر
يُرْشدُني إلى كلماتي الأَولى لثدْي المرْأة
الأُولى, ويَحْيا مَيِّتاً
في رَقْصة الوَثَنيِّ حول فَضائِهِ
ويَموتُ حَيّاً في ثُنائِيِّ القَصيدةِ الْحُسامِ,
مابيْنَ مصرَ وبينَ آسيا والشَّمالِ ..فَيا غَريب
أوقفْ حِصانَكَ تَحْتَ نَخْلَتِنا ! على طُرُق الشَّآمِ
يَتَبادَلُ الغُرَباءُ في ما بَيْنَهم خُوَذاً سَيَنْبُتُ فَوْقَها
حَبَقٌ يُوَزِّعُهُ على الدُّنْيا حَمَامٌ قد يَهُبُّ من البيوت
والبحرُ مَات, من الرَّتابة, في وصايا لا تَموت
وأَنا أَنا, إنْ كنتَ أنتَ هُناك أنتَ, أنا الغَريب
عن نَخْلَة الصَّحْراءِ مُنْذُ وُلِدْتُ في هذا الزَّحامِ
وأنا أنا, حَرْبٌ عليَّ وفيَّ حَرْبٌ.. ياغريب
عَلِّقْ سِلاحك فوقَ نَخلَتنا, لأزْرع حِنْطتي
في حَقْل كَنْعان ا لمُقْدِّس.. خُذْ نبيذاً من جراري
خُذْ صفحةً من سِفْر آلهَتي.. وقْسطاً من طعامي
وخُذِ الغَزالةَ من فِخاخ غنائنا الرَّعوي, خُذْ
صَلواتِ كنْعانيَّة في عيد كَرْمتها, وخُذْ عاداتنا
في الرِّيِّ, خُذْ منِّا دُرُوس البيْتِ. ضَع
حَجَراً من الآجُرِّ, وارْفع فَوقَهُ بُرْجَ الْحَمام