Рет қаралды 6,357
جيش مصر... رمز البطولة، القوة، والبناء
د. كرستينا عادل فتحي
منذ آلاف السنين، وفي ظل الأهرامات والمعابد، كان وما زال الجيش المصري يقف حاملاً راية الدفاع عن الوطن. من أيام الفراعنة وحتى حروب العصر الحديث، قدم الجيش المصري أمثلة لا تُنسى من التضحية والشجاعة. اليوم، يقف الجيش المصري ليس فقط كحامي للوطن، بل كقوة بناء، تطور، وتقدم. في هذه الحلقة، سنبحر معاً في تاريخ هذا الجيش العريق، ونتأمل دوره البطولي في حرب أكتوبر 1973، ونتناول التحديات المعاصرة التي يواجهها، وأهم إنجازاته على جميع المستويات.
التاريخ العريق للجيش المصري
تاريخ الجيش المصري محفور على جدران المعابد والآثار، من أيام حروب الفراعنة لحماية مملكتهم، وصولاً إلى معارك العصر الحديث. جيشنا هو واحد من أقدم الجيوش في العالم، حمل راية الفداء منذ آلاف السنين، وما زال يحملها حتى اليوم. الجنود المصريون يورثون هذا الإرث من جيل إلى جيل، مستمدين قوتهم من حضارة عريقة وعقيدة ثابتة، ليبقى الجيش دائماً رمزاً للوحدة الوطنية.
الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973
"ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة." تحت هذا الشعار، خرج الجيش المصري ليعيد كرامة الأمة في حرب أكتوبر 1973. كانت هذه الحرب لحظة فارقة في تاريخ مصر والعالم العربي. تخطى الجيش المصري كل التوقعات بعبوره قناة السويس، وتدمير خط بارليف الحصين. لم تكن مجرد حرب، بل كانت رسالة واضحة: مصر لن تتخلى عن أرضها وحقوقها. أظهرت حرب أكتوبر مدى قدرة الجيش المصري على التخطيط والتنفيذ بحرفية عالية، وأثبتت للعالم أن المصريين يمتلكون الإرادة التي لا تقهر.
الجيش المصري في مواجهة التحديات الحديثة
اليوم، لا يقتصر دور الجيش المصري على الحروب التقليدية فقط، بل يواجه تحديات معاصرة أكثر تعقيداً، منها الوضع الأمني في سيناء. في ظل وجود جماعات إرهابية، مثل تنظيم داعش، أصبحت مهمة الجيش حماية الأمن الداخلي والخارجي أكثر تعقيداً. ولكن بفضل استراتيجيات الردع والدفاع والتدريب المستمر، يواصل الجيش المصري تصديه لهذه التحديات بصلابة.
الإنجازات الحديثة ودور الجيش في التنمية
الجيش المصري لا يقتصر على حماية الحدود فقط، بل يلعب دوراً محورياً في تنمية المجتمع المصري. من بناء الطرق والجسور والمستشفيات، إلى المشاركة في المشاريع القومية الكبرى التي تضع مصر على خريطة الاستثمار العالمية. إن تطوير البنية التحتية وتنفيذ المشاريع الضخمة يسهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب ويعزز من استقرار الوطن.
وفي الأعوام الأخيرة، شهد الجيش المصري تطوراً هائلاً في مجال التسليح والتكنولوجيا العسكرية. ليس هذا فقط، بل يسعى الجيش دائماً لتعزيز التعاون الدولي مع جيوش عربية وعالمية، وتبادل الخبرات، بما يضمن استمرارية تحديث وتطوير الكفاءات.
التحديات المستقبلية واستمرارية العطاء
مع التغيرات السريعة في الساحة الجيوسياسية، يواجه الجيش المصري تحديات مستمرة. التسابق على التسلح في المنطقة، والحروب غير التقليدية مثل الحروب الإلكترونية، هي مجرد أمثلة للتحديات التي تتطلب من الجيش تطوير استراتيجيات جديدة. ولكن الجيش المصري، بفضل تنظيمه وانضباطه، يبقى دائماً على استعداد لحماية الأمن القومي المصري، سواء في الداخل أو الخارج.
الجيش والشعب يد واحدة
إن قوة الجيش المصري تأتي من الشعب، والعكس صحيح. هذا الترابط الوثيق هو ما يجعل مصر دائماً قوية، مهما كانت التحديات. الجنود المصريون ليسوا مجرد حماة للوطن، بل هم أيضاً بناة لمستقبله. وفي ظل الدعم الشعبي الكبير، ستبقى راية الجيش المصري مرفوعة، دفاعاً عن أرض الكنانة، وبناءً لمستقبل مزدهر.