اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بارك الله فيك يا شيخ ويكثر من أمثالك في الامه الإسلامية والأقصى المبارك
@AARARMM415Ай бұрын
((2)) بينما الدواب والكائنات الأخرى لها نفوس أيضًا، إلا أن الآيات تركز على الإنسان والنفس المرتبطة به، لأن الحديث هنا مرتبط بمسؤولية الاستخلاف في الأرض، وهي مسؤولية بشرية.. الله سبحانه وتعالى طلب من الملائكة أن يُنبئوه بأسماء الأشياء التي عُرضت عليهم، أي أسماء النفوس. لكن طلب الإنباء لم يكن مجرد اختبار للأسماء، بل كان أعمق من ذلك، وهو اختبار لمعرفتهم الشاملة بطبيعة هذه المخلوقات وقدرتهم على الحكم الصحيح عليها. تفسير العلاقة بين الأسماء وطبيعة الأنفس: 1. طلب الله الإنباء بالأسماء: عندما طلب الله من الملائكة أن ينبئوه بأسماء الأشياء التي عُرضت عليهم، كان هذا اختبارًا لعِلم الملائكة مقارنةً بعلم آدم الذي تعلم هذه الأسماء. الأسماء هنا قد تكون رمزيةً أو دالة على خصائص جوهرية للمخلوقات، بما في ذلك طبيعة هذه الأنفس. 2. إدراك الملائكة لطبيعة الأنفس لاحقًا: الملائكة في البداية ظنوا أن الخليفة الذي سيستخلفه الله في الأرض (البشر) سيفسد فيها ويسفك الدماء بناءً على معرفتهم السابقة بالخلق، لكن الله يعلم ما لا يعلمون. طلب الإنباء كان لكشف محدودية علمهم؛ حيث لم يكونوا على دراية كاملة بأن نفوس البشر مختلفة ومتنوعة، بعضها خيّر وبعضها شرير. عندما عُرضت عليهم هذه الأنفس، أدركوا أن علمهم كان ناقصًا، وأنه ليس كل البشر سيكونون كما افترضوا مسبقًا، مما يوضح أن بعض النفوس ستكون مطمئنة وخيّرة. الخلاصة: الملائكة لم يكونوا على علم كامل بطبيعة الأنفس المتنوعة قبل هذا العرض. الله طلب منهم أن يُنبئوه بالأسماء، وهو ما أظهر أن معرفتهم كانت محدودة. بعد العرض وتبيان عجزهم عن معرفة الأسماء، فهموا أن هناك تنوعًا في النفوس البشرية، ولم يكن كل ما افترضوه صحيحًا بشأن فساد البشر.. خلاصة تفسير الآية: تتحدث الآية عن موضوعان أساسيان فيها هما: • نبأ • الأنفس والنفوس ⬅️ والنفس هي الروح تنفخ في الجسد لتبدأ مرحلة إكتساب الحسنات والسيئات بالقول والفعل والنية التي جعل الله تعالى قرار ذلك خيارا لكل انسان في توجيه نفسه .. النفس هي ذات الإنسان .. النفس هي الكينونة الداخلية والجوهر الداخلي للشخص وترتبط بالصفات والخصائص الشخصية له وتتحكم في الرغبات والشهوات والمشاعر والأخلاق .. عندما يموت شخصا بلغ سن التكليف تُقبض روحه التي نفخها المولى تعالى في جسده وهي معيار الفطرة الإلهية للإنسان وتقبض نفسه أيضا التي تعتبر ميزان عمله في الدنيا يحمّلها الإنسان بما أراد مخيّرا .. ومن ثم يتم تصنيفه بعد قبض روحه ونفسه إن كان من أهل النعيم أو من أهل العذاب وفق معيار ثقل ميزان نفسه وروحه .. فإن ثقل ميزان نفسه عن روحه أو تساويا فقد يرحمه خالقه ليصبح من أهل النعيم وإن خف ميزان نفسه عن روحه فهو بذلك يكون قد كفر وسار بعيدا واستخف ولم يحافظ حتى على ما فطره الله عليه من فطرة تنجيه من أن يكون من أهل العذاب .. بينما نجد أن الطفل غير المكلّف حينما يتوفاه القابض سبحانه فيكون أمره بقبض روحه التي فطره الله سبحانه عليها فيكون من أهل النعيم بإذن ربه تعالى .. الأنفس التي تم الحديث عنها آنفا عند تفسير الآية والتي تم عرضها على الملائكة تشمل النفس جسدا وروحا .. •• والآية التالية لها التي قال فيها الله عز وجل ﴿قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡۖ فَلَمَّاۤ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ غَیۡبَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ﴾ [البقرة ٣٣] {قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡۖ فَلَمَّاۤ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡ..} إنما فيها إنباء آدم عليه السلام لذريته عن جوهر نفوسهم وليس المقصود بالآية إنباء آدم الملائكة بأسمائهم فالنبأ جاء من آدم لذريته عن أنفسهم .. {...قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ غَیۡبَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ} يخاطب الله سبحانه وتعالى هنا ملائكته بعلمه غيب "السماوات والأرض" ذكر السماوات لعلمه سبحانه عن ملائكته وذكر الأرض لعلمه سبحانه عن إنسه وجنّه .. {...وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ} إنما يصف المولى تعالى هنا علمه عن ما أبداه الملائكة في حوارهم معه .. وفي قوله وما كنتم تكتمون إنما هو قول ودليل واضح وجلي على أن ما عرضه على الملائكة في الآية السابقة هي أنفس ذرية آدم فالنفس هي الكتمان الداخلي في الجسد من شعور وألم وسعادة ...الخ والمخاطب هنا هم آدم وذريته .. يتضح من كل ما سبق أن الحوار الإلهي السابق في الآيات القرآنية كان يحضره الملائكة وآدم ونفوس ذريته .. والله تعالى أعلى وأعلم وأجل