Рет қаралды 52,208
ذاتَ يومٍ
رَقصَ الشعبُ وغَنّى
واحتسى بَهْجَتَهُ حتّى الثمالَةْ
إذ رأى أوّلَ حالَةْ
تَنْعمُ البلدةُ فيها بالعدالَةْ:
زَعَموا أنَّ فتىً سَبَّ نِعالَهْ
فأحالوهُ إلى القاضي
ولم يُعْدَمْ
بدعوى شَتْمِ أصحابِ الجلالَةْ!
ظَلَّ لا يدري لماذا
وَحْدَهُ
يَقبضُ باليُسرى ويُلْقي باليَمينْ
نفقاتِ الحربِ و الغوثِ
بأيدي الخلفاءِ الشاردينْ!
ترَكَ اللّصُّ لنـا ملحوظَـةً
فَـوقَ الحَصيرْ
جاءَ فيها :
لَعَـنَ اللّهُ الأمـير
لمْ يَـدَعْ شيئاً لنا نسْرِقَـهُ
.. إلاَّ الشّخـيرْ !
نحن لسنا فقراء
بلغت ثروتنا مليون فقر
و غدا الفقر لدى أمثالنا
و صفا جديدا للثراء
وحده الفقر لدينا
كان أغنى الأغنياء
** **
بيتنا كان عراء
و الشبابيك هواء قارس
و السقف ماء
فشكونا أمرنا عند ولي الأمر
فأغتم
و نادى الخبراء
و جميع الوزراء
و أقيمت ندوة و ا سعة
نوقش فيها وضع إ ير لندا
و أنف ا لجيو كندا
و فساتين اميلدا
و قضايا هو نو لو لو
و بطولات جيوش الحلفاء
ثم بعد الأخذ و الرد
صباحا و مساء
أصدر الحاكم مرسوما
بإلغاء الشتاء!
صاحبي كانَ يُصَلِّي
- دونَ ترخيصٍ -
ويتلو بعضَ آياتِ الكتابْ .
كانَ طفلاً
ولذا لم يَتَعرَّضْ للعقابْ .
فلقد عَزَّرَهُ القاضي
.. وتاب !
الختان
ألبَسوني بُرْدَةً شَفّافَةً
يَومَ الخِتانْ
ثُمّ كانْ
بَدْءُ تاريخِ الهَوانْ
شَفّتِ البُردةُ عَنْ سِرّي
وفي بِضْعِ ثَوانْ
ذَبَحوا سِرّي
وسالَ الدّمُ في حِجْري
فَقامَ الصَّوتُ مِن كُلِّ مَكانْ
أَلفَ مَبروكٍ
وعُقبى لِلّسانْ
ما قبل البداية
كُنتُ في الرّحْمِ حزيناً
دونَ أنْ أعرِفَ للأحزانِ أدنى سَبَبِ
لم أكُنْ أعرِفُ جنسيّةَ أُمّي
لمْ أكُنْ أعرِفُ ما دينُ أبي
لمْ أكُنْ أعرِفُ أنّي عَرَبي
آهِ لو كُنتُ على عِلْمٍ بأمري
كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي حَبْلَ سِرّي
كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّي غَضَبي
خَوفَ أنْ تَمخُضَ بي
خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَنِ المُغتَرِبِ
خَوْفَ أنْ تَحْبَل مِن بَعْدي بِغَيْري
ثُمّ يغدو دونَ ذنبٍ
عَرَبيّاً في بِلادِ العَرَبِ
الختان
ألبَسوني بُرْدَةً شَفّافَةً
يَومَ الخِتانْ
ثُمّ كانْ
بَدْءُ تاريخِ الهَوانْ
شَفّتِ البُردةُ عَنْ سِرّي
وفي بِضْعِ ثَوانْ
ذَبَحوا سِرّي
وسالَ الدّمُ في حِجْري
فَقامَ الصَّوتُ مِن كُلِّ مَكانْ
أَلفَ مَبروكٍ
وعُقبى لِلّسانْ
ليسَ في النّاسِ أمانْ
ليسَ للنّاسِ أمانْ
نِصفُهمْ يَعْملُ شرطيّـاً لدى الحاكمِ
.. والنصفُ مُـدَانْ
كل ما في بلدتي
يملأ قلبي بالكمد
بلدتي غربة روح و جسد
غربة من غير حد
غربة فيها الملايين
وما فيها أحد
غربة موصولة
تبدأ في المهد
ولا عودة منها للأبد
شئت أن أغتال موتي
فتسلحت بصوتي
أيها الشعر لقد طال الأمد
أهلكتني غربتي أيها الشعر
فكن أنت البلد
نجني من بلدة لا صوت يغشاها
سوى صوت السكوت
أهلها موتى يخافون المنايا
والقبور انتشرت فيها على شكل بيوت
مات حتى الموت
والحاكم فيها لا يموت
ذر صوتي أيها الشعر بروقا
في مفازات الرمد
صبه رعدا على الصمت
ونارا في شرايين البلد
ألقه أفعى
الى أفئدة الحكام تسعى
وافلق البحر
وأطبقه على نحر الأساطيل
وأعناق المساطيل
وطهر من بقاياهم قذارات الزبد
إن فرعون طغى أيها الشعر
فأيقظ من رقد
قل هو الله أحد
قل هو الله أحد
قل هو الله أحد
قالها الشعر
ومد الصوت و الصوت نفد
وأتى من بعد بعد
واهن الروح محاطا بالرصد
فوق أشداق دراويش
يمدون صدى صوتى على نحري
حبلا من مسد
ويصيحون مدد
مَـرَّةً , قالَ أبي . . .
لكنَّـهُ قالَ وغابْ
ولقد طالَ الغيابْ !
* * *
قِيلَ لي إنَّ أبي مـاتَ غريقـاً
في السَّـرابْ
قيلَ : بل مـاتَ بِـداءِ ( التراخـوما ) !
قيلَ : جَـرَّاءَ اصطـدامٍ
بالضبابْ !
قيلَ ما قيلَ ، وما أكثرَ ما قيلَ
فراجَعـنا أطِبّـاءَ الحكومَـةْ
فأفادوا أنَّـها ليستْ ملومَـةْ
ورأوا أنَّ أبي
أهلكَـهُ ” حَبُّ الشَّـبَابْ ” !
#أحمد_مطر #شعر #حامد_جوينة #اشترك_بالقناة