شكرا لكم على الاهتمام بشخصية العلامة محمد الطاهر ابن عاشور صاحب التآليف الجمة والإضافات المهمة في الدّين واللغة والأدب..وهذا العرض المنهجي مفيد جدا لدراسة حياة العلماء وتصانيفهم وأفكارهم..ومسألة معارضة ابن باديس لشيخه ابن عاشور مسألة عارضة في سياق جدل فقهي مختلف فيه أصلا بين العلماء..ومع ذلك فإن ابن عاشور لم يتعرض لتلميذه ابن بادبس ولا لغيره ممن أساؤوا إليه وهو ما يعكس الشخصية الأخلاقية العالية لهذا الرجل الذي تذكرنا سيرته وأعماله وكتاباته بالسلف الصالح..وأرجو أن تهتموا في حلقة قادمة بشخصية ابنه العلامة البحر محمد الفاضل ابن عاشور الذي كان نسيج وحده في المحاضرة والخطابة وأسلوبه الخاص في دراسة الفكر الإسلامي واعتنائه بمفهوم الثقافة الإسلامية الجامعة إلى غير ذلك مما يميّز فكر هذا العالم الموسوعي الذي ربما حالت شهرة والده دون شهرة الولد على رسوخ قدمه في العلوم الدينية والأدبية وغيرها...رحمهما الله ورحم جميع علماء الإسلام وشكرا لكم مجددا على هذا الفيض المعرفي والمنهجي في دراسة علماء الأمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..