Рет қаралды 497
#الرواية_الفائزة في الجائزة العالمية للرواية العربية #البوكر_2010
الرواية: ترمي بشرر
المؤلف: عبده خال
دار النشر: الجمل + الساقي
عدد الصفحات: 416
تقييم جدو الشايب: 10/10
تقييم أ. رائدة نيروخ: 9.5/10
----------------------------
أدّعي أنني قرأت أعمالا روائية كثيرة قبل كتابة هذه الكلمات، عربية وعالمية، جيدة ورديئة، سطحية وعميقة، وما بين هذي وتلك، وأدّعي كذلك أن من بينها رواياتٍ قليلة جدا، ما إن أنهيت واحدة منها حتى هزّتني تأثيرا بل زلزلتني إدهاشا ومتعة، لقسوتها أو عمقها أو فكر مؤلفها أو لغتها أو فكرتها وحبكتها وأسلوبها أو كل هذا معا، بمعنى أن الرواية هنا ليست عظيمة أو قوية وحسب بحسبي، إنما هي النوع الذي يجرح أو يدمي أو يصدم أو يصفع بقوة حدّ أن لا أفتك من سطوتها علي أياما، وأدعي أنّ ترمي بشرر واحدة من تلك الأعمال القليلة بالنسبة لي لا لغيري على الأقل.. حتى كدت أحسبني تقمصّت الراعي النميري وهو يسمع الدامغة عن جرير..
على كل، فإن النص يلعب لعبة التشظّي وكأنه كتب مرتين، مرة بشكله الطبيعي المتسلسل وأخرى أنفجر في أنحاء مختلفة في الكتاب ثم نُشر مثل لوحة فسيفسائية كان عليّ جمع قطعها مشهدا مشهدا، مركّبا إياها في ذهني، منتبها لها، مركزا في الأحداث والأسماء حتى أغلبَها ولا تغلبَني، فأفهم وأستلذ مستعينا بقلم المؤلف الشيق وإشاراته الذكية على تحقيق كل هذا..
أن يكون الموضوع قاسيا كل القسوة والحدث في بلد له خصوصية كالسعودية، جدة تحديدا، في زمن لا يبتعد سوى عقود قليلة، يتطلب هذا كاتبا مجيدا جريئا وقد كان عبده خال كذلك..
اللغة قوية جزلة في النص الممتلئ بالاقتباسات والأفكار، وقد جاء بالراوي البطل، بإهداء ملفت يقول فيه "لها ولبقية من عصفت بهم في طريقي ينداح هذا البوح القذر" ولا يقلّ المدخل عن الإهداء عنفا إذ يبدأ بجملة: "خسئت روحي فانزلقت إلى الإجرام بخطى واثقة" فإن كان المستهل هكذا فكيف بالمتن وكيف ستأتي الخاتمة، أقول كانت واحدة من أقسى ما قرأت..
ولو شئت أن أختصر فالقصة أنّ طارق فاضل يسرد للمتلقي حكايته مذ كان طفلا في جدّة في أحد أحيائها البسيطة قرب البحر وقد شاء سيدٌ من علية القوم أن يتخذ له قصرا هناك منيعا عن أبناء الحي الذين حسبوه الجنة التي يحلمون أن يدخلوها آمنين ولو عمالا أو خدما هربا من جهنم التي يعيشون فيها كما اعتقدوا إلا أنّ في الجنة ثمة جهنم ترمي بشرر كالقصر لا يصلاها إلا الحالمون فينقلبون على أعقابهم بمعية السيد خاسرين ولات حين مندم.. وقد كان أن عمل طارق في القصر إذ أدخله صاحبه عيسى الذي له حكايته أيضا فاختص الرواي هنا بالتعذيب لمصلحة السيد، وهو تعذيب يتفق وميول طارق ورفاقه في الأحياء الفقيرة من شذوذ وقذارة وعلى هذا تستمر الأحداث التي تحمل في جعبتها تفاصيل كثيرة وشهوات فجة وأفعالا مجرمة جمة ودناسة الناس ودناءة تصرفاتهم وبعد..
أعجبتني التقنية السردية في الرواية من أولها إلى آخرها وما بعد نهايتها كذلك من تعريف بغانيات القصر أو نسائه بحسب ما كان في دفتر طارق، ومصدر فكرة الرواية كما زعم المؤلف فنيّا، كما استمتعت بسلاسة الحوار ودقة الوصف وعمق المعنى وحسن الأسلوب الذي لم يشعرني بالملل رغم قسوة المكتوب..
وفصل القول أن هذه الدامغة التي ترمي بشرر قد أحسنت في قتلي أسبوعا على الأقل.
----------------------
#جدو_الشايب على كودريدز
/ 131995211
انستغرام جدو الشايب
/ aliabozain83
انستغرام رائدة نيروخ
/ raeda_nairoukh