بدون السنة سنكون ضائعين لا بد من الإيمان بكل الوحي المتمثل في القران الكريم بقراءاته العشر ورواياته العشرين المنقولة بالسند الصحيح الى رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم . وكذلك الايمان بالسنة الصحيحة المنقولة بالسند الصحيح الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تتمثل في أقوال وأفعال وأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي فيها التفسير العملي للقران. فمن يؤمن بالقران ويكفر بالسنة هو كافر والعكس صحيح لأن كلاهما وحي من الله تعالى ولا يكتمل الدين الا بهما. لا يمكن فهم القرآن على مراد الله تعالى الا بالسنة. فمثلا القران الكريم امرنا بالصلاة ولم يحدد عدد أوقاتها ولا كيفية أدائها ولم يذكر شروطها واركانها ولولا السنة لاصبحنا تائهين ضائعين مختلفين كما هو حال الان من يسمون انفسهم بالقرانيين المتدبرين للقران' وهم في الحقيقة مدمرين ومحرفين. انظر إلى تخبطهم واختلافهم. بعضهم يقول بالصلوات الخمس' وبعضهم يقول بثلاث صلوات فقط. بعضهم يقول بالصلاة الحركية' وبعضهم يقول ان الصلاة هي الذكر والدعاء فقط ولا توجد ركعات ولا اركان ولا شروط ولا شيء. واختلفوا في الزكاة فمنهم من يقر بزكاة الاموال ومنهم من ينكرها ويقول ان الزكاة هي زكاة النفس واختلفوا في الصيام' فمنهم من يقول بأنه الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة' ومنهم من يقول ان الصيام هو الامتناع عن المعاصي. ومنهم من يقول ان الصيام هو الامتناع عن الكلام. وحرفوا مغهوم الزنا حتى عرفه شحرور بأنه هو ممارسة الجنس العلني فقط. اما الجنس غير العلني فهو ليس بزنا' ولا مانع منه اذا اباحه العرف في اي بلد كما يقول شحرور . انظر إلى هذا الضياع ايها الاستاذ المحترم انظر ماذا حدث عندما تم رفض سنة وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم انه فعلا جنون وانحلال وفوضى وتخلص من التكاليف وخروج من الدين بالكلية. ولذلك جاءت الأوامر الإلهية صارمة بالامر بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من ثلاثين اية من كتابه. حتى اعتبر سبحانه أن طاعة رسوله هي طاعة له كما قال سبحانه" ﴿مَّن یُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ عَلَیۡهِمۡ حَفِیظࣰا﴾ [النساء ٨٠] بل جعل طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه علامة على محبته كما قال سبحانه " ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [آل عمران ٣١] وقال تعالى: ﴿وَمَن یُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَیَتَّبِعۡ غَیۡرَ سَبِیلِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَاۤءَتۡ مَصِیرًا﴾ [النساء ١١٥] وفي هذه الآية تحذير شديد من مخالفة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع طريقا يخالف طريق اصحابه رضي الله عنهم الذين وصفهم بالمؤمنين لأنهم تلقوا فهم الدين من مصدره والمبلغ عن الله دينه ورسالته صلى الله عليه وسلم. وفي اية اخرى اشترط على من يربد الاسلام ان يؤمن بمثل ما ءامن به رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام وحكم بأنهم لو فعلوا ذلك فقد اهتدوا كما قال سبحانه " ﴿فَإِنۡ ءَامَنُوا۟ بِمِثۡلِ مَاۤ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَوا۟ۖ وَّإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا هُمۡ فِی شِقَاقࣲۖ فَسَیَكۡفِیكَهُمُ ٱللَّهُۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ﴾ [البقرة ١٣٧] وفي اية اخرى أخبرنا سبحانه بأنه احل رضاه واعد جناته وما فيها من النعيم المقيم المهاجرين والانصار ولمن تبعهم بإحسان فسار على طريقهم واتبع نهجهم وفهم الدين مثل فهمهم قال تعالى: ﴿وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَـٰجِرِینَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَـٰنࣲ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۚ ذَ ٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [التوبة ١٠٠] والمعنى: والذين سبقوا الناس أولًا إلى الإيمان بالله ورسوله من المهاجرين الذين هجروا قومهم وعشيرتهم وانتقلوا إلى دار الإسلام، والأنصار الذين نصروا رسول الله ﷺ على أعدائه الكفار، والذين اتبعوهم بإحسان في الاعتقاد والأقوال والأعمال؛ طلبًا لمرضاة الله سبحانه وتعالى، أولئك الذين رضي الله عنهم لطاعتهم الله ورسوله، ورضوا عنه لِما أجزل لهم من الثواب وأعدَّ لهم جنات تجري تحت قصورها وأشجارها الأنهار خالدين فيها أبدًا، ذلك هو الفلاح العظيم. وفي هذه الآية تزكية للصحابة -رضي الله عنهم- وتعديل لهم، وثناء عليهم. ولهذا فإن توقيرهم من أصول الإيمان. فالخير كل إلخير كل الخير في اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذه اسوة وقدوة ومثلا اعلى كما فعل الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم. ويكفينا قول ربنا " وَإِن تُطِیعُوهُ تَهۡتَدُوا۟ۚ " نسأل الله تعالى أن يرزقنا الاقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بهديه وسنته التي تمسك بها أصحابه فكتب الله تعالى لهم رضاه ونعيمه المقيم في جنات النعيم.