Рет қаралды 44,053
مقاصد سورة الكهف :
علم مقاصد السور هو وسيلة التحقق من غاية إنزال السورة مع التدبر في معاني الكلمات واتباع التعاليم التي تهدي إليها آيات الله جلّ وعلا-، كما أنّه يؤدي إلى اليقين الكامل بأن كلام الله حق، ولهذا فإن علم مقاصد السور هو المنهج السليم لإثبات إعجاز القرآن الكريم في معناه ومبناه وبلاغته، ويُطلق أيضًا على علم مقاصد السور مصطلحاتٌ أخرى مثل "مغزى السور وغرض السورة أو الوحدة الموضوعية وغيرها"، وسيأتي هذا المقال على بيان مقاصد سورة الكهف. سورة الكهف هي سورة من سور القرآن الكريم فهي السورة الثامنة عشر يأتي موقعها بعد سورة الإسراء وقبل سورة مريم، وتتوسط سورة الكهف في موقعها القرآن الكريم إذ أنّها تقع بين الجزء الخامس عشر والجزء السادس عشر، وهي من السور المكيّة التي نزلت في مكة الكرّمة وقد كانت متأخرة النزول إذ أنّها السورة الثامنة والستون من حيث ترتيب نزول السور، ويتبين عند دراسة مقاصد سورة الكهف أنّها تتناول في موضوعها عدة جوانب تفيد المسلمين، وفيها ذكرٌ لبعض قصص القرآن الكريم كقصة أصحاب الكهف التي كان سبب تسميتها عائدًا لهم، وغيرها من المقاصد التي سيأتي المقال على ذكرها بالتفصيل. سبب نزول سورة الكهف قبل البدء في الحديث عن مقاصد سورة الكهف سيتم التعرف على سبب نزول هذه السورة، فقد جاء عن أهل التفسير أنّ سورة الكهف نزلت عندما بعث أهل قريش إلى اليهود يسألونهم عن سبيلٍ لمعرفة صدق رسول الله -عليه الصلاة والسلام بما أنّهم أهل كتاب ولهم معرفةٌ في هذه الأمور، فأعطاهم علماء اليهود ثلاثة أسئلة وأخبروهم بأنّه إذا أجاب محمدٌ عن هذه الأسئلة فإنّه نبيٌّ مرسلٌ من عند الله وإن لم يجب فهو دجالٌ كاذب، وكانت تلك الأسئلة هي عن فتيةٍ ذهبوا في قديم الزمان فماذا كان أمرهم؟ وعن رجلٍ طاف بقاع الأرض من مشرقها إلى مغربها فما كان نبؤه؟ وعن الروح ماذا يعلم عنها، فلما ذهب أهل قريش إلى النبيّ الكريم بأسئلتهم نزلت سورة الكهف مجيبةً عنها كلها، بأنّ أصحاب الكهف هم الفتية وأنّ الرجل هو ذو القرنين وأنّ الروح من أمر الله جلّ وعلا ولا يعلم أمرها أحدٌ من عباده.مقاصد سورة الكهف يتبين من مقاصد سورة الكهف أنّها من السور التي أتى الله تعالى فيها على ذكر أمورٍ تتعلق باليوم الآخر والحساب والأجر والعقاب، وأمورٍ أخرى تتعلق بما يهمّ المسلمين من أمور الدنيا، فقد ابتدأ الله جلّ وعلا سورة الكهف بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}وفي هذا تأكيدٌ على وجوب الحمد والشكر والثناء لله تعالى على نعمه التي لا تحصى ومن بينها القرآن الكريم الذي يحقّ الحق ويبطل الباطل، وختم جلّ وعلا سورة الكهف بقوله: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} وبهذا يلتقي أول السورة وآخرها في المعنى والمقصد والذي يتركز في الحديث عن الآخرة ودعوة الناس للعمل الصالح الذي جزاؤه جنات النعيم. تحدثت الآيات الأولى من سورة الكهف عن إنذار الذين أشركوا بالله وقالوا أنّ له ولدًا وبذلك تأكيدٌ على وحدانيته جلّ وعلا فقد قال: {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} ويُلاحظ أنّه عزّ وجل ختم هذه السورة العظيمة بتأكيد توحيد الله في قوله: {أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ} وبهذا تلتقي البداية مع النهاية أيضًا وتتجلى عظمة الله تعالى-، ومن مقاصد سورة الكهف أيضًا أنّها بينت أنّ الله -جلّ وعلا قد تحدّث في مجمل السورة وفي أكثر من موضع عن أمر البعث بعد الموت، وذلك لبيان عظمته جلّ وعلا وأنّه هو وحده القادر على هذا، فقد قال في حديثه عن أصحاب الكهف {وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} فقد بعثهم الله بعد أن أماتهم ثلاثمئة وتسع سنوات وبعثهم ليثبت للناس أنّ وعد الله حقٌ وأن الساعة قائمةٌ لا محال كما قال تعالى-: {وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} وورد أمر البعث أيضًا في سياق حديث الله -جلّ وعلا عن صاحب الجنتين وصاحبه فقد أنكر عذاب الله ووجود الساعة وظنّ أنّ ما يملكه لن يهلك أبدًا فقد قال -تعالى-:{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا} فجاء عقاب الله له وإثباته عظمته بأنّ أهلك تلك الجنتين وأثبت أنّه وحده القادر على كلّ شيء يُحيي ما يشاء ويميت ما يشاء وذلك بقوله: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}.
فضلا لا تنسوا الإشتراك في قناتنا
إعجاب 👍 Like ** الاشتراك Share ** تفعيل جرس 🔔 التنبيهات
لكي يصلك إشعار بكل ماهو جديد
قناة إسلامية تهتم بكل ماهو مفيد للمجتمع المسلم في دنياهم وآخرتهم
نرجوا إعطائنا توجهاتكم وآرائكم في المادة التي نقدمها لحضراتكم
الرجاء الإشتراك ودعم قناتي : تسجيلات النور الإسلامية:
/ @althan1961
تويتر : / rmqghtuo7wpsrx5
فيس بوك : www.facebook.c...