Рет қаралды 221
في بابل العظيمة، أقام الملك حمورابي (1792-1750 ق.م) مسلّة حمورابي، وهي وثيقة قانونية نُقشت على حجر بازلتي أسود يزيد ارتفاعه عن مترين. وضعت هذه القوانين لتنظيم حياة الأفراد وضمان استقرار المجتمع، وكانت شاهدة على سعي الملك لتحقيق العدالة والإنصاف.
تحوي المسلّة 282 قانونًا تغطي جوانب التجارة، الأسرة، والعقوبات. ومن أشهرها مبدأ "العين بالعين، والسن بالسن"، الذي يعكس فكرة العقاب المتناسب مع الجريمة. رغم صرامتها، سعت القوانين إلى منع الفوضى وتعزيز الثقة.
انتقلت المسلّة من بابل إلى مدينة سوسة (في إيران الحالية) كغنيمة حرب، حتى اكتشفها علماء آثار فرنسيون عام 1901. تُعرض اليوم في متحف اللوفر بباريس، حيث تبهر الزوار بدقتها وأهميتها التاريخية.
كانت هذه القوانين ثورية في زمنها، إذ عرّفت الأفراد بحقوقهم وواجباتهم بوضوح، وأصبحت رمزًا للسعي نحو بناء أنظمة قانونية عادلة. لا تزال مسلّة حمورابي تذكيرًا بأن العدالة رحلة مستمرة تسعى البشرية لتحقيقها عبر العصور، لضمان التوازن بين الحق والواجب لخدمة الجميع.