Рет қаралды 979,274
قل للمليحة بالخمار الأسود” ناظم الغزالي
الملحّن أحمد الخليل..شعر ربيعة بن عامر التميمي
كان هناك تاجر كان على درجة كبيرة من التعبد يقوم على بيع الخمار في سوق المدينة وكان لديه من جميع الألوان فوجد أن جميع النساء تقبل على شراء جميع الألوان وتأبى أن تشتري الأسود منها حتى تراكمت لديه الخمر السوداء فحزن لذلك حزنًا شديدًا حيث اعتبر أن هذه البضاعة بضاعة كاسدة.
وبينما هو جالس في دكانه يتملكه الحزن حتى مر به أحد الشعراء واسمه الدارمي وكان ناسكًا متعبدًا فسأله عن سبب حزنه، فحكى له عن قصة الخمار الأسود وكيف له أن خسارته زادت بسبب عدم شراء النساء لهذه البضاعة وهذا اللون بالذات، فقال له الدارمي لا تحزن سوف أعطيك بعض الأبيات الشعرية وعندما تنشدها في السوق فسوف تجد أن بضاعتك قد بيعت كلها، فقال له البائع: ألحقني بها، فقال الشاعر الدارمي:
قل للمليحــة في الخمار الأسود ماذا فعلت بناســك متعبد
قد كــــان شمر للصلاة ثيابه حتى وقفت له ببــاب المسجد
اللــــــــــه أكبــــــــــر اللـــــــــــه أكبــــــــــر
يــــــا داعـــيًا للـه مرفوع اليــد متوســـلًا متضرعًــا للمنجـــد
يا طالبًا منه الشفاعة في غد قل للمليحة في الخمار الأسود
فسلبــــت منه دينــه ويقينــه وتركتــه في حيرة لا يهتــــدي
ردي عليــه صلاتــه وصيامـــه لا تقتليــه بحق دين محمـــــد
ردي عليــــه صلاتــه وصيامـــه لا تقتليه بحق عيسى وأحمد
وبالفعل حفظ البائع هذه الأبيات من الشعر وصار يتغنى بها في السوق أمام دكانه، حتى حفظها جميع المارة في السوق وجعلوا ينشدون بها نساءهم فعلمت النساء أن الناسك المتعبد قد فتن من جمال الخمار الأسود، فاشترت النساء جميع الخمر الأسود، وصار من بعدها اللون المفضل لدى النساء في المدينة ولما تيقن الدارمي ان صديقه قد نفدت بضاعته وبيعت كل الخمر لديه عاد إلى زهده وترك الغناء وإنشاد الشعر.