Рет қаралды 23,261
إن يوسف لما شاهد الشمس قد أخفَت أشعَّتها، وحجاب الهيكل انشقَّ لموت المخلّص دنا من بيلاطس وتضرَّعَ إليه قائلاً: أعطِني هذا الغريب الذي منذ طفوليِّته تغرّبَ كغريبٍ. أعطِني هذا الغريب الذي أبناء جنسه حكموا عليه بالموت بُغضاً كغريب أعطِني هذا الغريب الذي أنذهل حين أُشاهده ضيفاً على الموت. أعطِني هذا الغريب الذي عرف أن يُضيف الفقراء والغرباء. أعطِني هذا الغريب الذي غرَّبه اليهود من العالم حسداً. أعطني هذا الغريب لكي في لحدٍ أواريه إذ بما أنه غريبٌ ليس له أين يسند رأسه. أعطني هذا الغريب الذي لمّا رأته أمّه ميتاً صرخت يا ابني وإلهي، ولئن كانت جوانحي تُجرَّح وكبدي تتقطَّعُ عندما أراكَ ميتاً فإنّي واثقةٌ بقيامتكَ فأُعظِّمُك. بهذه الأقوال توسّل يوسف إلى بيلاطس وأخذ جسد المخلّص وبخوفٍ لفَّه بالسباني والحنوط، ودفنكَ في قبر. يا مانح الكل الحياة الأبدية.
جوقة القديس رومانوس المرنم أَبرشية بيروت للروم الأَرثوذكس