Рет қаралды 3,230
الدين الاسلامي المزيف
مرة كنت اتابع فيلما في نهاية الثمانينات ،اظنه من سلسلة انديانا جونز ،لا اذكر ،المهم القصة كانت تحكي عن طائفه هندوسيه تعبد الهة الدمار (كالي) ،و تقوم بقتل الناس لاجل ارضائها و يتدخل الرجل الابيض ليقضي علي هذا الشر ،كالعادة ،و توته توته . اياميها لم يكن هناك انترنت و حاولت معرفة معلومات عن هذه الطائفه ،ذهلت للعلم ان هذه العبادة طبيعيه جدا في الهند ،لكن الغريب كان قتل الناس و ان هذه (الطقوس) لم تظهر الا بعد الغزو البريطاني للهند .
من الطبيعي ان اربط بين الغزو البريطاني و هذا الانحراف ،فوجود هذه الطائفه ،كان سببا في قبول الوجود الانجليزي لمحاربتها. قادتني هذه الملاحظه الي التفكر في الدين الاسلامي نفسه . طبعا مما لا يذكر كثيرا ،ان الرجلين نهرو و غاندي ،بذلا مجهودات هائله لتقويم الديانة الهندوسيه ،ضمن عملهما من اجل استقلال الهند .و ان غاندي فقد حياته بسبب قاتل هندوسي ازعجه سعي غاندي لهدم (ثوابت) الامه الهندوسيه . لم يكن نهرو علمانيا بالمعني الذي يتبادر الي الذهن ،لكنه كان متأكدا من ضرورة تخليص الدين مما لا يتفق مع العقل ،لوضع الهند في طريق التقدم.
الان و بالعودة للاسلام ،كلما زاد تمسكك بثوابت الدين ،كما يسمونها اليوم ،كلما زاد احتمال فشلك في الحياة . السبب هو بنفس البساطه في قصة عبادة كالي .لو كنت شيعيا ،تحيي المواكب و الزيارات ،فاعلم ان التطبير و المواكب ،كانت تتولي الصرف عليه السفارات الانجليزيه في ايران و العراق .طبعا بعد ثورة التبغ في عشرينيات القرن الماضي ،تعلم الانجليز ان الاسلام الشيعي يضر بمصالحهم ،فانتجوا نسختهم الخاصه من التشيع .اذا لم تصدق ،انظر الي حال العراق اليوم ،احد اذكي و اشجع الشعوب ،تراجع في ظل عقد واحد من الغيبوبة الدينيه ،الي اسفل سافلين . نفس الامر بالنسبة للتصوف في السودان ، حيث تاكدت بريطانيا من فرنجة ابناء المشايخ ،ليتحولوا الي مجموعة من المتبطلين ،اغرقوا البلاد في الظلام لمئه عام . و الغريب ،في اي انتخابات (حرة) لا يمكن لغيرهم الفوز .مما انتج تعاقبية العساكر و المشايخ التي تحكم البلاد من قبل الاستقلال الي اليوم .اما اذا كنت سلفيا ،يكفي ان تعلم ان قائد جيوش الوهابيه كان ضابطا بريطانيا اسمه وليام شكسبير ،و ان كل المذهب السلفي ،من الداوبنديه في الهند الي الوهابيه في السعوديه ،حظي بالرعايه البريطانيه ليترعرع و يزدهر بالرغم من محاربة السلطنه العثمانيه له .ما الحل ؟
التنوير ،ان تكون من جماعة الشيخ الفاضل محمد عبده ،العب غيرها ،محمد عبده ،اصبح شيخ الازهر بضغط مباشر من اللورد كرومر ،و ظل في منصبه بسبب رضا الاحتلال الانجليزي .هذا يعني ببساطه ،ان المستعمر هو الذي صنع هذه المذاهب المتعددة التي تشكل الاسلام اليوم . ان كنت احمديا او وهابيا ،شيعيا معاصرا او سنيا متنورا (من جماعة الازهر) ،معتدلا مثل الاخوان المسلمين (انفقت بريطانيا علي الجماعة حتي استوي عودها )،متطرفا من جماعة القاعدة (التي وضعت قواعدها المخابرات الامريكيه ) ،صوفيا قادريا ،شاذليا (تسيطر عليهما فرنسا في قارة افريقيا)،او ربما قرانيا من الذين ترعاهم مخابرات الغرب و يعيشون في بلدانها مثل عدنان ابراهيم و احمد صبحي و غيرهم ،الخ من مذاهب اليوم ....
انت تعيش في اسلام مزيف ،مصنوع حتي تظل تابعا لغيرك.و المشكلة ان هذا ينطبق علي (الملحدين) المسلمين ايضا ،هذا الدين اليوم ،هو مركبه مصممه للاهتزاز فقط ،لتعطي الانطباع بالحركه ،لكنها لا تتحرك ،ليس نحو الخلف و لا حتي نحو الامام.
كل الذين تسخر لهم الابواق الاعلاميه ،موجودون لتختار من بينهم .
و ايا كان الاختيار ،انت في جراب المستعمر