Рет қаралды 49,669
ملاك الأرض ..
"أنا أعلم بأنهم مرضى. أنا على دراية بأنهم سيموتون في النهاية. لكنني أفعل كل ما بوسعي كإنسان، وأترك الباقي لله".
من بين أكثر من 35 ألف طفل، تحت رعاية قسم خدمات الطفل والأسرة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية،
يتم تحويل 600 طفل ضمن نطاق قسم الخدمات الطبية والمتخصص في الحالات الحرجة التي تحتاج إلى رعاية طبية فائقة،
ولكن للأسف تبقى بعض الحالات مصابة بأمراض مستعصية أو مميتة وتصل لمراحل متأخرة جداً تجعل شفاءها أمراً ميؤوساً منه ،
ولذلك تحتاج هذه الحالات من الأطفال إلى رعاية خاصة لتخفيف الألم في أيامهم الأخيرة..
ولكن يبقى هؤلاء الاطفال دون اي رعاية حتى ان عائلات البعض تتخلى عنهم
لياتي ملاك الارض كما لقبه المجتمع الأمريكي و يوفر لهم الرعاية واملا بحياة أفضل
فما هي قصة الليبي الذي ُمنح لقب ملاك الارض في امريكا ؟
محمد جمعة بزيك ابن العاصمة الليبية (طرابلس) سافر إلى الولايات المتحدة عام 1978، وهناك تعرف على (فجر)، والتي كانت أماً بالتبني في بداية الثمانينيات
وكانت قد حولت بيتها مأوى للأطفال، و لم تخش يوماً رعاية طفل على مشارف الموت.
تزوج محمد بزيك من فجر، وبدأ هو وزوجته سوياً مشروع رعاية الأطفال في عام 1989،
لكن نقطة التحول في حياة بزيك كانت طفلة تبناها الزوجان وهي في الأصل ابنة مزارعة،
المزارعة الأم استنشقت مبيداً حشرياً ساماً جداً خلال فترة الحمل، مما أدى لميلاد طفلتها بمشكلة في عمودها الفقري اضطرتها منذ ولادتها لارتداء هيكل معدني، ولكن الطفلة مع الأسف ماتت خلال رعايتهما لها ولم تكن قد أكملت عامها الأول.
أثرت هذه الطفلة كثيراً في بزيك بل كسرت قلبه، مما دفعه منذ بداية منتصف التسعينيات للتخصص أكثر في رعاية الأطفال الذين يعانون من أمراض مستعصية أو على مشارف الموت.
كان لبزيك ابن وحيد من فجر اسمه آدم، وقد ولد عام 1997 بهشاشة بالغة في العظام بالإضافة للتقزم،
وكان عظمه هشاً جداً لدرجة أنه قابل للكسر بسهولة ، لكن بزيك رضي بما وُهب وأكمل مشواره مع طفله،
حتى كبر الابن وبدأ في الدراسة الجامعية، لكن بزيك كان فخوراً بابنه واعتبره مقاتلاً.
لم تلهه رعاية ابنه عن مشروعه برعاية الأطفال الذين على وشك الموت،
فسخر كل وقته ومجهوده طوال رحلة عطائه المتواصلة لأكثر من 20 عاماً لتقديم الرعاية الكاملة للأطفال الأشد مرضاً ضمن برنامج التبني الخاص بمدينة لوس أنجلوس،
وخلال رحلته المستمرة وإلى اليوم قدم الرعاية لأكثر من 80 طفلاً، والذين مات منهم 10 بين يديه،
لكن لم تمنعه هذه الحوادث الأليمة من تقديم رسالته كأب لتوفير الجو العائلي المناسب لهؤلاء الأطفال، والاعتناء بهم بأفضل شكل ممكن حتى النهاية.
يرعى بزيك حالياً طفلة جميلة عمرها 8 سنوات، مصابة بمرض نادر منذ عمر السنتين، المرض أصابها بمشاكل جسيمة في المخ مع تشوه في الرأس وبالتالي فقدت حاستي السمع والبصر،
ويقول "أعلم أنها لا تسمعني. أعلم أنها لا تراني. لكنني أتحدث إليها دوماً. الحل الوحيد هو أن تحبهم وكأنهم أطفالك".
تختصر هذه الكلمات الأسطورة محمد بزيك، البطل الذي صنع له فيلم وثائقي بعنوان حارس الملائكة Guardian of Angels))
وتم تكريمه من دائرة الشؤون الدينية التركية، وتم اختياره ضمن خمسة أشخاص من صناع الأمل على مستوى العالم