Рет қаралды 1,441
القصيدة الوترية:
• أخطر لحظة في حياة الشا...
( نعتذر عن بعض الاخطاء في اللفظ )
في هذه الحلقة نتكلم عن احدى اشهر قصائد الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري واكثرها روعها ، وهي قصيدة دجلة الخير التي كتبها عام ١٩٦١ م في منفاه في براغ عاصمة جيكوسلوفاكيا يبث فيها حزنه وشكواه الى نهر دجلة ويمني نفسه بقلوله على ضفافه
ابيات القصيدة :
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذُ به
لوذَ الحمائمِ بين الماءِ والطين
يا دجلةَ الخيرِ يا نبعاً أفارقُهُ
على الكراهةِ بين الحِينِ والحين
إنِّي وردتُ عُيونَ الماءِ صافيةَ
نَبْعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني
إنِّي وردتُ عُيونَ الماءِ صافيةَ
نَبْعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني
وأنتَ يا قارَباً تَلْوي الرياحُ بهِ
لَيَّ النسائمِ أطرافَ الأفانين
ودِدتُ ذاك الشِراعَ الرخص لو كفني
يُحاكُ منه غَداةَ البَين يَطويني
يا دجلةَ الخيرِ: قد هانت مطامحُنا
حتى لأدنى طِماحِ غيرُ مضمون
أتَضمنينَ مَقيلاً لي سَواسِيةً
بين الحشائشِ أو بين الرياحين؟
خِلْواً مِن الـهمِّ إلاّ همَّ خافقةٍ
بينَ الجوانحِ أعنيها وتَعنيني
تَهُزُّني فأُجاريها فتدفعُني
كالريح تُعجِل في دفع الطواحين
يا دجلةَ الخيرِ: يا أطيافَ ساحرةٍ
يا خمرَ خابيةٍ في ظلِّ عُرْجون
يا سكتةَ الموتِ، يا إعصارَ زوبعةٍ
يا خنجرَ الغدرِ، يا أغصانَ زيتون
يا أُم بغدادَ، من ظَرفٍ، ومن غَنَجٍ
مشى التبغددُ حتى في الدهاقين
يا أمَّ تلك التي من «ألفِ ليلتِها»
للآنَ يعبِق عِطرٌ في التلاحين
يا مُستَجمَ «النُّوُاسيِّ» الذي لبِستْ
به الحضارةُ ثوباً وشيَ «هارون»
يا دجلة الخير: ما يُغليكِ من حنَقٍ
يُغلي فؤادي، وما يُشجيكِ يشجيني
ما إن تزالَ سِياطُ البغي ناقعةً
في مائِك الطُهْرِ بين الحِين والحين
ووالغاتٌ خيولُ البغي مُصْبِحةَ
على القُرى آمناتٍ والدهاقين
يا دجلة الخير: أدري بالذي طفحت
به مجاريك من فوقٍ إلى دوُن
أدري على أيِّ قيثارٍ قد انفجرت
أنغامُكِ السُمر عن أنَّات محزون
أدري بأنكِ من ألفٍ مضتْ هَدَراً
للآن تَهْزَين من حكم السلاطين
يا دجلةَ الخير: والدنيا مُفارَقةٌ
وأيُّ شرٍّ بخيرٍ غيرُ مقرون
وأيُ خيرٍ بلا شرٍّ يُلَقِّحه
طهرُ الملائك منْ رجس الشياطين
يا دجلة الخير: كم مِنْ كنز موهِبةٍ
لديك في «القُمقُم» المسحورِ مخزون
لعلَّ تلك العفاريتَ التي احْتُجِزتْ
مُحَمَّلاتٌ على أكتاف «دُلفين»
لعلَّ يوماً عصوفاً جارفاً عَرِماً
آتٍ فتُرضيك عقباه وترضيني
يا دجلة الخيرِ: إن الشِعْرَ هدْهدةٌ
للسمع ما بين ترخيمٍ وتنوين
يا دجلةَ الخيرِ: خلِّي الموجَ مُرتفقاً
طيفاً يمرُّ وإن بعضَ الأحايين
وحمِّليه بحيثُ الثلجُ يغمرني
دفءَ «الكوانين»، أو عطر «التشارين»
يا دجلةَ الخير: يا من ظلَّ طائفُها
عن كل ما جَلَتِ الأحلام يُلـهيني
لو تعلمين بأطيافي ووحشتِها
ودِدتِ مثلي لَوَ أنَّ النومَ يجفوني
أجسُ يقظانَ أطرافي أعالجها
مما تحرَّقت في نومي بأتُون
وأستريح إلى كوبٍ يُطّمئنُني
أن ليس ما فيه مِن ماءٍ بغِسلين
وألمِسُ الجُدُرَ الدَكناءَ تخبرني
أنْ لستُ في مَهْمَهٍ بالغِيل مسكون
وأركبُ الـهوْلَ في ريعانِ مامَنةٍ
حبُّ الحياة بِحبِّ الموتِ يُغريني
ما إن أُبالي أصاباً درَّ أم عسلاً
مريٌ أراه على العلاّتِ يرضيني
غُولاً تسنَّمتُ لم أسألْ أكارعَه
إلى الـهُوَى، أمْ على الواحات ترميني
يا دجلةَ الخير: شكوى أمْرُها عجبٌ
إنّ الذي جئت أشكو منه يشكوني
ماذا صنعتُ بنفسي قد أحَقْتُ بها
ما لم يُحقْهُ بـ«روما» عسفُ «نيرون»
ألزمتها الجِدَّ حيثُ الناسُ هازلةٌ
والـهزلَ في موقفٍ بالجدِّ مقرون
وسُمْتُها الخسفَ أعدى ما تكون لـه
وأمنعُ الخسفَ حتى من يعاديني
ورحتُ أظمي وأسَقي من دمي زُمراً
راحت تُسقي أخا لؤمٍ وتُظميني
وقلتُ بالزهدِ أدري أنَّه عَنَتٌ
لا الزهدُ دأبي، ولا الإمساك من ديني
خَرطَ القتاد أمنّيها وقد خِلِقتْ
كيما تنامَ على وردٍ ونِسرين
حراجةٌ لو يُرى حمدٌ يرافقها
هانتْ وقد يُدَّرى خطبٌ بتهوين
لكنْ رأيتُ سِماتِ الخيرِ ضائعةً
في الشرِّ كاللثغِ بين السينِ والشين