Рет қаралды 20,329
يقلب موفق محمد في «لا تكسروا الأنهار» معادلة التلقي، التي تقوم على أن الشعر ينبع من اللامرئي، ليُرى محاذيًا لسياج الميتافيزيقا.موفق يقلب المعادلة، إنه يلطخ لافتاتنا النخبوية، لينزل إلى الأرصفة والشوارع والمقابر، ويلقي عبرها كسراً من التراجيديا العراقية الأبدية؛ تفاصيلنا هناك نابضة بما تبقى من نبض في لحم وجودنا. إن الصوت الذي يخاطبنا ليس حيا، وليس ميتا، إنه خليط من فقدان الوعي، فقدان الإحساس بالزمان والمكان. والمدهش في شعر موفق أنه يسبح وسط توقعاتنا، ثم يقوم بتكسيرها، ليتركنا مبهورين، وكأننا أطفال ندخل السوق أول مرة. شعر موفق أخلاط عجيبة من الواقع الغليظ، والتجريدات الهندسية، أخلاط لا يمكن لها إلا في مختبره، أن تنتج كيمياء الشعر؛ حيث تحتشد جميع الأوزان، وانكسارات النثر، ووسط اللغة القياسية «الفصيحة» ترتفع نبرة استعارات العامة، وكناياتهم، وفلتات من الأمثال الشعبية. إن شعر موفق هو الدليل الماديّ على أن الموضوع؛ أيّ موضوع، هو موضوع شعريٌّ بالضرورة.
د. مالك المطلبي
16/05/2010