Рет қаралды 20,096
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك؛ ﴿ أقم الصلاة لذكري ﴾ [طه:14]».....
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته».
وأتي بقدر فيه خضرات من بقول...
قوله هنا في الحديث: (وأتي بقدر) هكذا تكتب، لكن تقرأ: وأنه أتي بقدر، ووقع التصريح بذلك في بعض نسخ «البخاري» و«مسلم».
فمن طرائق قراءة الحديث عند أهله: أنهم قد يستعملون رمزا ويتركون التعبير عنه فيصير عرفا عندهم؛ كهذا الموضع.
وكذلك موضع آخر فاتني أن أنبه عليه، وهو قوله: «لا كفارة لها إلا ذلك؛ ﴿ أقم الصلاة لذكري ﴾ [طه:14]»، لا يقرأ الحديث هنا كما هو مكتوب، وإنما يقال: (وتلا رسول الله ﷺ، أو: وقرأ رسول الله ﷺ: ﴿و أقم الصلاة لذكري ﴾)؛ هذه قاعدة في الأحاديث التي تذكر فيها آية.
وتجدهم يصرحون بهذا في بعض المواضع؛ فيقولون: (فقرأ رسول الله ﷺ، أو فتلا رسول الله )، وتارة يكتبون الآية ولا يصرحون به؛ فيعرف من طريقتهم أنهم لا يقرأونها هكذا، وإنما يقرأونها بذكر هذه العبارة.
ومثله كذلك لو وقع في حديث: (أنه ذكر كذا وكذا، ثم: مرتين، أو ثلاثا، أو أربعا)؛ فلا تقرأ بأن تقول: (ثلاثا، أو مرتين)؛ وإنما تقول: (قاله مرتين، أو قاله ثلاثا).
وجادة أهل العلم في قراءة الحديث النبوي فيها رسائل مفردة في بعض مسائلها، أما رسالة جامعة في صفة قراءة الحديث النبوي فلا أعرف شيئا في ذلك، لا في القديم ولا في الحديث.
ومما يستلطف ذكره هنا: أن أستاذا جامعيا قرأ مرة حديثا بإسناده، فكان مكتوبا فيه: (ثنا فلان، قال: ثنا فلان...) - وهي لا تقرأ (ثنا)؛ وإنما تقرأ: (حدثنا) -؛ فلما أراد أن يبين ما في هذا الحديث سندا ومتنا من المعاني، قال: فيه من الفوائد: أن رواة الحديث يثني بعضهم على بعض!!
وهكذا إذا لم يؤخذ العلم عن أهله يقع مثل هذا!
وقد ذكر لنا أستاذ - درسنا في الجامعة - أن أحد طلاب الدراسات العليا كان يحقق كتابا، ففي الكتاب: (وقال ابن معين: ليس بقوي، وقال مرة: ضعيف)، فهو بالرسالة ترجم ليحيى بن معين، ثم صعب عليه أن يعرف من هذا مرة؟! فهي (مرة)، وهو قرأها: (مرة)، وظن أنه من أئمة النقد في الجرح والتعديل.
فصفة قراءة الحديث مهمة جدا؛ حتى لا يقرأ على خلاف ما قرئ عند أهله.
والشيء الذي هو معلوم من اصطلاح أهله وعرفهم يزول إذا لم يقيد.
وهذا وقع في الفقه في مواضع كانت في عرفهم ثم نسيت، وأشار إلى هذا بعض الفقهاء؛ أن هذا كان معروفا عند الفقهاء في عرفهم ثم لما تطاول الزمان صار منسيا.