🛑 رحمة الله سبحانه سبقت غضبه

🛑 رحمة الله سبحانه سبقت غضبه :
إن الله سبحانه صاحب ألطاف عظيمة وهو في ذات الوقت جبار قاهر شديد العقاب لكن رحمته ورأفته وألطافه تقدمت سخطه وغضبه ، وغلبت عليها ، لذلك فإنه سبحانه وتعالى يتعامل مع عبده بالرحمة والرأفة واللطف والمغفرة ، ذلك أنه سبحانه يصف نفسه في كتابه المجيد وكتب على نفسه الرحمة أي إنه سبحانه أوجب الرحمة على نفسه ، لكن العبد خلق مختاراً غير مكره ، فلو اختار السيء من نفسه وسلك مسلكاً سلبياً في حياته فاختار الكفران والتمرد والعصيان على الإيمان والطاعة والإنابة ، فكان مستحقاً لأن يُعامل بالردع والقهر ، والتأنيب والعقوبة ، فإن الله سبحانه سيعامله بالذي طلبه
بمحض اختياره السيء .
🛑 نعم لقد سبقت رحمته غضبه ، إنها أربعون عاماً مضت على فرعون وقومه العصاة العناة كان الله سبحانه يعاملهم بحلمه ولطفه وبرحمته التي وسعت كل شيء ، نعم إنها أربعون عاماً كان فرعون ينازع الله ربه فيما يختص به سبحانه
وحده ، ويقول للملأ : ان اسجدوا لي ، أنا ربكم الأعلى ، - ( والعياذ بالله ) -
ومع ذلك ، فإن الله سبحانه الرحمن الرحيم ، لم يبتله بأدنى علة كما تقول بذلك الروايات ، ولذلك فإنه لما استغل الرحمة الإلهية والإمهال والفرصة التي سنحت له استغلالاً قبيحاً في الإصرار على تكبره وطغيانه والإمعان في غيه ، جعل الله له ساعة انتقام شديد منه وهي الساعة المار ذكرها والتي يقول تعالى فيها : فأخذناه أخذ عزيز مقتدر أي عاملناه بالعزة والإقتدار اللذين كانا يغتر ويستكبر بهما
فتباً وتعساً ، فإن رب العالمين وملك الملوك حين يشاء فإنه يعامله بعزته ..
🛑 إلقاء فرعون خارج الماء :
بما كان جسد فرعون يحمل من الحديد والفولاذ الكثير فيفترض به أن يغطس إلى القعر وفق القانون الطبيعي ، لكن المشيئة الإلهية اقتضت أن يطفو جسد هذا الطاغية كي يكون عبرة لمن أعتبر ، ثم قذف به إلى الساحل كي ينظر
إليه بنو إسرائيل ويزدادون عظة واعتباراً حينما يعودون إلى مصر . وبالفعل فقد شاهد بنو إسرائيل الجسد وغنموا ما عليه من الجواهر
والذهب والفضة وفي ذلك يقول تعالى في كتابه المجيد : وكذلك وأورثناها بني إسرائيل ) (۱)
🛑وفي شأن فرعون يقول تعالى :
{ فَٱلۡیَوۡمَ نُنَجِّیكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَایَةࣰۚ وَإِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَایَـٰتِنَا لَغَـٰفِلُونَ }
[سُورَةُ يُونُسَ: الآية ٩٢]
لكي يعلم من يطلع على مصير فرعون بأن الله سبحانه حين يُمهل الطاغية والمغرور فإنه لم يهمله ويدعه في طغيانه وغروره إلى الأبد وحاشى لله أن يكون منه مثل ذلك ، بل إن له ساعة يجازى فيها وينال ما يستحقه ويعرف عندها معنى الغرور والكبرياء والظلم والجور ، عندئذ فلا يُصيبين أحداً الغرور والكبرياء بجاه يتمتع به ومال وثروة طائلة يملكها أو منصب
📚 كتاب حقائق من القرآن
👤 الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب
• 🛑 رحمة الله سبحانه سبق...