رفع الاعمال خطبة الجمعه شرح حديث أن الله لاينام الشيخ أحمد جودة

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه". 1
أنّ حديثَنا اليومَ لَحديثٌ عظيمٌ، جليلُ القدرِ، جَامعٌ لمَعانٍ جَلاليةٍ، وبديعُ الصِّفاتِ الرّبانيةِ، حديثٌ يُذَكِّرُنا بعظمةِ الخالقِ، وكمالِ صفاتِهِ، ويُحيي في قلوبِنا الخوفَ منهُ والرجاءَ فيهِ
.عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
شرح الحديث:
"إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام": هذا الجزء من الحديث ينفي صفة النقص عن الله تعالى، وهي النوم، فالله تعالى هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
"يخفض القسط ويرفعه": القسط هو الميزان، ومعنى ذلك أن الله تعالى هو الذي يقدر الأرزاق والأمور، يخفضها ويرفعها بحسب حكمته وعدله.
"يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل": هذا يدل على أن الله تعالى مطلع على جميع أعمال العباد، وأن الملائكة ترفع إليه أعمالهم في كل وقت.
"حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه": هذا الجزء يوضح عظمة الله تعالى وجلاله، وأن النور هو حجابه الذي يحجب عظمته عن الخلق، ولو كشف هذا الحجاب، لأحرقت عظمة وجهه كل شيء.
أهمية الحديث:
هذا الحديث الشريف يعلمنا عدة أمور:
عظمة الله تعالى: يذكرنا الحديث بعظمة الله تعالى وكمال صفاته، وأنه لا يشبه المخلوقات في صفات النقص كالنوم.
مراقبة الله تعالى: يعلمنا الحديث أن الله تعالى مطلع على جميع أعمالنا، وأن أعمالنا ترفع إليه، وهذا يدعونا إلى مراقبة الله في أقوالنا وأفعالنا.
التوكل على الله: عندما نعلم أن الله تعالى هو الذي يخفض القسط ويرفعه، فإننا نتوكل عليه في جميع أمورنا، ونسأله الرزق والتوفيق.
الخلاصة:
حديث "إن الله لا ينام" هو حديث عظيم الأهمية، يذكرنا بعظمة الله تعالى وكمال صفاته، ويدعونا إلى مراقبته في جميع أحوالنا، والتوكل عليه في جميع أمورنا.