الخاطرة 280 هذه ليلة التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1441، وعما قريب يهل علينا شهر ذي الحجة، ثالث الأشهر الحرم التي قال الله فيها: "إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّہُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَہۡرًا فِى ڪِتَـٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡہَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٌۚ ذَٲلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيہِنَّ أَنفُسَڪُمۡۚ" . في هذا الشهر الأيام التي جاء في فضل العمل الصالح فيهن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة، ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء". يدخل في العمل الصالح الفرائض بزيادة الثواب عليها، والنوافل من الصلاة والصيام والصدقة والذكر بالتكبير والتحميد والتهليل . وفي مقارنة الأعمال الصالحة بالجهاد وهو ذروة سنام الإسلام ما ينبئ عن عظم الأجر على الأعمال الصالحات فيها . والعمل الصالح إذا كان أحب إلى الله في غير هذه الأيام أو أفضل؛ فإنه يكون فيها أعظم محبوبية له سبحانه وأكثر فضلا . فدونك هذا الذي جمع في هذا الحديث مما هو أحب إلى الله في غير هذه الأيام، فاعمل ما استطعت منه فيها، وهو ما رواه الطبراني في معجمه الكبير عن ابن عمر رضي الله عنهما وهو في الصحيحة لمحدث العصر الألباني رحمه الله تعالى . قف على هذه الأمور التي ذكرت فيه، وهي مما قامت حاجة الناس إليه في هذه الظروف أكثر من قيامها من قبل، فافعل ما استطعت منها، وهي كما ترى من الأعمال المتعدية النفع، وانتفاع فاعلها بها منوط بما ذكر معها من ترك الغيظ مع القدرة عليه، والتجافي عن سوء الخلق: 1 - إدخال السرور على المسلم . 2 - كشف كربته . 3 - قضاء دينه . 4 - طرد الجوع عنه، وهو دال على العطاء الكثير . 5 - مساعدته في قضاء حاجته . 6 - أن يكون ذلك في كنف الصبر وترك الغضب . 7 - سوء الخلق كالمن والأذى يفسد الأعمال . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، ومن كظم غيظه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه؛ ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له؛ أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل". ليلة 29 من شهر ذي القعدة 1441 .