رحم الله القائد الشهيد ناصر ابو حميد منذ عام 1967 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة 187 قرارا بشأن الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الصهاينة، دعت الكيان الصهيوني لضرورة إطلاق سراحهم والتعامل معهم وفق الأعراف الدولية وقوانين حقوق الإنسان!! لكن هذه القوانين إذا لم يكن فيها إلزام - وهذا هو الحاصل - لا تعدو أن تكون كالحبر على الورق، أو الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون، بالنتيجة يصبح وجودها أكثر ضررا من عدمها، لما يحصل جرّائها من آمال فارغة وتنفيس وإفراغ للشحنات وتضييع للأوقات، وفي نهاية المطاف يكون هنالك يقين بالمتاجرة بقصد أو بغير قصد. عندما تُعقد مؤتمرات دولية أو عربية، لنصرة الأسرى والتضامن معهم والخروج بتوصيات وتشكيل لجان عمل وفرق مختلفة بعدة تخصصات؛ ظاهريا شيء جميل وأمر طيب، بشرط أن يكون على قدر المسؤولية وعِظم القضية، من غير تسلق أو متاجرة، وأن تتوافق الأطروحات النظرية والتوصيات المثالية، مع الحقائق العملية على أرض الواقع، دون إهمال أو إغفال لحالات قريبة للناظر، إلا من أعمى الله بصيرته حتى ينطبق عليه المثل " من لا يرى من الغربال أعمى "! المواقف السياسية والمؤتمرات البروتوكولية والمجاملات الآنية، إذا لم تتطابق مع إرادات حقيقية ونوايا صادقة وعزيمة فعلية، ستكون نفاق محض ومتاجرة مفضوحة وتسلق سياسي سافر، على حساب جراحات الأسرى وقضيتهم العادلة. إن مشكلة المؤتمرات تكمن في أنها لا تبني على ما وقفت عنده المؤتمرات التي سبقتها، إضافة إلى أن جل ما تخرج به من توصيات لم ير النور وبقي حبرًا على ورق، ونتائجها معدوم[29]، وفي هذا دليل على عدم تكامل هذه الملتقيات كما أنها لا تحقق الثمار والنتائج المرجوة! من أغرب العجائب والمتاجرة المفضوحة بقضية الأسرى؛ المؤتمر المنعقد في بغداد بتاريخ (11-12) ديسمبر 2012 للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الصهاينة!! برعاية الجامعة العربية ولأول مرة وبحضور شخصيات من سبعين دولة، وقيل قديما: الدعاوى إذا لم تقم عليها البينات فأصحابها أدعياء!! فكيف إذا كانت البراهين والوقائع والأدلة على العكس تماما؟! والمثل بيقول ما بيحرث الأرض الا عجولها ... تلقفوا المستوطنيين في الدول المطبعه فأنهم مثل الرز ... وعاشت فلسطين وعاش مشروع جنين التحرري العظيم.