العمل ليس قاصرًا على الصلاة والصوم، بل هو النشاط المتأتي للنجاح في سبل الحياة -ِوقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون- التوبة، 105. والعمل وارد في عشرات المواقع والمواضع في القرآن، وذكر في آيات مختلفة، نحو- وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ- المزمل، من الآية 20. لقد قصدت الآية أولئك الذين يكافحون ويعملون، وهذا فضل من الله يهيئه لهم. يقول تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ...- الجمعة، 9. فالدين يحث على البحثَ عن العملِ وطلبَ المالِ الحلالِ، والسعي على الأهلِ والعيالِ، وهذا هو الابتغاء من فضل الله. قيلَ يا رسولَ اللهِ أيُّ الكسبِ أطيبُ؟ قالَ: «عملُ الرجلِ بيدِه وكلُ بيعٍ مبرورٍ». (رواهُ أحمدُ وغيرُه). وقالَ صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدُكم أحبُلَهُ فيأتي الجبلَ، فيجيءَ بحُزمةٍ من حطبٍ على ظهرٍ، فيبيعَها فيستغنيَ بثمنِها، خيرُ له من أن يسألَ الناسَ أعطَوه أو منعُوه». (رواه أحمدُ وأصلُه في البخاري). وروى كعبُ بنُ عجرةٍ: مرَّ رجلٌ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فرأى أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من جَلَدِهِ ونشاطِه ما رأوا، فقالوا: يا رسولَ اللهِ لو كانَ هذا في سبيلِ اللهِ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إن كانَ خرجَ يسعى على ولدِه صغارًا فهو في سبيلِ اللهِ، وإن كانَ خرجَ يسعى على أبوينِ شيخينِ كبيرينِ فهو في سبيلِ اللهِ، وإن كانَ خرجَ يسعى على نفسِه يعُفّها فهو في سبيلِ اللهِ، وإن كانَ خرجَ يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيلِ الشيطانِ». (رواه الطبرانيُ ورجالُه رجالُ الصحيحِ).