Рет қаралды 15,220
كشف وزير الخارجية الجزائري أعطاف خلال نزوله ضيفاً على منصة “أثير” في وقت سابق مع الإعلامية خديجة بن قنة أنه في برنامج الزيارة هناك زيارة لـ قصر “أمبواز” وهو قصر سجن فيه الأمير عبد القادر هو وعائلته وكشف عطاف أن الكثير من عائلة الأمير مدفونين في ذلك القصر .
وقال عطاف أن الجزائر طلبت من فرنسا أن تسلم “برنوس” و “سيف” الأمير عبد القادر فتم رفض ذلك ، ويقول عطاف أن طلب السيف والبرنوس يحمل رمزية كبيرة جدا نظرا لمكانة الأمير عبد القادر ودوره فتحججت السلطات الفرنسية بعدم وجود قانون إلى غير ذلك.
وبات من الواضح جدا بحسب عديد المتابعين لموضوع العلاقات (الجزائرية _الفرنسية ) بأنه هناك بوادر قبضة حديدية تلوح في الأفق بخصوص ملف الذاكرة و الأرشيف الوطني الجزائري المتواجد بفرنسا .
ومنذ تأكيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال خرجته الأخيرة مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، بأنه من المنتظر أن يزور باريس نهاية شهر سبتمبر أو أكتوبر من هذا العام ،لا تتوقف أطراف فرنسية محسوبة على اليمين الفرنسي في وضع الأحجار في طريق الزيارة ،سواء ما كان ذلك عن طريق تصريحات سياسية أو خرجات إعلامية. كما كان عليه الحال أمس عندما قالت صحيفة” لوموند” الفرنسية بأنه هناك عوائق قانونية فرنسية تحول دون استرجاع الجزائر لسيف الأمير عبد القادر. وهو تسريب معلوم ومقصود الأهداف .
ويعلم اليمين الفرنسي و الدولة العميقة بفرنسا بأن زيارة الرئيس تبون لفرنسا، يجب أن تكون في مستوى زيارة رئيس دولة، بحجم الجزائر، وليس أي رئيس دولة ،و ليس أي رئيس .
وبالتالي بات من المنطقي جدا طرح سؤال مفاده : ماذا تريد فرنسا من الجزائر؟..أو بتعبير أدق وأوضح :ماذا يريد اليمين الفرنسي من الجزائر؟..ولماذا يعمل على إفشال زيارة الرئيس لباريس؟..أي ما معناه ضرب مستقبل العلاقات بين البلدين ؟
وبحسب عديد المتابعين فهناك عمل كبير شرعت فيه منذ مدة أطراف فرنسية معادية للجزائر حتى لا تكلل زيارة الرئيس تبون بالنجاح إلى فرنسا، وشواهد ذلك كثيرة .
وفي سياق ذي صلة ،انتقد رئيس “لجنة الذاكرة” الحسن زغيدي شروطاً تضعها فرنسا، مقابل تسليم الجزائر مستندات ووثائق ومواد مرتبطة بمرحلة الاستعمار (1830 -1962)، خصوصاً فترة ثورة التحرير. وكانت هذه المشكلة قد طرحت نهاية العام الماضي، بسبب رفض باريس طلب الجزائر استعادة سيف و”برنوس” الأمير عبد القادر.
وقال زغيدي للإذاعة الجزائرية (الأربعاء)، إنّ مسعى “الاشتغال على الذاكرة الجاري مع فرنسا منذ قرابة عامين، بهدف تجاوز مشكلات الماضي الاستعماري يواجه صعوبات”، حمّل مسؤوليتها للجانب الفرنسي، وتتعلق بـ”القوانين التي تعد كل ما نقل (من الجزائر) إلى فرنسا، من مسروقات ومنهوبات وغيرها، جزءاً لا يتجزأ من السيادة الفرنسية”.
وفهم من كلام زغيدي أنّه يقصد رفض الحكومة الفرنسية في نهاية 2023 طلباً جزائرياً باستعادة سيف و”برنوس” الأمير القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الذي قضى أربع سنوات في الأسر (1884 - 1852) بقصر أمبواز الشهير، وسط فرنسا. وقد صرح وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، حينها بأنّ باريس “تحججت بضرورة إصدار قانون يسمح بتسليم أغراض الأمير”
وتضم «لجنة الذاكرة» فريقاً يتكون من خمسة باحثين جزائريين، مختصين في تاريخ الاستعمار الفرنسي. ويوجد نظير لها في فرنسا، تتكون أيضاً من نفس عدد الباحثين، يقودهم المؤرخ الشهير بنجامين ستورا. وتم إطلاق “اللجنتين” عام 2022 إثر زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في صيف العام ذاته.
وقال زغيدي عن العمل الذي يقوم به فريقه إنّه “يجري بشكل هادئ وواعٍ، بهدف الوقوف عند كل المواد، التي تعرضت للنهب ذات الصلة بالأرشيف بغرض استعادته، بما فيها المواد التي تعود إلى ما قبل 1830″، أي فترة الوجود العثماني في الجزائر.
كما انتقد ضمناً، الفريق الفرنسي، قائلاً إنّ “الجميع، بمن فيهم نحن، يجب أن نتصرف كأكاديميين لا ينتمون إلى أي من التيارات السياسية، ولا يتلقون أي توجيهات سياسية. علينا تبني الطرح الأكاديمي والعلمي والمنطقي والموضوعي والشفاف… الطرح الذي لا يتعارض مع المنطق والقوانين”.
وظهر في كلام زغيدي إيحاء بأنّ “لجنة الذاكرة”، التي تمثل الطرف الفرنسي، متأثرة بالموقف الحكومي الرافض للنزول عند مطالب الجزائريين، بخصوص استعادة أرشيف الاستعمار الموجود في مراكز بحوث فرنسية.
وفي نوفمبر 2023، عقدت “اللجنتان” اجتماعاً في الجزائر، انتهى إلى اتفاق بتسليم مليوني مادة أرشيفية. وعقد اجتماع ثان في باريس في فيفري الماضي، قال زغيدي عنه إن الجانب الجزائري “طالب بتحديد نوع هذه المواد، والمواضيع التي تتضمنها ومكان وجودها”. مبرزاً أنّ بلاده لن تقبل تسلم نسخ إلكترونية، “فنحن لن نتنازل عن الأرشيف الأصلي، ولن نسكت عن المطالبة به”
■ اجتماع جديد للجنة الذاكرة بالجزائر
وأعلن زغيدي عن اجتماع منتظر بالجزائر “في غضون 15 يوماً”، مؤكداً أنّه “لا يمكنني الإفصاح عن تفاصيله، لكنّي أعدكم أن اللجنة ستسعى إلى استعادة كل الأرشيف، ولو بقيت منه ورقة واحدة كتبت في الجزائر”.
ومن المقرر أن يتم بحث المشاكل، التي تعترض عمل “اللجنتين”، في الزيارة المقررة للرئيس عبد المجيد تبون إلى باريس الخريف المقبل.