Рет қаралды 4,546
من بائع متجول إلى مؤسس احدى اكبر امبرطوريات المال في العالم العربي
رجل فلسطيني لم يكمل تعليمه، لكن، رغم كل الظروف المستحيلة، صنع احدى اكبر امبرطوريات المال في العالم العربي.
عنوان العصامية ورمزها اسطورة الاقتصاد ورجل المصارف العربية
عبد الحميد شومان
ولد عبد الحميد شومان في قرية بيت حنينا القريبة من القدس عام 1888 لأسرة ميسورة تعمل في محاجر البناء
بسبب الأحوال المادية الصعبة، لم يتمكن عبد الحميد من إكمال دراسته في الكتاب
وبدأ العمل في محاجر البناء منذ صغره
في عام 1911 جاءته الفرصة ليسافر إلى أمريكا وبالفعل استغل الفرصة
إلا أنه كان لا يفقه شيئاً في اللغة الإنجليزية، فتعلم الأبجدية الإنجليزية وهو على متن الباخرة التي تقله إلى نيويورك
بدأ العمل كبائع متجول ولكنه شق طريقه بسرعة، وتحول من مجرد بائع الى صاحب واحد من انجح معامل الالبسة الجاهزة في امريكا خلال 4 اعوام من تاريخ هجرته.
خلال وجوده في نيويورك لم ينسى أصله ومن أين جاء، فاشترى أرضاً لتكون أول مقبرة للمسلمين في نيويورك ، وأسس جريدة عربية أسماها "الدبور"
ولكن كل ذلك لم يكن كافياً، فهاجس الوطن ظل يراوده
بعد 18 عاما من الهجرة، عاد شومان إلى أرضه فلسطين عام 1929 وبمبلغ 15 ألف جنيه فلسطيني، أسس شومان البنك العربي عام 1930.
وعن اختياره هذه التسمية، قال في إحدى المناسبات: "لمّا عزمت على تأسيس هذا البنك، لم أشأ أن أطلق عليه اسمي أو اسم قريتي بيت حنينا أو بلدي فلسطين... بل اسم الأمّة العربية والوطن الكبير فسمّيته: البنك العربي"
مع أنه أصبح رجل أعمال معروف لم يتخلى شومان عن قضية بلاده، وبسبب نضاله ووطنيته اعتقلته السلطات البريطانية مرتين عامي 1936 و 1938 حيث قضى عدة أشهر في السجن منها فترة أضرب فيها عن الطعام.
لم تكن مسيرة شومان والبنك العربي سهلة على الإطلاق فبعد انسحاب الانتداب البريطاني من فلسطين في عام 1948 واجه البنك اول ازمه حيث فقد معظم فروعه في فلسطين
حين طلب العملاء الذين أجبروا على الرحيل من البلاد ودائعهم، أصر شومان على إرجاع جميع المطالبات بالكامل. مما ترك لديه سمعة طيبة
بعدها نقل المركز الرئيسي الى عمان وبدأت رحلة البنك في التوسع السريع في العالم العربي خلال الخمسينيات من القرن الماضي
بسبب نجاح البنك الساحق في تطوير نمو الأردن ، بدأت الدول العربية الأخرى بطلب فروع للبنك في بلدانها
حيث امتدت فروع البنك من بغداد حتى وصلت الدار البيضاء
مر البنك بواحدة من اسوء الازمات بعد قرار التأميم في سورية ومصر عام 1961حيث خسر 25 فرعا مرة واحدة، لكنه تعافى وأسس اول فرع خارج الوطن العربي في زيورخ عام ١٩٦٢
توفي شومان عام ١٩٧٤ في التشيك ، ونقل جثمانه إلى القدس حيث دفن بجانب المسجد الأقصى،
قد تعتقد أن وفاته هي نهاية عطاؤه، لكن ذكراه الطيبة لم تموت معه
فقد أوصى شومان بإنشاء مؤسسة تعنى بالثقافة ، وبالفعل تأسست "مؤسسة عبد الحميد شومان" عام ١٩٧٨
هذه المؤسسة ما زالت موجودة إلى يومنا هذا، وقد انفقت ملايين الدولارات سنوياً لرفع مستوى الثقافة في العالم العربي، ومن نشاطاتها الكثيرة دعم اللغة العربية، والكتابة، وإنشاء المكتبات العامة ودعم الرياديين العرب مادياً ومن خلال توفير إستشارات ...
كما أن البنك العربي الذي أنشأه شومان لديه اليوم أكثر من ٦٠٠ فرع في خمس قارات ويعيل عشرات الألاف من الموظفين حول العالم
عبدالحميد شومان، رجل عصامي تحدى الواقع وأصبح أيقونة في حب الوطن وعالم المال والاعمال في أن واحد.
لمن يحب أن يعرف أكثر عن هذا الرجل ننصح بقراءة كتاب "العصامي: سيرة عبدالحميد شومان"