Рет қаралды 6
ومِنْ تَتَبُّعِ الأثرِ إلى خُيوطِ العنكبوت .
سورةُ العنكبوت مَكيةٌ نزلَتْ بعدَ سورةِ الرُّومِ .
هدفُ السورةِ : هو جاهدْ الفتنَ واصبرْ عليها .
والفتنةُ في القرآنِ أحيانًا بمعنى أنْ تكونَ أنتَ الفاتنُ أو أنْ تكونَ أنتَ المفتونُ .
الفتنُ سُنَّةٌ كونيةٌ وقاعدةٌ ربانية ، كتبَها اللهُ على كُلِّ الدنيا . فالدنيا دارُ امتحانٍ ، والنتيجةُ في الآخرةِ .
الفتنُ في الدنيا تُمَيِّزُ النَّاسَ في الدنيا والآخرةِ ، بينَ الدرجاتِ وبينَ الدركاتِ .
الفتنُ أيضًا تُضْعِفُكَ أمامَ نفسِك وتكونُ حُجَّةً عليك يومَ القيامةِ .
هل مِن المعقولِ أن تعتقدوا أنَّ الإيمانَ كلامٌ فقط ؟ لا . هو اعتقادٌ بالقلبِ والقولِ والعملِ ، فلا بُدَّ مِن التمحيصِ .
سيأتي الابتلاءُ على قدرِ دينِكَ ، وفيما تُحِبُّ ومِمَّن تُحِبُّ ، فمَن يُرِدْ ثوابَ اللهِ فلْيَصْبِرْ على الاختباراتِ والابتلاءاتِ ، واعلمْ يقينًا أنَّك تجاهدُ وتصبرُ لأجلِكَ أنتَ وحدَك .
مِن الفتنِ التي تعرضُها السورةُ :
1. الإيذاءُ في سبيلِ اللهِ .
2. ضغطُ الوالدَيْنِ لتَرْكِ طريقِ اللهِ سبحانه وتعالى ، تعرضُ السورةُ كيفَ واجهَ الأنبياءُ مثلُ نوح وإبراهيم ولُوط وشُعيب وموسى كُلَّ هذه الفتنِ ، فتجدُ أنَّ هذه السورةَ الوحيدةَ التي ذُكِرَتْ فيها مُدَّةُ دعوةِ سيدِنَا نوح لقومِه أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا حتى يعرفُ المؤمنون عبرَ الأجيالِ أنَّ الفتنَ حتميةُ الوقوعِ ، حتى الأنبياء لم يَسْلَمُوا منها ، ولِتَعْرِفَ مقدارَ المُجاهدةِ والصبرِ ، وما بذلَه نوحٌ عليه السلام فيكون ذلك مُعينًا لنا على تَحَمُّلِ الصبرِ ضدَّ هذه الفتنِ والوقوفِ أمامَها بثباتٍ والتي هي أقلُّ مِن فتنةِ نوحٍ ومُدَّتِه بكثير .
3. بدأَتْ السورةُ بتقريرِ أنَّ الفتنةَ موجودةٌ في حياةِ الناسِ وأنَّها ستكونُ شديدةً ، قال تعالى : أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ، لكنْ انتهتْ السورةُ بآيةٍ جميلةٍ تُثبِتُ أنَّ الفتنةَ سهلةٌ وأنَّ اللهَ سيهدينا ويساعدُنا على اجتيازها ، قال تعالى
: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ .
4. إذًا ما علاقةُ الفتنِ التي ذُكِرَتْ هُنا بسورةِ العنكبوتِ ؟
o الفتنُ متشابكةٌ ومتداخلةٌ كخيوطِ العنكبوتِ كثيرةٌ ومُعَقَّدَةٌ تُغَطِّي تفاصيلَ حياةِ الإنسانِ لكنَّها ضعيفةٌ ، قال تعالى : وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .
o الحَلُّ في مُوَاجهةِ هذه الفتنِ هو الاستعانةُ باللهِ والصبرُ الجميلُ .
تذكيرٍ:
1. لَإِنْ تُصبحُ نادمًا خيرٌ مِن أنْ تُصبحَ مُعْجبًا ؛ فإنَّ المُعْجَبَ لا يصعدُ له عملٌ .
2. أنَّ التزكيةَ قبلَ التعليمِ والتعلُّمِ والتصدُّرِ .
3. أنَّ المدحَ الزائدَ هو خمرةُ النَّفْسِ .
4. أنَّ حُبَّ الظُّهُورِ والحمدَ على ما لمْ تفعلْ قدْ يضربُ أعمالَك الخيريةَ في مَقْتَلٍ .