🔰 آثار الحكمة :

🔰 آثار الحكمة :
فيما يخص قضايا الحكمة ، فإن في روايات أهل البيت (عليهم السلام) وتفاسيرهم إشارات لذلك ، فمثلاً في تفسير قوله تعالى بشأن يحيى عليه السلام حين يقول تعالى : وآتيناه الحكم صبياً قالوا ( عليهم السلام) إن من شؤون وآثار الحكمة هو الزهد في الدنيا .
أو مثلاً في مضمون تفسير قوله تعالى : (ولقد آتينا لقمان الحكمة) فقد ورد في تفسير الصافي : إن بعضاً من آثار حكمة هذا الرجل الحكيم التي تجسدت للعيان هو أنه لم يُرَ مُقهقها يوماً ، ولم يمل قلبه ونفسه إلى المزاح طيلة عمره ، فمن حكمة لقمان (ع) أنه قال لولده : يا بني لا تشرك بالله ، إن الشرك لظلم عظيم ، ثم من نصائحه الحكيمة أيضاً واقصد في مشيك ، واغضض من صوتك ، أي ليكن هادئاً لطيفاً ، وليكن مشيك معتدلاً يحوطه الوقار ، ليس سريعاً بالشكل الذي يمس شخصك ويسيء إلى قدرك ويقلل
إحترامك وليس بطيئاً ، حتى يقال عنك كأنك مريض وعليل .
ثم يستمر بالنصيحة قائلاً كما نقل القرآن المجيد عن لسانه : يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل ، فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله .
فهذه نخبة من المواعظ والنصائح الجامعة النافعة التي يذكرها الله سبحانه في كتابه المجيد عن لسان لقمان فكلها من آثار الحكمة المستخلصة من شخصه الكريم ، وإنه للْحَقِّ قوله تعالى : (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)
إن من الآثار الدالة على الحكمة والتي يمكن لمسها في الحكيم هو الصمت ، فكل من قطع في سبيل الحكمة شوطاً ، ونال منها زاداً أكثر ، كلما كان أكثر صمتاً ، وعلى أية حال فإن القرآن المجيد هو من الحكمة وهي الحكمة التامة البالغة ، ويقول بعض المفسرين إن لفظ الحكمة الوارد في الآية التي نحن بصددها حكمة بالغة فما تغن النذر إنما هي خبر لمبتدأ محذوف
تقديره ( هي ) ، أي أن أصل العبارة {هي حكمة بالغة} ، فكل الأنباء التي وردت في القرآن هي من الحكمة البالغة التامة ، لكن ويا للأسى والأسف .
(فما تُغنِ النذر ) ! :
📚 كتاب حقائق من القرآن
👤 الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب
• 🔰 آثار الحكمة :