Рет қаралды 40,174
من أشهر وأعذب قصائد قيس بن الملوح (645 - 688 م) التي قالها في ليلى العامرية.
توفي قيس، الذي اشتهر بلقب مجنون ليلى عن 43 عاما قضى معظمها هائما في حب ليلى التي رفض أباها تزويجها له عندما كان شابا بسبب فقره، وزوجها لرجل آخر. يقال أن قيسا قضى آخر عمره إلى جانب قبرها ينشد قصائده لها، ويبثها نجواه. وعلى الرغم من أن عميد الأدب العربي طه حسين يشكك في وجود هذه الشخصية أصلا، وينظر إلى هذه المروية كأسطورة من أساطير العرب، وعلى الرغم من أنني أشاركه شخصيا في هذه النظرة، إلا أن ذلك لا ينفي بطبيعة الحال جمالية هذه الأسطورة عموما ولا ينتقص من عذوبة وأهمية القصائد التي وصلتنا، كونها إرث أدبي وثقافي عربي إبداعي ترك أثره في الوجدان العربي وفي قلوب الشعراء والعشاق على حد سواء.
نص القصيدة:
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
وأيّامَ لا نَخشى عَلى اللهوِ ناهِيا
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى
وَلَيتَ الغَضى ماشى الرِكابَ لَيالِيا
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس
خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا
فَما أُشرِفُ الأَبقاعَ إِلّا صَبابَةً
وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
وقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
وجَدنا طِوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا
وعَهدي بِلَيلى وهيَ ذاتُ مُؤَصَّدٍ
تَرُدُّ عَلَينا بِالعشِيِّ المَواشِيا
فشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها
وأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا
إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ
تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا
سَقى اللهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت
بِهِنَّ النَوى حَيثُ احتَلَلنَ المَطالِيا
ولَم يُنسِني لَيلى افتِقارٌ وَلا غِنىً
ولا تَوبَةٌ حَتّى احتَضَنتُ السَوارِيا
ولا نِسوَةٌ صَبّغنَ كَيداءَ جَلعَداً
لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا
خَليلَيَّ لا واللَهِ لا أَملكُ الَّذي
قَضى اللَهُ في لَيلى ولا ما قَضى لِيا
قَضاها لِغَيري وابتَلاني بِحُبِّها
فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا
وخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ
لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا
فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت
فما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا
فلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ
وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اهتَدى لِيا
وماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالهُم
مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا
وقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل
بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا
فيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها
يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
فأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها
فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا
قَضى اللهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا
وَبِالشَوقِ مِنّي وَالغَرامِ قَضى لَيا
وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ يا أُمَّ مالِكٍ
أَشابَ فُوَيدي وَاِستَهانَ فُؤادَيا
أعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ
وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُّ اللَيالِيا
وأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني
أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا
أراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها
بوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
وما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها
وعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا
أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها
أَوَ اشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا
خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى
فَمَن لي بِلَيلى أَو فَمَن ذا لَها بِيا
لَعَمري لَقَد أَبكَيتِني يا حَمامَةَ ال
عَقيقِ وَأَبكَيتِ العُيونَ البَواكِيا
خَليلَيَّ ما أَرجو مِنَ العَيشِ بَعدَما
أَرى حاجَتي تُشرى وَلا تُشتَرى لِيا!
وَتُجرِمُ لَيلى ثُمَّ تَزعُمُ أَنَّني
سَلوتُ وَلا يَخفى عَلى الناسِ ما بِيا
فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَي صَبابَةٍ
أَشَدَّ عَلى رَغمِ الأَعادي تَصافِيا
خَليلانِ لا نَرجو اللِقاءَ وَلا نَرى
خَليلَينِ إِلّا يَرجُوانِ تَلاقِيا
وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ أَن تَعرِض المُنى
بِوَصلِكِ أَو أَن تَعرِضي في المُنى لِيا
يَقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجنونَ عامِرٍ
يَرومُ سُلوّاً قُلتُ أَنّى لِما بِيا
بِيَ اليَأسُ أَو داءُ الهُيامِ أَصابَني
فَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا
إِذا ما اِستَطالَ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ
فشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا
إِذا اكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم تَزَل
بِخَيرٍ وَجَلَّت غَمرَةً عَن فُؤادِيا
فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي
وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا
وَأَنتِ الَّتي ما مِن صَديقٍ وَلا عِداً
يَرى نِضوَ ما أَبقَيتِ إِلّا رَثى لِيا
أَلا لَيتَ شِعري ما لِلَيلى وَمالِيا
وَما لِلصِبا مِن بَعدِ شَيبٍ عَلانِيا
أَلا أَيُّها الواشي بِلَيلى أَلا تَرى
إِلى مَن تَشيها أَو بِمَن جِئتَ واشِيا!!
لئِن ظَعَنَ الأَحبابُ يا أُمَّ مالِكٍ
فَما ظَعَنَ الحُبُّ الَّذي في فُؤادِيا
فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى
فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا
وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها
فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا
على مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ
وإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا
خليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيلى فَقَرِّبا
ليَ النَعشَ وَالأَكفانَ واستَغفِرا لِيا
...........
تم تدقيق النص من عدة مصادر.. ولم يدرج هنا مكتوبا كاملا بسبب محدودية المساحة، لكنه كامل في الفيديو..