يسقط الاسد الرقة الدير الحسكة تهميش 40سنة حزاب البعث اليهودي........تعود سياسية حافظ الأسد القائمة على تهميش أهل الجزيرة السورية وإفقارهم إلى سببين: الأول أنهم عشائر سنية لهم أقرباء في العراق، فرقتهم اتفاقية سايكس/ بيكو، وأن ولاءهم في النهاية كان لصدام حسين، العدو اللدود لحافظ الأسد في ثمانينيات القرن العشرين. أما السبب الثاني فيعود إلى أن أبناء الجزيرة السورية ليس لهم ثِقل يذكر في صفوف قيادات الجيش ومتطوعيه. هكذا كانت المنطقة تحتل أقل المراتب في إحصاءات التعليم والاقتصاد والخدمات، من دون أن ننسى المستوى المرتفع من التنمّر الذي كان يمارسه الموظفون الوافدون على سكان المنطقة، إذ كانت الفكرة السائدة عند طبقة الموظفين المتنفذين في دمشق واللاذقية أن أفضل طريقة لتأمين مستقبل أولادهم هي أن يُنتدبوا سنوات عدة للعمل في محافظتي الرقة أو الحسكة كي يجمعوا كمية من المال الفاسد. ثم إن هامش العمل السياسي، تحت سقف النظام، كان أيضاً أقل من الهامش الممنوح في بقية المناطق السورية. حتى أن النظام، في بداية ثمانينيات القرن المنصرم، استغل هرب بعض المعارضين الجزراويين إلى العراق لكي يفرض على المنطقة سياسات ترهيبية قادها محمد سلمان، محافظ الرقة في حينها، ووزير الإعلام في ما بعد. حتى أن أغلب أعضاء المؤتمر القطري لحزب البعث في 1985 اعتقلوا أكثر من خمس سنوات فقط لأن شِلّتهم كانت ضد "شِلّة" المحافظ المذكور في انتخابات ذلك المؤتمر.