Рет қаралды 91
قناة دينية للأطفال
تفسير سورة الغاشية
١] (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)،[٢] الغاشية: هي أحد أسماء يوم القيامة، وتعني الهلاك والدمار الذي سوف يُحيط بالناس في ذلك اليوم.
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ)،[٣] تبدأ السورة بعرض أحوال الكفار يوم القيامة؛ لأنّ المراد من السورة تخويف الكافر الشقي، وترغيب المؤمن السعيد، أن أصحاب الوجوه الذليلة المتحسّرة الخائفة هم الكفار يوم القيامة.
(عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ)،[٤] ناصبة وتعني الإرهاق والتعب الشديدين للكفار؛ الذين يبذلون الكثير من العمل، والجهد، والوقت بالسعي خلف ملذَّات الدنيا وشهواته، فلن يعود عليهم ذلك بالأجر يوم القيامة.
:[٥] (تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً)،[٦] تعني أنَّ وجوه الكفار يوم القيامة، سوف يتم وضعها في نار شديدة الحرارة؛ ليتم تعذيبهم فيها، بسبب ذنوبهم وكفرهم بالله في حياتهم الدنيا. ( تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ)،[٧] العين هو الينبوع الذي لا يتوقف ماؤه، وآنية: تعني أنَّ ذاك الماء الذي يخرج من الينبوع لا حدود لحرارته العالية جداً
. (لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ)،[٨] الضريع هو الشوك الناشف اليابس، وهو سُمّ مُرّ المذاق، لا يقوى على أكله أحد، وهو طعامهم. ( لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ)،[٩] إنَّ الشوك اليابس لا يمنع من الجوع
:[١٠] (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ)،[١١] وصف حال المؤمنين يوم القيامة، أن مناظرهم حسنة جميلة، تُشع في وجوههم النضارة، والسعادة.
(لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ)،[١٢] تعني أنَّ المؤمنين يوم القيامة سوف يبدو عليهم أثر النعيم، ونظرة الرضا
:[١٣] (لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً )،[١٤] هي الجنة التي وعد الله عباده المؤمنين فيها، أهلها لا ينطقون إلا بالتسبيح، والحمد، وشكر الله على نعيمه المقيم الدائم، وبلوغ هذه الدرجة العالية. (فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ)،[١٥] تصف الجنة ينابيع كثيرة من الماء الصافي، والأشربة اللذيدة التي لم يتذوقها أحد من البشر قبل. (فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ )،[١٦] هذه الآية تعطينا صورة حيّة لأصناف النعيم الذي أعده الله للمؤمنين في الجنة، فالأسّرة مصنوعة من الأقمشة الناعمة والثمينة جداً، سميكة بالحجم، ومرتفعة جداً حتى يرى منها المؤمن حدائق الجنة، والنعيم المُمتدّ. (وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ)،[١٧] تعني الكؤوس التي يُشرب بها من أنهار الخمر؛ الذي لا يُسكر ولا يذهب العقول، يجدها المؤمن مصفوفة، منظمة حول الأنهار كي يشرب منها متى شاء بقدر ما شاء. (وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ)،[١٨]النمارق: هي الوسائد الناعمة التي تشدّ المؤمنين للاقتراب منها؛ لجمالها والاستناد عليها، أوالجلوس فوقها، ففيها من الجمال الكثير والراحة والاسترخاء وفي هذه الآيات دلالة على أن الله على كل شيء قدير. (وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)،[١٩] الزرابي: هو السجاد الثمين الناعم الرقيق، الذي انتشر في مجالس الجنة بكثرة، فيجلب للعين المتعة، والجمال، والفخامة؛ لشدَّة إتقانه وألوانه الزاهية. تفسير الآيات المتعلقة بقدرة الله تعالى قدرة الله التي وسعت كل شيء، وفيما يأتي نذكر بيان الآيات الكريمة:[٢٠] (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)،[٢١] تصف الآية قدرة الله في خلق كلّ شيء من حولنا، وتسخيره لمنفعتنا،والإعجاز في خلق الإبل؛ وتكوينها فهي ذات أعناق طويلة، تساعد الجسم على النهوض، وذات قوائم طويلة؛ لتسهيل السير في الجو الحارِّ والأثقال على ظهورها، وجعل أمعائها قادرة على حفظ الطعام والشراب؛ وهذا يُمكِّنها من السيبر لأوقات طويلة، وفي هذه الآيات بيان لوحدانية الله وقدرته في الخلق. (وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ)،[٢٢] هذه الآية دعوة لكلّ من ينكر وجود الله ووحدانيته، فعليه بالنظر والتأمل في السماء؛ كيف رفعها الله تعالى ثابتةً دون أعمدة، وحفظها من السقوط على الخلق، ثم أنزل منها الماء؛ فأحيت به الأرض، تبارك الله أحسن الخالقين. (وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ)،[٢٣] النصب: هو الرفع مع الرسوخ دون الميل، وهنا وصفٌ لجبال واتزانها، حتى مع ارتفاعها بشكل كبير عن الأرض، وأنَّ الله تعالى قد سخَّرها للإنسان؛ ليسكن فيها، ويتخذ منها حِصناً من الأعداء، وهذا يدلُّ على عظمة الله في خلقه. (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)،[٢٤] سطحت: أي تمّ تسوية الأرض وتمهيدها، وأنَّ الله-تعالى- جعل الأرض مستوية للخلق؛ لتسهيل الحياة ومتطلباتها عليهم، من مشي ونوم واتكاء،هنا دعوة للتفكُّر في هذه الأرض التي تحت أقدامنا، كيف جعلها الله تعالى مناسبة للعيش والتكاثر على ظهرها.[٢٠] تفسير الآيات المتعلقة بوظيفة الرسول في ختام سورة الغاشية تتحدّث عن دور الرسول وهو البلاغ، وسنذكر بيان الآيات فيما يأتي:[٢٥] (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ)،[٢٦] وظيفة الرسول الرئيسية هي تبليغ الناس الدين، وترغيبهم بالجنّة، وترهيبهم من النار. (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ)،[٢٧] الرسول بأنّه لا يستطيع إكراه الناس على الإيمان بالله، ولن يقدر على إجبار الناس، وجعل الإيمان في قلوبهم. (إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ)،[٢٨] التَّولِّي: هو الإعراض والمكابرة عن الحقّ، هذا الكافر الذي كفر بلسانه، وبقلبه، وأعرض عن الإيمان؛ بأنَّه سوف يدخل نار جهنم لظلم لنفسه واستكباره. (فَيُعَذِّبُهُ اللَّـهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ)،[٢٩] العذاب الأكبر: هو عذاب نار جهنم، وهو عاقبة الكفار المعرضين عن الحقّ والإيمان بالله -تعالى-، وأن مصيرهم سيكون في نار جهنم. (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ)،[٣٠] الإياب: هو الرجوع والعودة، تتحدَّث الآية عن تهديد الله ووعيده، بأنَّ رجوع الكفار سيكون إليه؛ ليحصدوا شرَّ أعمالهم في النهاية. (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم)،[٣١] خُتمت سورة الغاشية بآية تُبيّن بأن الحساب سيقع لا محالة، فمن عمل خيراً سيُجزى به، ومن عمل شراً فلا يلومن إلا نفسه، فقد كان لديه القدرة على الاختيار ولكنّه أساء الاختيار، وهنا دعوة للإنسان بأن يُحسن عمله، ويطيع ربَّه قبل أن يأتي يوم الحساب ويقع على الظالمين العقاب.