العنوان والصّورة والفيديو ، أعادوني إلى ماقبل العام التاسع بعد الألفين ، لم أستطع نسيان الأحاسيس في هكذا معارِض ، كالذي كان يُقَام في المكتبة الوطنية في ساحة الأمويين ، و في المعارِض الدّائمة بشكلها البسيط على سياج حديقة التّكية جانب المتحف الحربي أو مقابلها على الرّصيف ، فكنتُ كلما أَمُرُّ من هناك ، أقف واتمعَّن في العناوين والقياسات والألوان ، كانَ سلوك قهري لم أستطع التّحرر منه . مشهَد المؤلفات على الرّفوف وأسماء دور النّشر والأضواء مساءاً في معرض الكتاب في الشَّام ، كانت كلُّها ساحرة وباعثة على السّعادة ، وحتَّى زيارة هكذا أمكنة مازالت ملازمة لي ، فأحياناً أزور المكتبات التي بحجم بعضها شبيهة بهذا المعرض . في كثير من الأحيان لا أفقه معاني العناوين ، ولا أشتري كتاباً ، فقط أشاهد وأستمتع بمكونات هكذا أمكنة من ورق وألوان وأسماء دور النّشر . ولكن جميل جداً أن أرى تلك المشاهد خارج حدود المكان الذي أعتدتُ أن أراها فيه ، كمية السّرور التي كانت تغمرني، عادت الآن على الرّغم من عدم ملامستي للأوراق وأخشاب الرّفوف .