توفيق الحكيم - أرني الله - قراءة دكتور ياسر الباشا

  Рет қаралды 2,200

Yasser ElBasha

4 ай бұрын

توفيق الحكيم (9 أكتوبر 1898 - 26 يوليو 1987)، كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، كانت للطريقة التي استقبل بها الشارع الأدبي العربي إنتاجاته الفنية، بين اعتباره نجاحًا عظيمًا تارة وإخفاقا كبيرا تارة أخرى، الأثر الأعظم على تبلور خصوصية تأثير أدب توفيق الحكيم وفكره على أجيال متعاقبة من الأدباء، وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثًا هامًا في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بدايةً لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني. بالرغم من الإنتاج الغزير لتوفيق الحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ فيكتشف القارئ من خلاله عالمًا من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي.
مزج توفيق الحكيم بين الرمزية والواقعية علي نحو فريد يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض. وأصبح هذا الاتجاه هو الذي يكون مسرحيات الحكيم بذلك المزاج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به. ويتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض؛ ففي أسطورة إيزيس التي استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي تنتظر من يوحدها ويجمع أبناءها علي هدف واحد. و (عودة الروح) هي الشرارة التي أوقدتها الثورة المصرية، وهو في هذه القصة يعمد إلي دمج تاريخ حياته في الطفولة والصبا بتاريخ مصر، فيجمع بين الواقعية والرمزية معا على نحو جديد، وتتجلي مقدرة الحكيم الفنية في قدرته الفائقة على الإبداع وابتكار الشخصيات وتوظيف الأسطورة والتاريخ على نحو يتميز بالبراعة والإتقان، ويكشف عن مهارة تمرس وحسن اختيار للقالب الفني الذي يصب فيه إبداعه، سواء في القصة أو المسرحية، بالإضافة إلي تنوع مستويات الحوار لديه بما يناسب كل شخصية من شخصياته، ويتفق مع مستواها الفكري والاجتماعي؛ وهو ما يشهد بتمكنه ووعيه. ويمتاز أسلوب توفيق الحكيم بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات والقدرة الفائقة علي التصوير؛ فهو يصف في جمل قليلة ما قد لا يبلغه غيره في صفحات طوال، سواء كان ذلك في رواياته أو مسرحياته. ويعتني الحكيم عناية فائقة بدقة تصوير المشاهد وحيوية تجسيد الحركة ووصف الجوانب الشعورية والانفعالات النفسية بعمق وإيحاء شديدين.
مرت كتابات الحكيم بثلاث مراحل حتى بلغ مرحلة النضج، وهي:
المرحلة الأولى
وهي التي شهدت الفترة الأولى من تجربته في الكتابة، وكانت عباراته فيها لا تزال قليلة، واتسمت بشيء من الاضطراب حتى إنها لتبدو أحيانا مهلهلة فضفاضة إلى حد كبير، ومن ثم فقد لجأ فيها إلى اقتباس كثير من التعبيرات السائرة لأداء المعاني التي تجول في ذهنه، وهو ما جعل أسلوبه يشوبه القصور وعدم النضج. وفي هذه المرحلة كتب مسرحية أهل الكهف، وقصة عصفور من الشرق، وعودة الروح.
المرحلة الثانية
حاول في هذه المرحلة العمل على مطاوعة الألفاظ للمعاني، وإيجاد التطابق بين المعاني في عالمها الذهني المجرد والألفاظ التي تعبر عنها من اللغة. ويلاحظ عليها أنها تمت بشيء من التدرج، وسارت متنامية نحو التمكن من الأداة اللغوية والإمساك بناصية التعبير الجيد. وهذه المرحلة تمثلها مسرحيات شهرزاد، والخروج من الجنة، ورصاصة في القلب، والزمار.
المرحلة الثالثة
هي مرحلة تطور الكتابة الفنية عند الحكيم والتي عكست قدرته على صياغة الأفكار والمعاني بصورة جيدة. وخلال تلك المرحلة ظهرت العديد من مسرحياته مثل سر المنتحرة، نهر الجنون، وبراكسا، وسلطان الظلام.
وقد اخترنا له اليوم قصته القصيرة (أرني الله) وهي منشورة عام ١٩٥٣ ضمن كتاب يحمل الاسم ذاته.
وأخيرا أرجو أن أكون قد وفقت في قراءة النص.
دكتور ياسر الباشا

Пікірлер: 6
@عبدالرحمنرضا-ث7ص
@عبدالرحمنرضا-ث7ص 4 ай бұрын
الأديب الدكتور العظيم و الاستاذ المجيد: ياسر الباشا إلقاء جميل و أسلوب رائع...مع سلامة نطق ومخارج...ويزيد على ذلك كله أن آتاه الله بسطة في العلم...أكرم به من أديب عظيم... ومن شاعر بليغ...جُزِيت خيرا...وجُنِّبت شرًّا نفخر بك أن تكون من أم الدُّنيا .❤❤❤❤
@hafezabdelazeez3181
@hafezabdelazeez3181 4 ай бұрын
ماشاء الله . دكتورنا الحبيب.نفع الله بكم البلاد والعباد.❤
@محمدصالح-غ3ب4ظ
@محمدصالح-غ3ب4ظ 4 ай бұрын
ماشاء الله تبارك الله
@monzeraboushaar8618
@monzeraboushaar8618 4 ай бұрын
لكم يغنى النص بصحبة إجادة قراءة (الواعية)، بصحبة سلامة (الضبط)، فيزداد جمالاً فوق جمال. أنا معك، أتابعك
@hafezabdelazeez3181
@hafezabdelazeez3181 4 ай бұрын
يا رب يسر لنا شرح الشاطبية شرحا مبسطا نافعا يا رب .
@mohamedawad2551
@mohamedawad2551 4 ай бұрын
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما شاء الله الالقاء جميل لكن الفكرة المطروحة للأسف غير صحيحة ولكنها من شطحات الفكر الصوفي . إذ يدعي الكاتب أن نصف ذرة من محبة الله تكفي لتحطيم تركيبنا الآدمي واتلاف جهازنا العقلي وهو كلام مردود عليه بالواقع حيث لا يوجد على وجه الأرض من أحب الله مثل رسول الله حيث ملأ حب الله قلبه وفاض على كل جوانحه وما وجدنا عند رسول الله مثل هذا الهوس والشطح الذي يدعيه الصوفية بل كان صلى الله عليه وسلم أعقل الناس وأحلم الناس وأكيس الناس . وقد يدعي البعض أن هذا كان لرسول الله خاصة ولكنا رأينا في السير كيف أن أصحاب رسول الله كانوا أشد الناس حبا لله وخاصة أبو بكر الصديق الذي كان أفضل الأمة بعد رسول الله وما وجدنا عندهم مثل هذا الحال المذكور في الفيديو. مما يدلكم يا كرام أن هذا محض شطح من شطحات الصوفية التي لا أصل لها في ديننا .