قولك الشعراء المعاصرون هواة؟ أسألك هل كان امرؤ القيس غير ذلك؟ هذا ملك ابن ملك مشغول بالحرب وتجميع الجيوش والتحالفات الدولية للانتقام لمقتل أبيه، فلم يكن يوماً ما متفرغاً للشعر، وبعض استنباطاتك لتمنحه رتبة (اوتي جوامع الكلم) في (وصرنا إلى الحسنى) و (فأصبحت معشوقا) (نشيم بروق المزن) ومثلها في محاضرة أخرى (قفا نبك) إنما هو ظن منك فتحمّل الكلمات خيالات صحيحة متفقة مع المعنى لكن الحقيقة ان هذه الخيالات يمكن تحميلها لكلام كل من نعظّم، فنجعل لابتسامة السلطان أو حتى نبرة صوته معاني عظيمة بلْه كلمة يقولها لأحدنا فتصبح نبراساً يستضيء به ويعلمه لأحفاده، ويعلق صورته وهو يصافحه، ليشرح من بعد لأحفاده التفاصيل الدقيقة بها ويستنبط لهم من طريقة السلطان في قبضة اليد أثناء المصافحة سحراً آسرا. النماذج التي سقت من شعر امريء القيس ليست جوامع كلم وإنما تعبيرات قابلة للشرح بكلام أطول وهي تعبيرات جميلة بلا شك لكنها لا تستغني عن سياقاتها، بخلاف تعبيرات لغيره يمكن فكها من السياق نحو (طويل النجاد) واستخدامها حتى في الكلام العادي، لكنها تبقى محدودة الوظيفة. أما جوامع الكلم فأعظم من ذلك، ولا يصح إلا على القرآن الكريم وأحاديث نبوية كلمات موجزة واسعة التطبيق، قواعد وأسس، بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. ولكم في القصاص حياة. إنما الأعمال بالنيات. البينة على من ادعى. اتقوا النار ولو بشق تمرة. المسلم على المسلم حرام. امرؤ القيس شاعر فحل لكننا لا نستطيع الجزم بأنه غير مقلّد لمن سبقه، فالمعرفة بناء تراكمي متوارث، وله الفضل في صور وتراكيب ننسج عليها لكن فضله فيها على من بعده هو فضل السابق على اللاحق، كفضل ديك الجن على المتنبي، وفضل شوقي علينا. نحبك ونتعلم منك، وملاحظتي عليك ههنا انك كدت أن تبعث من الضلّيل نبيا تحشِّي إنجيله الذي أدمنت ترتيله بما في مخيلتك (يا صاحب "أتدبر" وصدق عبدالقدوس في نصحه لك يا مجنون امرئ القيس)😅. أحبب حبيبك هوناً ما، ولك في تحية الإسلام ما يغنيك عن تحية الجاهلية🙃، بارك الله فيك ورضي عنك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن يبلغ أحد مبلغ الأولين في النثر بله الشعر قولاً أو فهماً حتى يكون كلامه في أدنى شأنه مثل كلامهم، فلا تطاولوا الشعاف بالأبصار. ومن قصر الشعر على واحد جئناه بشعراء يأتون بالشعر كأنه مس ساحر. اقرؤوا إن شئتم قول جرير: مباشيم عن غب الخزير كأنما تصوت في أعفاجهن الضفادع وقول النابغة: أفد الترحل غير أن ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد وقوله: كالأقحوان غداة غب سمائه جفت أعاليه وأسفله ند