Рет қаралды 1,263
عقد الرئيسان عون وماكرون مؤتمرا صحافيا تحدث في بدايته الرئيس عون فقال: "السيد الرئيس، السيدات والسادة في الوفد المرافق،
شهيرة مقولة الجنرال ديغول: "أن في عمق كل فرنسي، شيئا من لبنان". ونحن في المقابل نقول، إن في قلب كل لبناني، وفي عقله ووجدانه ولغته اليومية وتاريخه الحي وثقافته المبدعة الكثير الكثير من فرنسا، فها هو وادي لامارتين جارنا هنا، وها هو ترابه الذي احتضن شقيقته جولي، وها هي دراسات إرنست رينان، التي حفظت تراثنا وتاريخ بلاد الأرز، وقبلهما بقرون، وبعدهما أيضا، كنا معا وبقينا معا، نتبادل أنوار الحرية والحداثة، من أجل خير إنساننا وخير العالم، ولم يبخل لبنان، ولم يجحد ولم يتكاسل، فرد جميل فرنسا بكل ما هو جميل، من "مهاجر" جورج شحادة إلى "صخرة" أمين معلوف، ومن أنامل غبريال يارد وأوتار ميكا إلى ترومبيت معلوف آخر هو إبراهيم، وما بين هؤلاء من نتاج الكبار أدببا وفنيا وعلميا وفي كل مجال: أندريه شديد وصلاح ستيتيه، فينوس خوري ورينيه حبشي وجو مايلا، والعشرات الذين أغنوا إنساننا والثقافة ".
أضاف: "ما بين بلدينا وشعبينا، يشبه هذا البحر الذي بيننا، مد وجزر جمعانا، "من يوم اللي تكون يا وطني الموج"، كما تغني سيدتنا فيروز،
فيروز التي قمتم بزيارتها عزيزي إيمانوييل، يوم كان لبنان يتألم، وتعودون اليوم لزيارتنا، ولبنان يأمل ويحلم، فعلى مدى الأعوام الأخيرة، دفع شعبي الكثير، من دمائه ومن حجره، من أبنائه ومن ثرواتهم، لكننا فعلا - لا شعرا - شعب الفينيق، وها نحن قد انبعثنا أحياء، لأننا أبناء الحياة وأبناء الرجاء وأبناء القيامة، ولأن فينا شيئا لا ينتهي ولا يفنى، هو خصوصية حياتنا، وقدرتنا الفريدة على اختراع الفرح المستدام".
وتابع: "السيد الرئيس، تأتون اليوم لتهنئتنا، وأنتم تدركون أن التهنئة هي للبنان، ولكل لبناني، للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنهم وأرضهم،
للذين عادوا إلى بيوتهم المدمرة أمس، وهم يبتسمون للغد، وللذين رحلوا وعيونهم علينا، أو سافروا، وأيديهم على حقيبة العودة، ينتظرون وننتظرهم".
وأردف: "قد يطول الكلام عما يحتاج إليه وطننا الآن، في السياسة والاقتصاد والأمن وشتى المجالات، لكنني اليوم، باسم شعبي، وباسمي شخصيا، أتمنى منكم السيد الرئيس أمرا واحدا فقط، أن تشهدوا للعالم كله، بأن ثقة اللبنانيين ببلدهم ودولتهم قد عادت، وأن ثقة العالم بلبنان يجب أن تعود كاملة، لأن لبنان الحقيقي الأصيل قد عاد. أما الباقي كله، فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم، قادرون عليه".
وختم: "السيد الرئيس، يقول الكاتب الفرنسي جان جينيه(Genet)، قوله مرة عنا، "إن لبنان بلد نتعلم فيه كيف نعيش، وخصوصا كيف نموت.
واليوم أقول لكم، لقد أنجزنا القسم الثاني من هذا التعليم، نهائيا وإلى غير رجعة، ومن الآن فصاعدا، نحن طلاب الحياة لا موت فيها، السيد الرئيس، أهلا بكم وبصحبكم في بيروت الحية أبدا".
الرئيس ماكرون
بعد ذلك تحدث الرئيس ماكرون فقال: "السيد الرئيس، أيها العزيز جوزف، شكرا جزيلا على استقبالكم لنا هنا في قصر بعبدا، وشكرا لكلماتكم تجاه فرنسا. انا سعيد لأكون هنا مجددا. وهي فرحة كبرى تخالجني مع الكثير من التأثر، بعد اربع سنوات على زيارتي الأخيرة للبنان، إثر الإنفجار المأساوي الذي طاول مرفأ بيروت. اربع سنوات ما توقفت عن مساندة لبنان في الساعات الصعبة. أربع سنوات لا يمكن نسيانها. وللتو عشت لحظات قوية حيث كنت وسط اللبنانيات واللبنانيين الذين ينادون بالعدالة ويبكون جرحاهم ومن فقدوهم. لقد لمست الآن قوة هذه الرسالة وهذا اللبنان الذي يستمر، والذي تجسدون الأمل فيه".
اضاف: "فخامة الرئيس، إن انتخابكم لسدة رئاسة الجمهورية في 9 كانون الثاني، بأكثرية أصوات النواب في المجلس النيابي، أنهى قرابة سنتين من الشغور الرئاسي. كذلك، فإنه من خلال تكليف رئيس جديد للحكومة السيد نواف سلام، بأغلبية واسعة، تم التأكيد على رغبة التغيير، فوضع لبنان على سكة النهوض. ومن ذاك التاريخ الموافق 9 كانون الثاني، وفي قلب الشتاء، ظهر الربيع من جديد. وأنتم تشكلون هذا الأمل، والرئيس المكلف يجسده أيضا. من هنا، فخامة الرئيس، فإن فرنسا التي كانت الى جانب لبنان الحبيب في الظروف الصعبة، ملتزمة بالبقاء الى جانب اللبنانيات واللبنانيين، لكي تساعدكم في النجاح على الطريق الذي تسيرون. إن ما تجسدونه ضروري، كونه طريقا جديدا وعهدا جديدا".
وتابع: "أنا اعرف مدى إصراركم، وأعرف أنكم لن تتركوا هذا الأمل الذي يبزغ، يضيع في الرمال المتحركة للتسويات. وكما قلتم في خطابكم امام المجلس النيابي، هذه هي ساعة الحقيقة: ساعة مرحلة جديدة، ساعة تغيير في التصرف السياسي وفي العودة الى فكرة الدولة لمصلحة الجميع. إن فرنسا والمجتمع الدولي بأسره، الذي سأواصل تحريكه كما فعلت دائما لوحدي أحيانا، خلال السنوات المنصرمة، في موقف الداعم لكم. هي أيام قليلة في آب من العام 2020 وكنت الى جانبكم، عملت على إحياء موجة تضامن دولي لمساعدتكم على إعادة الإعمار. وكنت اليوم شاهدا على العمل الإستثنائي الذي قام به العديد من المنظمات غير الحكومية، والعديد من اللبنانيين واللبنانيات الذين اعادوا الإعمار وقاوموا".
وقال: "كما قمنا بتحريك المجتمع الدولي في الأشهر المنصرمة، لا سيما عندما عادت الحرب مجددا الى بلادكم، وتعرضتم الى الغارات الرهيبة الخريف المنصرم وبداية الشتاء. وقمنا بتأمين المساعدات الإنسانية وبدعم القوى المسلحة اللبنانية. نعم، في هذه اللحظة التي نعيشها، نحن ندعمكم، وندعم اولا اهدافكم القائمة على تحقيق سيادة لبنان وقيام دولة تفرض سيادتها على كامل أراضيها. هذا باعتقادي الهدف الأول الذين تعملون له، وهو ضروري للغاية، إذ أنه يشكل الشرط لحماية لبنان من التدخلات والاعتداءات المختلفة، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولات كبرى. كما يشكل الشرط المطلوب لتثبيت إتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل".
اضاف: "نحن نعلم، وفق ما عملنا عليه مع الرئيس الأميركي جو بايدن في 26 تشرين الثاني المنصرم، ان وقف إطلاق النار هذا قد وضع حدا لسلسلة جولات من العنف احدثت آلاما جمّة.