ثورة كازاخستان هي النموذج المتوقع للثورات لبلدان كثيرة على مستوى العالم ومن ضمنها بلادنا العربية ، فظروف الثورة هي حكومة فاسدة وتفاوت كبير بين الأغنياء والفقراء وضغط دائم على ظروف الفقراء المعيشية ودولة عميقة تحكم بقيادة الحكام السابقين كنور سلطان في كازاخستان وواجهة سلطة لا تستجيب للشعب الا بالفتات كسلطة قاسم ، وطبعا محاولة زرع هوس اللهو بما يسمى الفن والدعارة وانهم فكر وبالنسبة للمتدينين خطب الصبر التي مؤداها الاستكانة والخنوع للذل وليس الصبر بالمفهوم الاسلامي اطلاقا ، ولكون الطغاة لا يتعلمون لان الله جعل الظلام رؤيتهم بظلمهم فهم لا يسعون لحل حقيقي ، فهذه الثورة كانت شرارة إنهيار الاتحاد السوفيتي فقد بدأت من كازاخستان وليس من روسيا ، ثم ازدادت عنفا لتزيل بعد عشرات السنين في ٢٠١٩ الرئيس نور سلطان وقد كان رئيسا اعلاميا بامتياز ، فقد كان يقدم نفسه انه باني كازاخستان الحديثة ، واصبروا وسترون التقدم ، والاجيال القادمة ستعيش في النعيم ..الخ هذه الاسطوانة التي تطبق في بلادنا ، واستمر حكمه عقب سقوط الاتحاد السوفيتي لمدة ثلاثين سنة ولم ير الشعب الا الفساد والفقر ، والمجتمع الكازاخي مجتمع قبلي والثورة بدات من المناطق الافقر وهي القرى فتم تجاهلها لعدة ايام حتى وصلت العاصمة القديمة الماتيا مثل القاهرة القديمة حاليا وشبه اسقطتها ليس لضعف الجيش والشرطة اللذان يعتبران الاقوى في الإتحاد السوفيتي السابق كونهم حرس النووي ساعتها ولكن لكون قضية الثائرين حقيقية وعناصر الجيش والشرطة مقتنعين بذلك ، وللعلم الشعب الكازاخي شعب ودود غالبه ومتسامح والمسلمون به غالبهم صوفية على المذهب الحنفي اي انه بطبيعته بعيد عن الثورات ، الا انه رغم ان موارد الدولة كبيرة منع فساد المسؤولين الشعب من اي حقوق ، او بالمختصر كحالنا في مصر ، ونقطة ضعف ثورات كازاخستان هو عدم وجود قيادة تترجم الحركة لمكاسب سياسية ، ويمنع ركوب الحركات الماسونية لها كحال السيسي في مصر وحمدوك في السودان وقيس سعيد في تونس وغيرهم ، فالثورة لغة هي تدمير الثور للمكان المحيط تنفيسا لغضبه ، فان لم يكن هناك قائد يستفيد من تدمير الثور لبيوت الظلمة ، انتهى امر الثورة بذبح الثور ، وبالطبع ستظهر ثورات اخرى في كل بلادنا لكن الاسلام يخبرنا ان لكل عمل شروط لقيامه واركان يقوم بها وهذا ما لا يفعله المنادون بالثورات ، كما ان الثورات بنتائجها وليس بسلميتها كما يحصرها بعض الحالمين ....