Рет қаралды 64,208
قال تعالى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}،
هذه اﻵية خبرية فيها خبر عن أشياء متعلقة بالحياة الدنيا وليس فيها غيبيات، بدأت ب {زين للناس حب الشهوات} والناس كل سكان اﻷرض، وانتهت ب {ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب} فقوله {متاع الحياة الدنيا} تعني أنه يتكلم عن أشياء غير عاقلة، كقوله تعالى {لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}.
لنبحث عن (صدق الله العظيم) في هذا الخبر، ابتداءً من طوكيو مروراً بالكرة اﻷرضية إلى لوس انجلوس.
فقد بدأ بقوله {حب الشهوات}، والفرق بين الشهوة والغريزة، أن الغريزة رغبة غير واعية مثل غريزة البقاء والطعام والشراب والجنس، والغرائز مشتركة بين الإنسان والحيوان،
أما الشهوة فهي عبارة عن رغبة واعية إضافة للغريزة، فالطعام ﻹملاء المعدة غريزة، أما الشواء والكفتة والسلطة وكل أنواع الطبخ في العالم هي معرفة إنسانية أضيفت إلى الغرائز،
فمثلاً أقول أنا أشتهي الكباب. ﻻحظوا الفرق بين طعام الإنسان وطعام الحيوان، فالنمر عنده غريزة أكل اللحم، والإنسان عنده شهوة أكل اللحم، والشراب بكل أنواعه الموجودة في العالم، وكذلك الجنس حيث ابتكر الإنسان العطور وأدوات التجميل والملابس الداخلية الرجالية والنسائية،
أما غريزة البقاء فهي وراء الجيوش واﻷسلحة وصناعة اﻷدوية واﻷدوات الطبية، أي أن الشهوات الإنسانية تقوم عليها كل صناعات الدنيا، و الله تعالى عندما وصف الجنة قال {ما يشتهون} ليدل أنها رغبات واعية مثل {وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ} و{وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ}.
نبدأ بالشهوة اﻷولى :
1- النساء: جاءت من فعل (نسئ) وهو التأخير، و أيضاً هي جمع امرأة، وجمع ما استجد من اﻷشياء (جاء متأخراً عما قبله)، فهنا النساء كل ما استجد من اﻷشياء، فالسيارة موديل 2014 نسأت عن السيارة موديل 2013، وقس على ذلك في الطعام واللباس والفرش والهواتف واﻵليات والدواء وكل ما يخطر على بالك، لذا قال {الناس}، ﻷن كل أهل اﻷرض ذكوراً وإناثاً يحبون ما استجد من اﻷشياء منذ أن وجد الإنسان إلى قيام الساعة، وبدأ هذا بالظهور أكثر بعد التقدم التكنولوجي، وهي مكاسب لكم فاستعملوها كيف شئتم واتقوا الله في استعمالها فقط ، لقوله تعالى {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ}، وهذه اﻵية زمانية مكانية وﻻعلاقة لها بالجنس من قريب أو بعيد، والميم في {نساؤكم} هي ميم الجماعة للذكور واﻹناث، والحرث هو الغلة الزراعية وليس اﻷرض، لقوله { إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ} والمكاسب تكون بكل شيء لذا قال {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ}،وهنا {قدموا ﻷنفسكم} شرحت في آية أخرى هي {وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
وفي سورة النور {أو نسائهن} أي ما تأخر عن المحارم المذكورين للمرأة، وحتى في الأسطورة التي تقول أن حواء خلقت من ضلع آدم ذلك يعني أنه خلق قبلها وهي بعده أي تأخرت عنه في الخلق، وثبت علمياً أن التكاثر الذاتي سبق انفصال اﻷنوثة ﻷن الذكر عنده كروموزومات XY اﻷنثوية والذكرية، بينما اﻷنثى فكانت متأخرة عنه ﻷن عندها كروموزومات X فقط، والحيوان المنوي يحدد جنس المولود، وفي آية القوامة جاءت {النساء} بمعنى الذكور واﻹناث معاً ومعناها أن النساء {ذكوراً وإناثاً) يأتون بعد الرجال (ذكوراً وإناثاً) في القوامة (الكفاءة أو النفقة)، فمثلاً أنجيلا ميركل مستشارة المانيا تصنف في الكفاءة السياسية مع الرجال وليس مع النساء.
..................................................................الدكتور محمد شحرور رحمه الله .