صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً طيباً مباركاً فيه إلى يوم الدين. آمين يارب العالمين 🤲
@WeD-z3rКүн бұрын
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
@abugibreal2 күн бұрын
إتيان المرأة من دبرها جائز بعدم وجود العله فكما ان اتيان المرأة في فرجها محرم او منهي عنه عند الحيض لان في ذلك اذى للرجل و يمكن المرأة بسبب نفسيتها فبهذه العله صار منهي عنه ومع ذلك احيانا الرجل يستخدم واقي ذكري و يجامع زوجته لكي لا يتأذى و برضاها فالعلة هنا الاذى فإن زالت العلة جاز له و كراهة إتيان المرأة في دبرها علته تشبه الحيض فإذا زالت العلة جاز و تزول العلة في النظافة للدبر و عدم الخلط بين الثقبين (يجامع بمكان واحد) و اما القذف فلا يقذف في دبرها لان ذلك ليس مكان الحرث ولو كان محرم واضح التحريم لكان شيء مبغوض فطرةً ولكن النساء تستمتع به كثيراً مع الرجال
أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد. من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس. قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى: "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة." [أصول اعتقاد أهل السنة (135)] و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!! فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة. جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه. انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم." وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19] وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132] فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام". وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال: "الأنبياء دينهم واحد." فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب. وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري] فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي: ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم. ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا. قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157] و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160] و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى. قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67] أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره. قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85] فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم. ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67] فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم." وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا. ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84] فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام). وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52] و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام). وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123] و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام). فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار." رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر: ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر: ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار. ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى. ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده. ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه. ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ. ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق. ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين). ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر. ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ. ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين. ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع. ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة. ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس. ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية. ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد. ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات. ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر. ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر: ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف. ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع. ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء. ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله. ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر. ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها. ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس. ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين. ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء. ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين. ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء. ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء. ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة. ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب. ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة. ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية. ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر. ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين.. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@أبوسلمانالفارسي-ك8و2 күн бұрын
إن ابن عمر عرض المصحف يوما وأنا عنده، حتى بلغ (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) قال: يا نافع هل تعلم ما أمر هذه الآية؟ إنا كنا معشر قريش نجيىء النساء، فلما دخلنا المدينة ونكحنا نساء الأنصار أردنا منهم مثل ما كنا نريد من نسائنا، فإذا هن قد كرهن ذلك وأعظمنه، وكانت نساء الأنصار إنما يؤتين على جنوبهن، فأنزل الله عز وجل: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) فهذا هو الثابت عن ابن عمر ولم يفهم عنه من نقل عنه غير ذلك.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر: ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر: ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار. ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى. ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده. ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه. ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ. ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق. ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين). ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر. ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ. ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين. ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع. ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة. ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس. ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية. ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد. ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات. ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر. ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر: ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف. ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع. ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء. ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله. ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر. ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها. ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس. ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين. ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء. ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين. ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء. ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء. ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة. ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب. ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة. ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية. ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر. ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين.. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار." رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد. من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس. قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى: "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة." [أصول اعتقاد أهل السنة (135)] و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!! فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة. جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه. انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر: ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر: ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار. ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى. ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده. ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه. ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ. ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق. ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين). ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر. ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ. ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين. ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع. ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة. ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس. ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية. ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد. ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات. ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر. ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر: ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف. ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع. ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء. ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله. ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر. ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها. ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس. ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين. ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء. ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين. ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء. ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء. ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة. ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب. ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة. ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية. ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر. ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين.. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار." رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم." وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19] وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132] فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام". وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال: "الأنبياء دينهم واحد." فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب. وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري] فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي: ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم. ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا. قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157] و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160] و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى. قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67] أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره. قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85] فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم. ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67] فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم." وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا. ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84] فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام). وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52] و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام). وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123] و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام). فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد. من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس. قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى: "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة." [أصول اعتقاد أهل السنة (135)] و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!! فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة. جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه. انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@yehiazakarea97162 күн бұрын
نفتقد صوتك يا شيخنا الجليل
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
بعض المقاطع بالصوت وبعضها صامتة عمدا ليركز القارئ في الكتابة.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
حفظكم الله ورعاكم، أخانا الحبيب.
@passionate29173 күн бұрын
ونعم بالله. حمدناك وشكرناك يا سيدي ربي.
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر: ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر: ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار. ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى. ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده. ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه. ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ. ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق. ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين). ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر. ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ. ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين. ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع. ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة. ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس. ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية. ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد. ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات. ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر. ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر: ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف. ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع. ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء. ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله. ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر. ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها. ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس. ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين. ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء. ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين. ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء. ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء. ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة. ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب. ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة. ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية. ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر. ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين.. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار." رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم." وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19] وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132] فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام". وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال: "الأنبياء دينهم واحد." فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب. وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري] فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي: ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم. ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا. قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157] و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160] و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى. قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67] أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره. قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85] فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم. ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67] فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم." وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا. ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84] فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام). وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52] و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام). وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123] و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام). فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد. من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس. قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى: "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة." [أصول اعتقاد أهل السنة (135)] و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!! فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة. جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه. انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@yehiazakarea97163 күн бұрын
صدقت يا اخي الحبيب
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
جعلنا الله وإياكم من الصادقين، أخي الحبيب.
@dikratetoania9993 күн бұрын
الحمد لله
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@AdamFatih-v8r3 күн бұрын
اللهم لك الحمد والشكر حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@FatimaHasnaoui-c5x3 күн бұрын
ااحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى
@IbnSalamaAlAthari2 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@ٱظلالالغرباء4 күн бұрын
ونعم السلف النبي محمد رسول الله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه وأتباعه الطيبين الطاهرين الكرام أجمعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجه ودربه إلى يوم الدين تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه🕋🇸🇦🕌🌴📚🍃🤲
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد. من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس. قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى: "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة." [أصول اعتقاد أهل السنة (135)] و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!! فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة. جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه. انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم." وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19] وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132] فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام". وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال: "الأنبياء دينهم واحد." فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب. وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري] فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي: ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم. ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا. قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157] و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160] و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى. قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67] أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره. قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85] فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم. ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67] فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم." وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا. ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84] فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام). وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52] و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام). وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123] و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام). فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار." رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari3 күн бұрын
الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار." رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari4 күн бұрын
الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر: ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر: ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار. ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى. ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده. ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه. ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ. ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق. ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين). ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر. ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ. ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين. ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع. ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة. ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس. ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية. ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد. ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات. ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر. ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر: ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف. ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع. ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء. ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله. ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر. ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها. ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس. ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين. ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء. ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين. ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء. ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء. ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة. ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب. ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة. ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية. ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر. ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين.. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari4 күн бұрын
الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار." رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari4 күн бұрын
إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم." وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19] وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132] فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام". وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال: "الأنبياء دينهم واحد." فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب. وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري] فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي: ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم. ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا. قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157] و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160] و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى. قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67] أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره. قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85] فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم. ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67] فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم." وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا. ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84] فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام). وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52] و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام). وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123] و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام). فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari4 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@IbnSalamaAlAthari4 күн бұрын
أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد. من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس. قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى: "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة." [أصول اعتقاد أهل السنة (135)] و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!! فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة. جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه. انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد. من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس. قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى: "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة." [أصول اعتقاد أهل السنة (135)] و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!! فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة. جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه. انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari4 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@IbnSalamaAlAthari4 күн бұрын
إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم." وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19] وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132] فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام". وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال: "الأنبياء دينهم واحد." فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب. وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري] فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي: ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم. ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا. قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157] و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160] و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى. قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67] أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره. قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85] فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم. ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67] فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم." وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا. ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84] فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام). وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52] و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام). وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123] و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام). فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari4 күн бұрын
الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار." رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari4 күн бұрын
الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر: ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر: ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار. ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى. ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده. ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه. ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ. ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق. ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين). ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر. ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ. ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين. ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع. ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة. ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس. ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية. ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد. ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات. ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر. ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر: ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف. ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع. ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء. ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله. ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر. ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها. ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس. ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين. ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء. ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين. ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء. ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء. ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة. ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب. ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة. ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية. ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر. ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين.. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari5 күн бұрын
الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر: ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر: ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار. ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى. ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده. ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه. ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ. ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق. ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين). ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر. ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ. ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين. ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع. ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة. ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس. ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية. ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد. ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات. ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر. ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر: ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف. ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع. ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء. ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله. ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر. ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها. ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس. ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين. ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء. ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين. ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء. ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء. ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة. ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب. ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة. ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية. ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر. ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين.. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari5 күн бұрын
الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار." رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari5 күн бұрын
إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم." وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19] وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132] فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام". وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال: "الأنبياء دينهم واحد." فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب. وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري] فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي: ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم. ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا. قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157] و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160] و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى. قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67] أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره. قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85] فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم. ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67] فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم." وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا. ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84] فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام). وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52] و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام). وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123] و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام). فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari5 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@IbnSalamaAlAthari5 күн бұрын
أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد. من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس. قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى: "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة." [أصول اعتقاد أهل السنة (135)] و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!! فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة. جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه. انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@saidyussuf22916 күн бұрын
من ومن ؟
@IbnSalamaAlAthari5 күн бұрын
الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر: ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر: ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار. ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى. ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده. ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه. ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ. ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق. ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين). ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر. ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ. ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين. ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع. ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة. ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس. ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية. ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد. ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات. ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر. ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر: ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف. ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع. ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء. ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله. ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر. ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها. ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس. ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين. ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء. ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين. ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء. ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء. ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة. ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب. ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة. ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية. ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر. ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين.. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@Daiilalkhaiir6 күн бұрын
من أنكر أن الله تعالى صورة فهو جهمي. في أي كتاب هذا القول؟
@IbnSalamaAlAthari6 күн бұрын
لو كلفت نفسك قليلا من البحث لعرفت أنه متواتر عن الإمام أحمد في رسائله في الأسماء والصقات.
@م̀́ن̀́ب̀́ن̀́ي̀́ه̀́آ̀́ش̀́م̀́7 күн бұрын
اذا كانت في فترة الحيض هل يجب الاعتزال عن الدبر
@IbnSalamaAlAthari7 күн бұрын
اعتزال االفرج الذي هو القبل في المحيض متفق عليه بين الصحابة رضي الله عنهم لأنهم صريح في القرءان والسنة. إنما كان خلافهم في مسألة الدبر فقط فلا تخلطوا بين الأحكام.
@حنيفامسلما-ح2ن7 күн бұрын
جماع المرأة في الدبر حرام معلومه مفيده جدا وهي أن القرآن الكريم كما قال الله سبحانه وتعالى منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات.فيجب رد المتشابه إلى المحكم وقول الله سبحانه وتعالى نساؤكم حرث لكم...من المتشابه والمحكم هو من حيث أمركم الله.حيث امر ان لانقرب النساء في المحيض وهذا دليل على أن نكاح الدبر حرام ولايجوز
@IbnSalamaAlAthari7 күн бұрын
أنت تفسر الماء بعد الجهد بالماء كأنك لم تشاهد المقطع أصلا. ارجع فشاهد فإنك لم تشاهد. لو كان الأمر بهذه البساطة لماذا اختلف الصحابة رضي الله عنهم والتابعون؟
@mohammedoustad8 күн бұрын
هناك أحاديث كثيرة تحرم الاتيان في الدبر وابن عمر كان يفتي بالجواز لكن عندما بلغه الحديث الصحيح بعد نزول الآية حرم ابن عمر هذا الفعل وهذا ماذكره الفقهاء يحب العوظة إليه
@IbnSalamaAlAthari8 күн бұрын
كلامهم كله لا دليل عليه. مجرد مزاعم. وأما التسلسل الصحيح للأحداث هو كما ذكرنا في المقطع.
@yehiazakarea97169 күн бұрын
صل الله علية وسلم
@IbnSalamaAlAthari8 күн бұрын
ﷺ
@IbnSalamaAlAthari9 күн бұрын
الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر: ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر: ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار. ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى. ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده. ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه. ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ. ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق. ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين). ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر. ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ. ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين. ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع. ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة. ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس. ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية. ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد. ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات. ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر. ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر: ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف. ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع. ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء. ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله. ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر. ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها. ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس. ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين. ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء. ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين. ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء. ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء. ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة. ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب. ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة. ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية. ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر. ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين.. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari9 күн бұрын
الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. فوجب على كل عاقل يريد أن ينجو من فتن الشبهات و الشهوات أن يتمسك بالسنة و الأثر لقوله ﷺ أيضا: "إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي؛ عضوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار." رواه أبو داود و الترمذي و ابن ماجة و الدارمي و أحمد و غيرهم بسند صحيح. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari9 күн бұрын
إن الدين عند الله الإسلام، ومن دان بغير الإسلام فقد قال الله عنهم جميعا: "أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم." وقال تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَ مَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ." [سورة ءال عمران: 19] وقال تعالى: "وَ وَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ." [سورة البقرة: 132] فتدبر أن لفظ "الدين" بصيغة المفرد رغم تصريح الآية أن الوصية المذكورة هي وصية إبراهيم عليه السلام لبنيه و وصية يعقوب عليه السلام لبنيه، و من ثم هي وصية كل الأنبياء من ذرية إبراهيم و يعقوب عليهما السلام لأبنائهم، ثم لاحظ تصريح الآية بأن هذا "الدين" الواحد هو "الإسلام". وقد صرح النبي ﷺ بذلك كما في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - [الذي في صحيح البخاري] أن النبي ﷺ قال: "الأنبياء دينهم واحد." فهذا لفظ واضح لا يحتمل التأويل ولا الوهم ولا الريب. وقال النبي ﷺ أيضا: "الأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى، و دينهم واحد." [صحيح البخاري] فالذي اختلف بين الأنبياء ما هو إلا شرائعهم وليس دينهم، والفرق بين الدين والشريعة ما يلي: ● الدين: هو توحيد الله تعالى بإفراده بالربوبية و الألوهية و الإيمان بأسمائه و صفاته، و الإيمان بملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و الإيمان بالقدر خيره و شره؛ و هذا الدين لا يتغير بتغير الأنبياء و لا الأمم. ● الشريعة: هي الأوامر و النواهي التي تتعلق بكيفيات العبادة و أحكامها، و هي تتغير بحسب تغير الأنبياء و الأمم، و ذلك للتيسير الرباني لبعض الأمم (بمقتضى فضل الله تعالى) أو للعقوبة و المحنة لأمم أخرى (بمقتضى عدله سبحانه)، و لا يظلم ربك أحدا. قال الله تعالى (عن النبي ﷺ): "و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم." [سورة الأعراف: 157] و قال جل ثناؤه: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا." [سورة النساء: 160] و لذلك اختلفت الشرائع تيسيرا (بفضل الله) على أمم معينة، أو تعسيرا (بعدله سبحانه) على أمم أخرى. قال الله تعالى: "لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ." [سورة الحج: 67] أما الدين فواحد هو الإسلام الذي لم ينزل الله تعالى من السماء دينا سواه، و صرح في القرءان أنه لا يقبل دينا غيره. قال الله تعالى: "وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." [سورة ءال عمران: 85] فإبراهيم عليه السلام، الذي هو رمز التوحيد و أبو الأنبياء، قد جاء بالإسلام الحنيف الذي أمر الله محمدا ﷺ أن يعيده إلى حياة الناس بعدما نسيه العرب و العجم. ودليل ذلك قول الله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَ لَا نَصْرَانِيًّا وَ لَٰكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة ءال عمران: 67] فهذا نص صريح في أن إبراهيم عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، بشريعة "صحف إبراهيم." وكذلك سائر الأنبياء قد جاءوا بدين الإسلام، و لكن بشرائع كتبهم، فلا يعني اختلاف شرائع الكتب أن دينهم كان مختلفا. ودليل ذلك قول الله تعالى: "وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ ءامَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِين." [سورة يونس: 84] فهذا دليل صريح أن موسى قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "التوراة" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد موت موسى عليه السلام). وقال الله تعالى: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ءامَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ." [سورة ءال عمران: 52] و هذا أيضا دليل قاطع أن عيسى عليه السلام قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة "الإنجيل" الأصلية (التي كانت قبل التحريف الذي حدث بعد رفع عيسى عليه السلام). وقال الله تعالى للنبي محمد ﷺ: "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ." [سورة النحل: 123] و هذا دليل كالشمس في وضح النهار أن محمدا ﷺ لم يستأنف دينا جديدا؛ إنما كانت مهمته ﷺ متلخصة في أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام (أي دين أبيه إبراهيم عليه السلام الذي هو دين جميع إخوانه من النبيين، و هو الإسلام). فمحمد ﷺ أيضا قد جاء بالإسلام دينا، لكن بشريعة القرءان الكاملة التامة المهيمنة الخاتمة التي أحلت الطيبات و حرمت الخبائث و وضعت الإصر و الأغلال التي كانت على الأمم السابقة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari9 күн бұрын
تسابقوا على الآخرة و لا تتنافسوا على الدنيا، و اصبروا أنفسكم مع أهل الآخرة و لا تفتنوا أنفسكم مع أهل الدنيا. قال الله تعالى: "فلا تغرنكم الحياة الدنيا،" و قال رسول الله ﷺ: "اتقوا الدنيا" و قال ﷺ: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى و ما والاه و عالما أو متعلما." [الجامع الصحيح] فاحرصوا على صحبة الحريصين على الآخرة فقط؛ فإن صحبة الحريصين على الدنيا كآبة في الدنيا و ندامة في الآخرة؛ فلا تغتروا بغفلتهم المذمومة و لا بنشوتهم المسمومة. رزقنا الله و إياكم صحبة المتسابقين على الآخرة، و وقانا و إياكم شر صحبة المتنافسين على الدنيا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محمد بن سلامة الأثري.
@IbnSalamaAlAthari9 күн бұрын
أهل السنة و الأثر لا أسرار لهم، بل سرهم كعلانيتهم، و لله الحمد. من أهم السمات التي يتميز بها أهل السنة و الأثر الذين هم على منهاج النبوة بحق أنهم واضحون ليس لهم أسرار يخفونها عن الناس. قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في سياق التأكيد على هذا المعنى: "إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة." [أصول اعتقاد أهل السنة (135)] و من راقب أحوال الجماعات المنحرفة كلها فإنه سيجد حياة جميع المنتمين إليها مفعمة بالغموض العجيب و محاطة بالكتمان المريب، و هذا في حد ذاته دليل على فساد مناهجهم و ضلال مسالكهم، فما بالك بسائر انحرافاتهم عن منهاج النبوة و مخالفاتهم لأصول اعتقاد أهل السنة!! فالإسلام بريء من الجماعات الإسلامية و الحزبيات التكفيرية، حيث إنها قائمة على "البدعة و الفرقة" و هما مناقضان تماما لمفهوم "السنة و الجماعة"؛ فالسنة عكسها البدعة، و الجماعة عكسها الفرقة؛ فأعضاء هذه الجماعات و الحزبيات هم من أهل البدعة و الفرقة، و ليسوا من أهل السنة و الجماعة. جميع الذين تسببوا في تشويه الإسلام هم من المنتسبين إلى الجماعات الإسلامية لأنهم يتبعون أهواء شيوخهم الضالين المخالفين لهدي النبي ﷺ و يوهمون الناس أن هذا هو الدين، و ليس الدين في الحقيقة إلا ما ثبت عن النبي ﷺ؛ فلا هم اتبعوا النبي ﷺ ليفلحوا، و لا هم أخبروا الناس بالحقيقة المشينة أنهم على غير منهاج النبوة ليعلم الناس أن الإسلام منهم براء، بل ظلوا يعكرون الماء ثم يصطادون في الماء العكر حتى تسببوا في نفور الناس من دين الله الذي لم يستقيموا هم عليه أصلا ليكونوا قدوة لغيرهم في الاستقامة عليه، بل شوهوه بانتسابهم إليه. انشروا هذا التنبيه لتبرئة الإسلام من الذين انتسبوا إليه و لم يكونوا في الحقيقة دعاة إليه، بل كانوا يحشدون الناس لنصرة جماعاتهم و أحزابهم و طرائقهم، لذلك لم يجعل الله لهم قبولا في قلوب عباده. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. و صلى الله و سلم و بارك على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.
@IbnSalamaAlAthari9 күн бұрын
الفرق بين منهج أهل السنة و الأثر و بين منهج أهل البدعة و الأشر: ■■ أولا، سمات منهج أهل السنة و الأثر: ● غايته العظمى بلوغ رضا الله و الجنة و الفرار من سخطه و النار. ● اتجاهه المستقيم نحو هذه الغاية يتلخص في إقامة الإسلام بالقرءان و السنة و الأثر، حيث هي أدلته الثلاثة، و ما سواها فهو خرص أو رأي أو هوى. ● توحيد الله تعالى علميا بإفراده سبحانه بمطلق الجلال و الكمال و الجمال في ذاته و أسمائه و صفاته و أفعاله كما أخبر عن نفسه تبارك و تعالى و كما أخبر عنه نبيه ﷺ، دون تحريف أو تعطيل، و دون تكييف أو تمثيل، و هذا هو التوحيد العلمي الخبري أو توحيد المعرفة و الإقرار، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الربوبية أو توحيد الأسماء و الصفات، و هذا التوحيد إذا صح لأحد فإنه يلزم منه التوحيد العملي الذي بعده. ● توحيد الله تعالى عمليا بإفراده سبحانه بالعبادة و الاستعانة الخالصين له بمقتضى التوحيد العلمي الخبري الذي سبق بيانه، و هذا هو التوحيد العملي التطبيقي أو توحيد العبادة و الاستعانة، و هو الذي اشتهر باسم توحيد الألوهية، و هو الذي عليه مدار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"، و هو متضمن حتماً للتوحيد العلمي الخبري الذي قبله لأنه لازمه. ● توحيد النبي ﷺ بالإمامة و المرجعية، بحيث لا اتباع لغيره، و لا ولاء و لا براء على غيره، مهما بلغ من العلم، و لا تعصب لمذهب أو فرقة أو جماعة، إنما العبرة بما ثبت عنه ﷺ. ● العلم بأن القرءان كلام الله، منزل عَلَى قلب نبيه مُحَمَّد ﷺ، و أنه غير مخلوق. ● حصر تقييد الأدلة بفهم الصحابة - رضي الله عنهم - فقط، و ليس بفهم كل من سلف، لأن توسيع هذا القيد يؤدي إلى تضييع الأحكام؛ فالصحابة - رضي الله عنهم - هم الذين عاصروا النبي ﷺ، بالإضافة إلى أنهم جميعا عدول، بخلاف غيرهم (في الأمرين). ● العلم بأن الإيمان تصديق بالقلب و قول باللسان و عمل بالبدن، و أنه يزِيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● عدم تكفير أحد من أهل التوحيد، و إن وقعوا في شيء من كبائر الذنوب، ناهيك عن الصغائر. ● العلم بأن أفضل الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر - رضي الله عنه - و عمر رضي الله عنه - و عثمان - رضي الله عنه - و علي - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله ﷺ. ● الترحم عَلَى جميع أصحاب رسول الله ﷺ، و على أولاده و أزواجه و أصهاره - رضوان الله عليهم أجمعين. ● تقديم منهج المتقدمين من أئمة الحديث على منهج المتأخرين، بحيث لا يلتفت إلى رأي المتأخرين إذا خالفوا المتقدمين، و ذلك في الرواية و الدراية على حد سواء، فالعبرة بالنقل (في كليهما)، و ليس بالابتداع. ● تأصيل العلم الشرعي و توثيقه بتحري الأدلة المروية و عزو كل دليل إلى موضعه بالمصادر الأصلية للسنة و الأثر، و ذلك لمنع الهواة و المبتدعة من اختراق مجال العلم الشرعي بالآراء التي يظنونها أدلة. ● الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة و الموعظة الحسنة و صالح الأخلاق و أمانة النقل، دون استكبار أو تعجرف أو بطر للحق أو غمط للناس. ● تفنيد شبهات أهل الباطل بالحجج و البراهين الساطعة من القرءان و السنة و الأثر من خلال سرد الأدلة و بيان مدلولاتها الشرعية و مناطاتها الفقهية. ● طاعة ولاة الأمور في المعروف و التعاون معهم على البر و التقوى، و تحريم خروج العوام عليهم، لأن أمر تولية و عزل السلاطين منوط بأهل الحل و العقد من الأمراء و العلماء الذين بيدهم زمام الأمور في البلاد. ● عدم الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية، لأن النبي ﷺ أمر باجتناب الفتن، مع وجوب بيان الحق بدليله دون مهاترات. ● ترك المراء و الجدال فِي الدين إلا أن يكون رداً على أهل البدع بالدليل من القرءان و السنة و الأثر. ● الأخذ بالرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ إذا تحققت مناطاتها الفقهية لأن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه. ■■ ثانيا، سمات منهج أهل البدعة و الأشر: ● عدم الاهتمام بالتوحيد و السنة و الطاعة لله تعالى و لرسوله ﷺ و لأولي الأمر في المعروف. ● عدم التحذير من الشرك و البدعة و المعصية لأن منهج أهل الأهواء قائم على تبرير أي شيء طالما يخدم أهدافهم التي لا تنضبط بمعايير الشرع. ● الخوض في أسماء الله تعالى و صفاته سبحانه بما يخالف هدي النبي ﷺ من أجل تعطيلها أو تحريفها بتأويلات فاسدة تتناسب مع التأصيلات الباطلة التي يعتقدها أهل البدع و الأهواء. ● التشكيك في أن القرءان كلام الله، بل و تصريح بعض أهل البدع بأن القرءان مخلوق، و العياذ بالله. ● حصر الإيمان في التصديق بالقلب دون الالتفات إلى القول باللسان و العمل بالبدن، و عدم الإقرار بأن الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية. ● الطعن في المصادر الأصلية للسنة و الأثر ليفقد الناس الثقة فيها و يقبلوا من أهل البدع كل أكاذيبهم دون سؤال عن دليل أو مصدر. ● إصدار فتاوى لا أصل لها و لا دليل عليها. ● الكبر بطرفيه اللذين هما بطر الحق و غمط الناس. ● تقديس كل فريق منهم لشيخهم و تجهيل الآخرين. ● رد الأدلة من أجل الدفاع عن الآراء. ● تقديم منهج المتأخرين على منهج المتقدمين. ● تضعيف الأحاديث الصحيحة إذا خالفت الأهواء. ● تصحيح الأحاديث الضعيفة إذا وافقت الأهواء. ● تهديد غيرهم بالتبديع، و لو جاء بالأدلة الدامغة. ● تكفير أهل التوحيد بمجرد فعل كبائر الذنوب. ● تبرير الخروج على ولاة الأمور حسب الحاجة. ● الخوض في الفتن، سواء كانت فتن شبهات أو شهوات، سواء كان بالسعي فيها أو مخالطة أصحابها أو الدخول في ترهات المراء الذي لا يقوم على معايير شرعية. ● الإصرار على المراء و الجدال فِي الدين بلا دليل من القرءان و لا السنة و لا الأثر. ● تعطيل الرخص الشرعية الثابتة عن النبي ﷺ مهما تحققت مناطاتها الفقهية من أجل تمثيل الورع الكاذب الذي يصطادون به السذجة و المغفلين.. فالحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم و فضلنا عليهم و على كثير ممن خلق تفضيلا. بارك الله لنا و لكم في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا جميعا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله و سلم على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه أبو سلامة محمد بن سلامة الأثري المصري.