أخي كمال الهاشمي، زادك الله كمالا وعلما وفضلا. حديثك عن وجود الإنسان قبل الولادة، لكن لا أدري ما هي مناسبة ذكر الأحاديث ومن لايؤمن بها والغمز فيهم، مع أنك لم تستشهد بها في حديثك. وبناء عليه فأرجو أن يتسع صدرك للكلام التالي: السنة النبوية كما يعرّفها المحققون؛ هي الطريقة والمنهج والأمر المتبع والظاهر الذي يعرفه عوام المسلمين مثل خواصهم، أي ما كان عليه الناس في عهد رسول الله عليه الصلاة وأزكى السلام من الهدى والخير، وتناقلتها الأمة جيلا بعد جيل مثل بناء المسجد وصفة الصلاة، والأذان، والزكاة، والصيام، والحج. وهي مما عبر عنه القرآن الكريم بسبيل المؤمنين {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (115) النساء. وقد عَرَفها المؤمنون من أفعال وتصرفات رسول الله عليه الصلاة وأزكى السلام التي صدرت عنه في الضوء أمامهم، والتي هي تطبيق عملي لكتاب الله عز وجل، {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ} الأحقاف(٩). أما الأحاديث المنسوبة إلى النبي عليه الصلاة وأزكى السلام فمن الخطأ تسميتها بالسنة لأنها مرويات ملفقة تناقلها أفراد يجوز عليهم الخطأ والنسيان والأهواء والكذب، وغالبها موضوع لخدمة مصالح سياسية واجتماعية ومدارس فقهية في زمن الإمبراطوريات التي حكمت المسلمين ثم تلقتها فئات من الأمة بالقبول والتسليم، وقد اختلطت بها القصص الشعبية والآراء الفقهية والسياسية وثقافات الأمم السابقة، ولم تكتب وتوثق إلا بعد زمن بعيد من موت رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولو أن كمال الدين وتمام النعمة لا يتم إلا بهذه الأحاديث لكان أحرص الناس عليها رسول الله عليه الصلاة وأزكى السلام وصحابته الكرام. ولأمر بتدوينها في حينها أسوةً بالقرآن الكريم. وقد ألحقت هذه المرويات بالسنة تحسيناً للظن بمن رواها ومن قبيل غلبة الظن لا القطع بصدورها عنه عليه الصلاة وأزكى السلام، وأقحمها آخرون في السنة ليضفي على آرائه ومروياته قداسة أمام المخالفين ويلزمهم بقبولها حتى لايردوا سنة النبي عليه الصلاة وأزكى السلام. قال أبو جعفر السجستاني: وخبر الواحد: فإنه لا يوجب العلم ويوجب العمل تبركاً بنسبته إلى النبي. وقال الحافظ زين الدين العراقي: أي حديث قال أهل الحديث هذا حديث صحيح فمرادهم فيما ظهر لنا عملاً بظاهر الاسناد لا انه مقطوع بصحته في نفس الأمر لجواز الخطأ والنسيان على الثقة، هذا هو الصحيح الذي عليه أكثر أهل العلم. وقد وصلتنا هذه الأحاديث محملة بالخرافات والقصص الشعبية وأحاديث القصاص والوعاظ الجهلة الذين أصبحت أقوالهم وقودا محركا لدعاة الإلحاد لاستقطاب الشباب بدعوى خرافية الإسلام وظلامية منهجه. وقد اشتملت هذه الأحاديث كذلك على وصف سيدنا محمد بأوصاف سيئة لاتليق بمقامه العظيم عليه الصلاة وأزكى السلام. لقد جعلت منه رجلا سفاحا قتالا أتى الناس بالذبح وأُمر أن يقاتل الناس حتى يدخلوا في دينه، ومن ترك دينه فمصيره القتل، سابيا للنساء والذرية، إذا أتاه السائل عن دينه عبس وتولى، حاول الانتحار أكثر من مرة، مسحورا لا يدري ما يفعل وقد قتله اليهود بالسم (وفي كتبهم أن النبي الكاذب يقتل) كل ذلك الزور يروى في كتب الحديث - بل إنه فيما يسمى بالصحاح - يروى على أنه أقوال وسنة للنبي الأكرم عليه الصلاة وأزكى السلام واجبة الإتباع وشرط لدخول الجنة. وقد كان الصحابة لا يقيمون وزنا لغير كتاب الله عز وجل، ويردون كل ما يخالفه، لأن سنة النبي عليه الصلاة وأزكى السلام هي التطبيق العملي لما جاء في كتاب الله عز وجل لا أنها وحي آخر. ولا مصدر لدين الله تعالى إلا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ومن ابتغى الهدى في غيره ضل وخسر. والله تعالى أعلم وأحكم.
@AmelHamdouni-i7pАй бұрын
والله هذا ما افكر فيه وذكرت ذلك في كتابي الاخير ( نهاية القطيعة بين الايمان وعلوم الطبيعة ) علما اني لم أعلم بما قاله المرحوم مصطفي محمود يسعدني ان التقي بك
@BlackHeartdz2 ай бұрын
الدين اعتقاد وليس علم
@kamalhechmiАй бұрын
هذا رايك واحترمه ولكن بالنسبة لي تكفيني الاربع آيات الاولى من سورة الرحمان: بسم الله الرحمان الرّحيم, الرحمان (1)علّم القرآن (2) خلق الانسان (3)علّمه البيان(4) صدق الله العظيم ثمّ لو تلاحظ انتقل سبحانه مباشرة للشمس والقمر والنّجم..
@منصفلؤي-س7بАй бұрын
الدين ما ندين به لله
@منصفلؤي-س7بАй бұрын
انت تعتقد ف النقل ودين التراث
@منصفلؤي-س7بАй бұрын
وهل من المنطقي ان نقول ودين ادم الاعتقادات كلها او نقول وعلم ادم الاسماء كلها وعلم يعني علم وقص عل ذالك ف كتاب الله مسلمين بالكلام فقط مثلكم مثل .....يحمل اصفار ..... دين النقل منهج منقول من يخرج عليه كافر
@kamalhechmiАй бұрын
@@منصفلؤي-س7ب الظاهر انّك لم تقرا القرآن اوأنّك غيرفاهم اللغة العربيّة من الاساس. لا تاخذ كلامي هذا شخصيّا ولكن في الاسلام لا إكراه في الدّين والاعتقاد مسالة تجدها حتى عند الذي ينكرون وجود الله فهم في الاخير يعتقدون باشياء اخرى مثل المادّة والطبيعة الخ..فانت احببت ام كرهت ستجد نفسك تعتقد في شيئ ما غصبا عنك. أمّا الآن فأصحح لك خطأك الفادح والذي يدلّ على جهلك بكتاب الّه. ما جاء في القرآن الكريم هو: مثل الذين حمِّلوا التّوراة ثمّ لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا (وليس أصفار!!!) بئس مثل القوم الذين كذّبوا بآيات اللّه واللّه لا يهدي القوم الظالمين. صدق الله العظيم راجع الآية جيّدا فهي موجّهة اليك وإلى كلّ من يتكبّر على كلام الله واسال الله لنا ولك الهداية. آمين
@John.Alias122 ай бұрын
يتركَّب الإنسان من عناصر ثلاثة: ـ نفس.ـ وروح.ـ وجسد. فالنفس: هي ذات الإنسان الشاعرة، وهي التي تُسر وتحزن، وتفرح وتغضب وتتنعَّم وتتألم، وهي التي تشكر وتكفر، وتُقبل وتدبر، وتقر وتنكر، وهي التي تؤمن وتوقن وتقبل على خالقها إن هي آمنت به إيماناً صحيحاً وتستغرق في التنعُّم بإقبالها عليه فلا تبغي عنه حولا. إنها أعظم عنصر في هذا الإنسان، وما الروح والجسد إلا معينان لها يساعدانها للتوصُّل إلى مآربها ومطالبها ومقر النفس في صدر الإنسان وأشعتها سارية في الأعصاب المنتشرة في سائر أنحاء الجسد، وبواسطة الحواس تستطيع أن تتعرَّف إلى هذا العالم المحيط بها، وبواسطة التفكير تستطيع أن تقارن وتحاكم، ثم تتوصَّل إلى إدراك الحقائق. أما الجسد: فهو هذه الأعضاء المادية المؤلَّفة من العظام والعضلات والجلد والأعصاب والدم وما فيه من سوائل وكريات. والروح: هي تلك القوة المحركة التي تؤمِّن للجسد الحياة والنماء، وما دامت الروح سارية فيه سرت النفس بجوارها مرافقة لها، فإذا ما بدأت الروح تنسحب وتُفارق هذا الجسد لحقت بها النفس ثم تخرج الروح عند الموت وتخلد النفس وتتحلَّق بذرَّة من ذرَّات جسدها، فإما أن تكون مسرورة بما كسبت من علم بالله وإيمان به ومعرفة وعمل صالح يؤهِّلها للإقبال عليه، والسريان بالنعيم الإلۤهي والتحليق. ويُلقى بثوبها الجسدي بالتراب، أما هي فتعلو وتسمو في الجنَّات كالنائم الغارق في لذيذ المنام الغافل عن جسمه بالكلية لما يشاهد من جميل الأحلام لكنها بالنوم أحلام وبعد الموت حقائق سرمدية لا تبغي النفس عنها حِوَلاً ولا ترضى للحياة الدنيا رجوعاً لما تجده عند ربِّها من عظيم الإكرام. وإما أن تكون متألمِّة مما تحمل من أوزار وخطيئة وآثام فتظل عمياء محبوسة في شقائها الناشئ عن عملها السيء، مرهونة في قبرها وبالأرض بعملها الخاطئ. قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ، إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ، فِي جَنَّاتٍ...}. وقد وجدت الأنفس في عالم الأزل يوم عرض الأمانة على صعيد واحد، ثم طويت هذه الأنفس البشرية كلها في صلب سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام ومنه صار التناسل وبهذه الواسطة كان خروج هذه الأنفس إلى عالم الصور والأجساد جيلاً بعد جيل، وأناساً بعد أناس. لقد أخرج الله تعالى الأنفس إلى هذه الدنيا لتتبارى في العمل الصالح وتتسابق في فعل الخيرات. وكانت الأنفس قبل ذلك ساكنة لا عمل لها لأن العمل لا يكون إلا بعد اقترانها بهذا الجسد فهو مطيَّتها وبما فيه من جوارح وأعضاء تسعى وراء غاياتها، وبمعارضتها لرغائبها ولشهواتها المحرَّمة التي حَرَمتها وتحْرِمُها من الوجهة إلى الله تعالى ودوام الاستنارة بنوره الغالي الثمين وما يشمل من طيِّبات الجنَّات وما ينشأ عن البعد عن الله من عللٍ نفسية معنوية تهدُّ الإنسان هدّاً وتُشقيه ومن حوْلَه شقاء حتى تصل بالنفس إلى أن تتأجج وتلتهب التهاباً لا يسكِّن لظى سعيره غداً إلاَّ نيران الطهارة، نيران الله الموقدة التي تبتغيها وترضاها لتكون بديلاً عن سعير لهيبها المريع التي تشويها شيّاً فتبتغي وتشتهي صحبة نار الله التي تنزع هذا الشوى:{كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى، نَزَّاعَةً لِلشَّوَى، تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى، وَجَمَعَ فَأَوْعَى}. فبمعارضة النفس لرغائبها وشهواتها المحرَّمة المُهلكة تستطيع أن ترتقي وتتقرَّب إلى خالقها. وبناء على هذا نستطيع أن نفهم ما تعنيه كلمة (وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ): فالموت هو بطلان الحركة وعدم العمل. لقد كانت النفس خامدة لا حركة لها، فمن الذي قرن هذه النفس إلى جسدها وأخرجها إلى هذه الدنيا؟ من الذي خلق لها هذا الجسد على هذا الكمال؟ من الذي ضمَّ إليه الروح فجعل فيه الحياة؟ من الذي جعل هذا الإنسان على هذا النظام وفتح أمامه مجال العمل وأهَّله لاكتساب الخيرات؟ أهو فعل ذلك كله بذاته، أم أنَّ هناك يداً عليَّة عليمة قديرة فعلت وتفعل ذلك! كل هذه المعاني نستطيع أن نفهمها من كلمة:(وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ): أَطْعَم أباك المأكولات حتى صرت نطفة، ألا تفكِّر كيف تخلَّقت هذه النطفة! ما هذه المأكولات التي وجدت، من أنبتها حتى تكوَّنت منها؟ولكن لا تحسبنَّ أنك ستخلد في هذه الحياة الدنيا إلى الأبد، فما دامت لأحد من قبلك حتى تدوم لك وما جعل الله لبشرٍ من قبلك الخُلْد، إن هي إلاَّ أيام معدودات تقضيها وشيكاً وتمرُّ بك سريعاً، ثم يأتيك هاذم اللذات ومفرِّق الجماعات، لقد جئت إلى هذه الدنيا بمهمّة وأنت الآن بمدرسة فسابق وسارع في الخيرات ولا تضيعنَّ عمرك الغالي بتافهات الأعمال، بل اكْتَسِبْه بما يجعلك غداً من السعداء، فما اقتران النفس بجسدها إلاَّ لتقوم بواجبها وتصل إلى سعادتها الأبدية فإذا ما انقضى الأجل فستنفصل الروح وتخرج النفس من الجسد وسينقطع عملها وترقد رقدة طويلة الأمد تنتهي بها يوم البعث والنشور يوم يقرن الله هذه النفس إلى جسدها ثانية ويعيد إليها الروح، وهنالك تقف بين يدي ربِّها لتؤدي حساباً دقيقاً عمَّا قدَّمت من أعمال وتوفَّى كل نفس بما كسبت وهناك الحسرة والسوء على الكافرين. {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. ذلك كله إنما تذكِّرنا به كلمة (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ): ألا تفكِّر بهذا! (ثُمَّ يُحْييكُمْ): غداً. (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ): للمحاكمة والسؤال والحساب