Рет қаралды 11,424
من معالم المذهب الزيدي وآرائه
تفريغ نصي الفاضلة أمجاد عبد العال
ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : al-saif.net/?ac...
روي عن سيدنا ومولانا أبي عبد الله جعفر الصادق، صلوات الله عليه، وقد وصل إليه خبر مقتل عمه زيد، قال: "رحمه الله، كان مؤمنا وكان عالما، وكان عارفا وكان صادقا، ولو ظفر لوفى".
ضمن حديثنا عن تاريخ المذاهب في الإسلام، نتحدث بإذن الله تعالى، عن المذهب الزيدي، الذي ينسب إلى زيد الشهيد، ابن الإمام علي بن الحسين السجاد، عليهم السلام، ونتعرض إلى بعض ما يرتبط به من آراء، ومميزات.
في البداية، لا بد أن نقول أن النسبة إلى زيد الشهيد، كما يقول أتباع المذهب، هي نسبة اعتزاز وتشريف، أكثر مما هي نسبة تأسيس وتكوين. وبعبارة أخرى: باقي المذاهب تنسب إلى إمامها الأول، المؤسس، باعتبار أن هذا الإمام المؤسس، وضع حدودها، وأفكارها، وقواعدها الأساسية، ثم يأتي باقي العلماء المنتمين لهذا المذهب، فيبنون على ما أسسه ذلك الإمام الأول. على سبيل المثال، عندما يأتي أبو حنيفة النعمان، إمام المذهب الحنفي، ينظِّر لفكرة العمل بالرأي، والعمل بالقياس، وأنه نظرا لضيق المساحة، النصية والحديثية، لا بد من الاجتهاد، وإعمال الرأي، وقياس العلل، وما شابه ذلك، فيضع هذا المبدأ، وهذا المبنى، كأساس لمذهبه، فيأتي بقية العلماء الأحناف، فيما بعد، ويبنون على هذا الأساس الجاهز.
الشافعي مثلا، عندما يأتي ويبني على أساس توسعة الأخذ بالحديث النبوي، من دون أن يعتمد على الأحاديث الضعيفة والمرسلة، يقرر قاعدة هنا، وأساس، فيأتي بقية العلماء، الذين ينتمون إلى هذا المذهب، ويبنون على هذه القواعد، وغالبا المذهب يكون قد تأسس في أبعاده المختلفة، وفي قواعده قبل وفاة هذا الإمام، وهذا واضح فيما ذكرنا ومن ذكرنا من أئمة المذاهب ومذاهبها.
بالنسبة إلى المذهب الزيدي، الباحثون يقولون، أن الإمام زيد لم يضع منهجا فقهيا خاصا، أو قواعد مرتبة، بحيث يأتي باقي الأئمة الزيدية فيما بعد، ويبنون على هذا المنهج. بل أن كل واحد من أئمة الزيدية، هو يبتكر قواعد، هو يبتكر أسس، يقولون: نحن لدينا باب الاجتهاد مفتوح. فكل إمام هو يأتي بنظرية، بقاعدة، بفكرة، بأساس، ولذلك قد تجد مثلا أن بعض الأئمة المتأخرين يخالفون، إمام المذهب، حتى في القضايا الأصلية، ليش؟ لأنه كل واحد اللي يجي، يجي، وعنده مدرسته الخاصة، وذلك لأن المذهب، في أيام زيد الشهيد، لم يستكمل بناءه، وأن زيدا (ع) لم يؤسس قواعد ومنهجا، مثلا في العقائد أو في الكلام، خاص به وواضح ومبين، حتى يأتي الآخرون، ويبنوا عليه. فإذن نسبة المذهب إليه، فيها مقدار من المسامحة، كأنما نوع من التشريف، يراد لهذا المذهب، نسب إلى زيد، وإلا لم يقرر الإمام زيد منهجا فقهيا أو كلاميا، أو عقائديا لهذا المذهب حتى يسير عليه، من يأتي من بعده. هذي نقطة مهمة، تختلف فيها فقهاء الزيدية، وأئمة الزيدية، بل والمذهب الزيد، عن سائر المذاهب.
النقطة الأخرى، التي تلاحظ، قبل الحديث عن آراء هذا المذهب، أن هذا المذهب من الناحية التاريخية والجغرافية، من الناحية التاريخية، تأسست له دول متعددة، مثلا، تأسست له دولة، أو تنسب له دولة، تسمى الدولة الأخيضرية. الدولة الأخضيرية في اليمامة، اليمامة نجد، نجد احتضنت دولة شيعية زيدية في حدود سنة 250 هجرية، كان على رأسها بعض بني الحسن وأحفاده. أساسا الزيدية كثير من أئمتهم ومن ثوارهم من بني الحسن المجتبى (ع). فهذي دولة تأسست في وسط نجد، سنة 250 هجرية، وكانت تنتمي إلى المذهب الزيدي. دولة أخرى تأسست كما ذكرنا قبل أيام، في طبرستان، شمال غرب إيران، وغرب إيران. في ذاك الوقت، احنا قلنا اشتباها: شمال شرق، التصحيح هنا، هي في الشمال الغربي، والغرب منطقة مازندران، وجيلان، وطبرستان، هذه أيضا دولة هنا تأسست وكان على رأسها الناصر الكبير، الأطروش، يعرف بالأطروش، الناصر الكبير، توفي حدود سنة 300 للهجرة. هذي دولة أخرى أيضا كانت على المنهج الزيدي، وزيدية الاتجاه.
إلا أن أطول فترة، تم فيها الحكم، عند الزيديين، كانت في اليمن، اليمن اللي الآن أكثر وجود للزيدية في العالم الإسلامي، هو في اليمن، وفي جنوب المملكة، وهي منطقة جغرافيا قديما، هي واحدة، هاي المنطقة كانت منطقة زيدية، منذ حوالي سنة 280 هجرية إلى قبل حدود 55 سنة. يعني حدود 1000 وكذا من السنوات، عندما قام أحد أئمة الزيدية وخرج من وادي الفُرع، في غرب المدينة المنورة، في وجود لأتباع أهل البيت (ع) فهذا الرجل من نسل الحسن، عرف باسمه يحيى بن الحسين الحسني، ومعروف بالإمام الهادي إلى الحق، عند الزيدية، لقبه: الإمام الهادي، أو الهادي إلى الحق، في سنة 280 هجرية خرج من وادي الفُرع من غرب المدينة، واتجه إلى اليمن، إما بدعوى من بعض قبائلها، أو بمبادرة منه، وكان هناك نزاعات ومشاكل، هو رجل عالم، فدخل على خط الإصلاح، والأمر بالمعروف، وتحلق الناس حوله، وأصبح حاكما لتلك المنطقة، صعد وما والاها.
اللي الآن قسم من اليمن، المعروف باليمن الشمالي، منذ ذاك الوقت، كما قلنا، إل أن سقط نظام الإمامة، بسقوط الدولة المتوكلية، المملكة المتوكلية اليمنية، سنة 1962 ميلادية، قلت قبل حوالي 55 سنة أو في هالحدود، صار هناك حركة وحرب اليمن، وسقطت الدولة المتوكلية، آخر أئمة الزيدية في اليمن، كان يسمى المتوكل على الله. هاي الفترة الطويلة، كانت أطول فترة لحكم الزيدية في اليمن، بل في العالم الإسلامي كله. بقية الأماكن، أحيانا 100 سنة، أقل، أكثر، لكن هذه استمرت فترة طويلة، ولكن لم تستطع هذه الدولة، أن تخرج من هذه المنطقة لكي ينتشر المذهب كمذهب، على قدم المساواة مع سائر المذاهب الأخرى.
يعني لنفترض، المذهب الشافعي، المذهب المالكي، المذهب الحنفي، المذهب الجعفري، لهذه المذاهب أكو انتشار في كل العالم الإسلامي، حتى لو لم يكن لهم دولة، الدولة الزيدية، في اليمن، طول هذه المدة، لم تستطع الخروج إلا نادرا، ولم ينتشر المذهب الزيدي، مثلا، حاله، حال سائر المذاهب، في كل العالم الإسلامي .....