Рет қаралды 91,778
القصيدة من الأعمال الكاملة للجواهري
طبعة مكتبة جزيرة الورد
في عام 1948م ، ألقى الجواهري مطولةً عصماءَ بمناسبة مرور سبعة أيام على استشهاد شقيقه جعفر، برصاص شرطة العهد الملكي، إثر تظاهرات ومواجهات جماهيرية حاشدة في وثبة كانون الثاني الوطنية، احتجاجاً على توقيع معاهدة «بورت سموث» البريطانية - العراقية.
والقصيدة التي يقرب عدد أبياتها من المئة، تكاد أن تكون في جميعها رسالة إلى جعفر، وحواراً معه، وتساؤلات إليه، مفعمة بالعاطفة والذكريات حيناً، وبتقديس الإيثار والتضحية، أحايين أخرى، وإصرارعلى اشاعة المفاهيم الوطنية والتنويرية.
وإذ تهدأ المشاعر قليلاً، ولو في بعض أبيات وحسب، تأتي المقاطع التالية من الملحمة الجواهرية التي نحن عندها، لتبدع في وصف "«جعفر»" الشقيق... فهو «رُواءُ الربيع» و«زهرة من رياض الخلود» و«قبسٌ من لهيب الحياة» و«طلعة البشر» و«ضحكة الفجر»... وما إلى ذلك من مشابهات متفردة تنبض بالمحبة، وتفيض بالعاطفة الانسانية الجامحة.
أما في نهاية ملحمته، فقد راح الجواهري يستطرد ليصف، وبتشكيل بانورامي حاذق، أجواء الأحزان العائلية على رحيل الفقيد... فتلك امه «العجوز» الغارقة في التعبد، تضجر لأن «السماء لم تعد تغيث حريباً ولا ترحمُ»... وهذه اخت الشهيد «تشق عليه الجيوب، ويغرز في صدرها معصم» ...«نناشد عنه بريق النجوم، لعل جعفر من بينها ينجم»... وهكذا كانت، أو تكاد، حال الأصدقاء والأحباء من أهل البيت وخارجهم...
... أخيراً وقبيل اختتام هذه الكتابة، دعونا نقتبس عن شاهد عيان، وهو فلاح الجواهري، نجل الشاعر، سطوراً تصف فصلاً من مسيرة تشييع جعفر إلى مثواه الأخير:
«واصل الموكب طريقه إلى النجف وفيه كل الطلائع الثورية للشباب، وفيه نماذج من الكهول والشيوخ وكان يوماً مشهوداً في كل تاريخ النجف، حيث أغلقت الأسواق وعطلت المدارس وغصت الشوارع بالجماهير المستقبلة، وتناثرت أكاليل الورود من كل حدب وصوب...»
مقتبس من :
www.diwanalarab.com/في-رثاء-ش...